صور مروعة لهروب السوريين نحو الأردن
الجحيم
لحظة وصوله تحدث إمام مسجد من إحدى قرى درعا عبر مع زوجته وأفراد من عائلته عما وصفه بـ"الجحيم في سوريا". و قال "الحياة لا تطاق والقصف العشوائي جعل حياتنا مستحيلة، النظام يقتل الجميع ويريد تدمير كل شيء وقتل كل من بقي في سوريا".
أما عامر الذي كان يحمل أحد أطفاله فقال إنه من حي العسالي في دمشق، لكنه ترك منزله منذ أشهر ولجأ لمنطقة الكسوة. وزاد "جئنا لدرعا ومنها للأردن رغم معرفتنا بالوضع الصعب هنا، لكننا فضلنا إبقاء أطفالنا أحياء على الموت تحت القصف الهمجي".
وكالت إحدى اللاجئات القادمات من حمص سلسلة من الانتقادات اللاذعة للدول العربية، وقالت "صورونا عسى أن يستحي العرب على أعراضهم التي تنتهك في سوريا".
وعن سبب الانتقادات التي وجهتها للدول العربية، قالت "أنا لا أريد من العرب سوى السلاح، لماذا يترك السوري يذبح كالخراف، أعطوني سلاحا أنا والنساء وسنعود لنقاتل إلى جانب رجالنا".
طفلة سورية تدعى رجاء (6 سنوات) كانت تبتسم لعدسات التصوير، أجابت على أسئلتنا بالقول إنها من الحولة. وعما عاشته بالحولة قالت "ما في أمان، ما في أكل ولا شرب، وبشار بيقصف فينا كل يوم".
رحلة المخاطر
النقطة الثانية التي زارها الصحفيون كانت في المنطقة الشمالية الغربية للحدود مع سوريا، حيث يصل اللاجئون هناك عبر قوارب بسيطة تقطع نهر اليرموك ومياه سد الوحدة بين الأردن وسوريا، لتصل إلى نقطة للجيش الأردني في رحلة محفوفة بالمخاطر نظرا لارتفاع مياه السد بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة في الشهرين الأخيرين.
أما النقطة الثالثة التي شملتها الجولة فكانت نقطة عبور في المنطقة الشرقية من الحدود، حيث كان الظلام يخيم على المكان عندما بدأ المئات من اللاجئين بالتوافد وبشكل كبير إلى الحد الأردني.
وكان يقطع الصمت بكاء الأطفال أو مناداة الأمهات على أطفالهن أو سؤال بعض عن بعضهم الآخر، بينما كان الجنود الأردنيون يحثون اللاجئين على الإسراع في العبور، ويساعدون الضعفاء منهم للابتعاد عن الحد السوري كون المنطقة متلاصقة إلى حد كبير.
أحد أكثر المشاهد إيلاما للحضور كان مشهد طفل يرتجف من البرد ويبكي، اجتهد جنود وصحفيون في تغطيته وحمله ليشعر بالدفء، وترك بعض الصحفيين كاميراتهم وأقلامهم جانبا وحملوا الطفل وامتعة أسرته وساعدوهم على الوصول لنقطة التجمع.
أرقام
وبحسب قائد قوات حرس الحدود الأردنية العميد الركن حسين الزيود، فإن عدد السوريين الذين دخلوا الأردن منذ بداية العام الحالي وحتى 17 فبراير/شباط 2013 عبر نقاط الحدود غير الشرعية بلغ 89 ألفا، ليصل عدد اللاجئين الذين دخلوا بشكل غير شرعي للأردن إلى أكثر من 210 آلاف منذ بداية الأزمة السورية قبل نحو عامين.
وكشف عن أن الأطفال يشكلون النسبة الأكبر من اللاجئين السوريين عبر النقاط غير الشرعية إذ بلغوا 42%، فيما بلغت نسبة النساء 36%، والرجال 22%.
وقال إنه جرى تحديد 45 نقطة عبور للحدود ممتدة على مسافة 370 كيلومترا، إضافة إلى 25 نقطة تجميع أمامية و15 مركز إيواء على طول الحدود، مرجعا أسباب التدفق الكبير في اللاجئين السوريين إلى "الوضع الأمني الذي كلما زاد سواء زادت أعداد اللاجئين".
وعن المنشقين عن الجيش السوري، قال الزيود إن الأردن يستقبلهم في أماكن إيواء خاصة بهم، ورفض تحديد أعدادهم التي اكتفى بالقول إنها بالمئات.
وتحدث الزيود باقتضاب شديد عن الاشتباكات التي حدثت مع الجيش السوري، وقال "الاشتباكات بين الجيش السوري والجيش الحر، ونحن نتعامل بقواعد اشتباك معروفة عسكريا".