النشيد الوطني يُحير العراقيين

BAGHDAD, IRAQ - NOVEMBER 11: Iraqi Parliament members attend a voting session on November 11, 2010 in the Green Zone area in Baghdad, Iraq. Iraqi parliament members met today and managed to elect key leadership po
undefined
 
علاء يوسف-بغداد

يستعد البرلمان العراقي خلال جلساته المقبلة للتصويت على قصيدة "سلام على هضبات العراق" للشاعر الراحل محمد مهدي الجواهري لتصبح النشيد الوطني السادس في تاريخ العراق، لكن ثمة انقساما للرأي بشأن ملائمتها لذلك. 

ويقول الشاعر منذر عبد الحر إن القضية ليست قصيدة، بل تتعلق بالنشيد العراقي، ويجب أن يكون مكتوبا على أساس نشيد، فهناك جانب فني يجب أن يواكب الأحداث الحاصلة في العراق، على الرغم من أن الجواهري شاعر كبير ومن رموز العراق فإن هذه القصيدة التي يطمحون لأن تكون نشيدا وطنيا لا تصلح لأسباب عديدة منها أنها صعبة التداول واللغة ولم تكتب على أساس نشيد، إضافة إلى أنها لا تحاكي الواقع العراقي الراهن. 

معايير
ويضيف عبد الحر للجزيرة نت "يجب أن تحاكي القصيدة أمورا أكثر أهمية من مسائل الحرب والسلام والخير والشر، مثل الانتماء للوطن، لأن أناشيد دول العالم تنطوي على بساطة وعمق وسهولة وتداول وتعبير مما يميز البلد عن غيره من البلدان".

منذر عبد الحر: المهم أن يعبر النشيد عن هوية البلد (الجزيرة نت)
منذر عبد الحر: المهم أن يعبر النشيد عن هوية البلد (الجزيرة نت)

ويؤكد الحر أنه ليس ضروريا أن يكون النشيد لشاعر كبير أو صغير، بل المهم أن يعبر عن وضع البلد بقيمه وحضارته وماضيه ومستقبله ولا يكتفي بالأمور الانفعالية والعاطفية وهذه الأمور مهما طالت فهي مرحلية لا تمثل الهوية الحقيقية لطبيعة العراق.

أما الشاعر حسين القاصد فيرى في قصيدة الجواهري الحل المنطقي "لكي لا يفرضوا علينا قصيدة لأحد النواب" مشيرا إلى أن "بعض النواب شعراء، وبعضهم من الشعراء المتميزين والكل يتمنى أن تكون قصيدته هي النشيد الوطني خصوصا أنه لا أحد من بين المتقدمين يملك شهرة الجواهري عربيا وهذا الشيء مهم جدا".

ويضيف أن قصيدة الجواهري "تصلح نشيدا وطنيا لبساطتها وكون أغلب أبياتها يحفظها العراقيون والعرب وأنهم فعلوا حسنا عندما لم يعلنوا عن مسابقة أو يكلفوا وزارة الثقافة بذلك لأن ذلك سيفرض علينا نصا لموظف بالوزارة أو غيره".

حدود الثقة
من جهته يقول المتحدث باسم اتحاد الأدباء والكتاب إبراهيم الخياط "لا نتوسم بالبرلمان خيرا لأنه يقصي ويهمش ويعادي الثقافة والمثقفين، ولو كان قانون النشيد الوطني امتيازا من الامتيازات الشخصية لتم التصويت عليه، خصوصا وأن الغالبية العظمى من أعضاء البرلمان لا يحفظون ثلاثة أبيات متفرقة للجواهري أو لأي شاعر آخر، ولا يعلمون ما هي حياة الجواهري".

ابراهيم الخياط: لا نتوسم خيرا في البرلمان (الجزيرة نت)
ابراهيم الخياط: لا نتوسم خيرا في البرلمان (الجزيرة نت)

ويضيف أن البرلمان لا يستطيع أن يحدد موقفا تجاه النشيد "لأنه بهذه التركيبة المستهجنة عليه أن يستشير اتحاد الأدباء والمثقفين"، ويرى أن قصيدة الجواهري مناسبة جدا، مشيرا إلى أنها ليست قصيدة واحدة بل هي اختيارات من ثلاثة مقاطع من ثلاث قصائد وكلها تبدأ بالسلام "وهو أكثر ما نحتاجه بعد عهود من الحروب الداخلية والخارجية والاستبداد والطغيان والإرهاب، وإشاعة هذه الكلمة".

ويقول رئيس لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان علي الشلاه إن اللجنة رفعت القانون إلى التصويت عليه من قبل البرلمان بعد أن تمت قراءته للمرة الثانية، وإنه سيتم التصويت عليه بعد أن تحدد هيئة الرئاسة ذلك.

وأضاف أن استهداف القصيدة من قبل البعض يؤكد أنهم لم يقرؤوها أصلا لأنها تمثل العراق الجديد، وتتحدث عن السلام وتختزل العراق عبر جغرافيته وتذكر كل العراق بوصفه جغرافيا دون التطرق إلى طائفة وهذا أمر مهم، وناهيك أنها "لأهم شاعر في التاريخ وهو الجواهري". مبيناً أن هؤلاء يريدون نشيدا "يخضع للمحاصة كما يحدث حالياً، إلا أننا مصرون على إن يخضع للوطنية ويختزل العراق".

المصدر : الجزيرة