غياب الأمن الاقتصادي فجر ثورات العرب

المحاضرون في ندوة التحديات الاقتصادية العالمية وآفاق التعاون في منتدى الجزيرة السابع
undefined

محمد بنكاسم-الدوحة

ناقش اقتصاديون اليوم، في إحدى ندوات منتدى الجزيرة السابع، التحديات الاقتصادية العالمية وآفاق التعاون بين الوطن العربي والقوى الدولية الصاعدة، حيث اعتبر غيريجيش بانت الاقتصادي الهندي وعميد كلية الدراسات بجامعة جواهر لال نهرو أن فقدان الأمن الاقتصادي هو الذي دفع محمد البوعزيزي البائع المتجول في تونس إلى إحراق نفسه والتحول إلى شرارة لثورة في بلاده وانتقلت عدواها إلى بلدان عربية أخرى.

وأضاف أن التحدي المطروح يتعلق بقدرة الحكومات على توفير الحماية لأشخاص أمثال البوعزيزي الذين يعملون في الاقتصاد غير المنظم. وحذر بانت من أنه ما اتسع نطاق الاقتصاد غير المنظم في بلد ما إلا وكان هذا تهديدا بانهيار النظام القائم، ولاحظ أنه منذ الانتقال إلى النظام الليبرالي في الاقتصاد أصبح الاقتصاد غير المنظم هو الذي يخلق الوظائف.

‪بانت: ما اتسع الاقتصاد غير المنظم إلا وكان النظام القائم مهددا بالانهيار‬ (الجزيرة)
‪بانت: ما اتسع الاقتصاد غير المنظم إلا وكان النظام القائم مهددا بالانهيار‬ (الجزيرة)

وتطرق الاقتصادي الهندي إلى العلاقة بين النموذج الاقتصادي الليبرالي والديمقراطية ليخلص إلى أن هذا النموذج لا يفضي بالضرورة إلى قيام نظام ديمقراطي، موضحا أن الليبرالية مبنية على قوة السوق التي تعتمد بدورها على قوة الموارد المالية لدى الأشخاص.

وأشار إلى أنه من التحديات المطروحة حاليا إيجاد نموذج اقتصادي بديل، فتونس ومصر ما قبل الثورة كانتا تنالان تقديرا من صندوق النقد الدولي بسبب تحقيقهما معدلات جيدة في النمو الاقتصادي، غير أن هذا لم يمنع من قيام هبات شعبية في البلدين أطاحت بالنظامين السابقين.

كسر الاحتكار
ويعتبر بانت أن إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد يمر عبر كسر احتكار دول معدودة للمعرفة والعلم، وهذه مهمة ملقاة على عاتق الدول النامية في آسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا من خلال إقامة أنظمة توفر المناخ لإنتاج المعرفة.

وقدم المتحدث نفسه ما عده قصة نجاح اقتصادي للهند، حيث استفادت من مواردها البشرية الضخمة لتصبح رائدة في مجال تطوير البرمجيات، مشيرا إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة هي المهيمن على هذا المجال وليست الشركات الكبيرة، كما أن نصف صادرات الهند مصدره الشركات الصغيرة والمتوسطة.

من جانب آخر، عدّد غزوان مصري نائب رئيس المنتدى الدولي للأعمال عضو اتحاد رجال الأعمال والصناعيين في تركيا الأسباب التي تقف وراء انتقال الاقتصاد التركي من المرتبة 26 عالميا في 2002 إلى المرتبة 17 في العام الماضي، مشيرا إلى أن البلاد استفادت اقتصاديا من موقعها الجغرافي المتميز بين ثلاث قارات هي أوروبا وآسيا وأفريقيا، وهذه الميزة الجغرافية تتوفر لدى العديد من الدول العربية.

‪مصري: تركيا نهضت اقتصاديا لأنها وضعت خطة شاركت فيها كل قوى المجتمع‬ (الجزيرة)
‪مصري: تركيا نهضت اقتصاديا لأنها وضعت خطة شاركت فيها كل قوى المجتمع‬ (الجزيرة)

تجربة تركيا
غير أن الأهم -في نظر غزوان- هو وضع تركيا خطة اقتصادية للعام 2023 شارك فيها المجتمع المدني والفاعلون الاقتصاديون ولم تفرضها الحكومة بطريقة فوقية، ومن أبرز أهداف الخطة جعل الاقتصاد التركي من بين العشرة الأوائل في العالم.

وأضاف رجل الأعمال التركي أن من أسباب النجاح الاقتصادي لتركيا تركيزها على النهوض بقطاعات التعليم والعدالة والصحة والأمن، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين من خلال البلديات، والحد كثيرا من الفساد الإداري والهدر في مؤسسات الدولة.

وفي محور آفاق التعاون الاقتصادي بين العالم العربي والقوى الدولية الصاعدة، قال الباحث الاقتصادي البحريني جاسم حسين إن هناك دواعي كثيرة تفسر الحاجة لهذا التعاون بين الجانبين، وعلى رأسها ما وقع في الولايات المتحدة الأميركية من أزمة الرهن العقاري قبل بضع سنوات، وما تعيشه حاليا منطقة اليورو من أزمة اقتصادية.

وأشار حسين إلى أن مجالات التعاون بين الاقتصادات العربية والاقتصادات الصاعدة مثل الصين والهند والبرازيل وروسيا وغيرها متعددة، ومن أبرزها الطاقة والسياحة والمجال الزراعي والقطاع المالي، وأوضح أن اقتصادات دول الخليج، ولو أنها في وضع مريح بسبب ارتفاع أسعار النفط حاليا، فإنها تحتاج لتنويع مصادر نموها وتأمين حاجياتها الغذائية.

المصدر : الجزيرة