هل تراجع حضور قوى 14 آذار؟

اغتيال الحريري عام 2005 كان السبب الرئيسي لتشكيل وتجمع وتحالف قوى 14 آذار
undefined

جهاد أبو العيس-بيروت

فتحت فعاليات إحياء الذكرى الثامنة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، باب الجدل والسؤال حول ماهية وقوة ومستقبل تيار قوى الرابع عشر من آذار الذي تشكل بعد حادث الاغتيال الذي وقع في 14 فبراير/شباط 2005.

ففي الوقت الذي اعتبرت فيه قوى الثامن من آذار أن التيار تعرض منذ تشكيله لهزات متتالية أضعفت حضوره بين مناصريه، ليس أقلها انسحاب كتلة الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط، اعتبرت قيادات في التيار أن الخلاف بين فرقائه طال أمورا جانبية دون المس بفكرة التوافق الرئيسية.

وبعيدا عن جدلية وصحة ما يطرحه خصوم هذا التيار من عوامل تراجع وضعف بعد ثمانية أعوام من تشكيله، تؤكد الوقائع الموضوعية أن مساحة حضور هذا الفريق في مجمل الشارع السني تحديدا آخذة بالتراجع.

القانون الأرثوذكسي
ويستدل خصوم التيار على تراجعه في الشارع بارتفاع نسبة التأييد والجماهيرية للتيارات الإسلامية السنية، إلى جانب ما اعتبروه شرخا داخل الفريق بعد تأييد الوسط المسيحي داخله للقانون الأرثوذكسي للانتخابات بصورة هددت وما تزال عنصر الوحدة السياسية داخله بالتفجير.

ويرى النائب فادي الأعور عن تكتل التغيير والإصلاح (قوى 8 آذار) أن التجربة المريرة منذ اغتيال الحريري أظهرت مشروع 14 آذار على أنه مشروع "سلطة وليس مشروع وحدة وطنية يتعالى على الجراح".

وأضاف في تصريحات صحفية أن مشروع 14 آذار بعد ثماني سنوات عانى من سلسلة ضربات، من أبرزها خروج النائب وليد جنبلاط وكتلته وتبني القوات اللبنانية وحزب الكتائب للمشروع الأرثوذكسي المناقض سياسياً لتوجهات "تيار المستقبل"، إلى جانب خسارة اللبنانيين الفرصة والوقت لبناء مشروع دولة تضمن لهم حياة جيدة بسبب "شهوة السلطة".

خصوم 14 آذار تحدثوا عن ضعف وتآكل حضوره داخل الشارع (الجزيرة نت)
خصوم 14 آذار تحدثوا عن ضعف وتآكل حضوره داخل الشارع (الجزيرة نت)

في المقابل يرى النائب عن تيار المستقبل عمار حوري أن ما جمع قوى 14 آذار هو "الدم والشهادة والحركة الاستقلالية والعبور إلى الدولة"، وهذه المعاني والقيم -يضيف حوري- "لا يمكن أن تنتهي أو تتراجع مهما مرّ عليها الزمن، وهي ما زالت موضع إجماع كل قوى الفريق".

حوري الذي اعترف في تصريح للجزيرة نت أن قانون الانتخاب الأرثوذكسي أحدث تباينا داخل الفريق، استدرك بالقول إن ذلك لم يشكل رغم الخلاف الواضح تباينا بشأن "الحركة الاستقلالية ومشروع الدولة، والمحكمة الدولية والربيع العربي وقضايا أخرى".

وتابع "نعم اختلفنا حول قانون الانتخاب هذا، لكن الصورة الجامعة لا تزال قائمة، ينتقدون الأمانة العامة لقوى 14 آذار، وأنا أتساءل أين الأمانة العامة لقوى 8 آذار؟ أين مقرها وأين مواقفها الموحدة؟ الفريق الآخر ينتمي لفكر شمولي أما نحن فلا".

ورفض حوري فكرة القياس على قوة وحضور الفريق من أعداد المشاركين بفعاليات إحياء ذكرى الاغتيال لهذا العام أو غيره، أو مستوى الشخصيات التي تحضر الفعالية أو تغيب، فعدد الحضور وزخم المشاركة -وإن كان مهما- لكنه لا يصلح لجعله وحده مقياسا موضوعيا لقوة أو ضعف الفريق، وفق رأيه.

القوى الإسلامية
أما الكاتب الصحفي ساطع نور الدين فيرى أن فريق 14 آذار تراجع فعلا على صعيد الشارع وذلك لصالح التيارات السنية الإسلامية عموما، والسلفية العلمية، والجهادية على وجه الخصوص.

وقال نور الدين للجزيرة نت إن فوز الإسلاميين في دول الربيع العربي وإرهاصات التحول في سوريا خدمت بشكل كبير التيارات الإسلامية السنية في لبنان على حساب فريق 14 آذار، وتحديدا منه تيار المستقبل السني.

ولفت الكاتب الصحفي إلى أن تراجع قوى 14 آذار لا يعني أن أحوال فريق 8 آذار أحسن حالا "بل على العكس، أوضاع فريق 8 آذار أكثر سوءا وخطورة في ظل انهيار خطابه السياسي وتخلخل وضعف موقفه بسبب تأييده للنظام السوري ونظرة العالم السلبية للحراك والمشروع الإيراني".

وقال إن الوجود المسيحي سواء داخل قوى 14 أو 8 آذار، دخل مرحلة المراجعة السياسية لدوره وتأثيره في الساحة الداخلية والمنطقة بعد الانسحاب السوري من لبنان، مشيرا لوجود مشكلة تواجه القيادات المسيحية مع جمهورها بشأن كيفية التعامل والتحالف مع فريقي القوة في الساحة (السنة والشيعة).

المصدر : الجزيرة