الإعلام المصري يغضب سكان سيناء

epa03868568 Egyptian armed forces spokesman Colonel Ahmed Ali speaks during a press conference in Cairo, Egypt, 15 September 2013.The Egyptian army vowed to continue its campaign against Islamist armed groups in the Sinai Peninsula until the entire area was back under state control. The army had captured 309 people suspected of involvement in acts of terrorism in Sinai since the beginning of July. EPA/KHALED ELFIQI

undefined

منى الزملوط-سيناء

تشهد شبه جزيرة سيناء معركة كبيرة بين قوات الجيش المصري والمسلحين في المنطقة, والمصدر الإعلامي الوحيد المتوفر عما يدور هناك من أحداث هو بيانات المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية العقيد أحمد محمد علي الذي يخرجها على شكل أخبار وصور لأشخاص يتم القبض عليهم ويعرضون على أنهم "إرهابيون" دون إجراء أي تحقيق.

ودأبت القوات المسلحة في سيناء على عرض صور لبعض الأسلحة التي تقول إنها عثرت عليها هناك، بينما يتم التعتيم الإعلامي على تفاصيل الوقائع الأخرى, إضافة إلى مضايقة الصحفيين والمراسلين الذين يسعون لتغطية الأحداث في المنطقة، لدرجة أن هذه القوات وصفت صحفيا يعمل بصحيفة "المصري اليوم" في سيناء بأنه "إرهابي".

ويقول الإعلامي محمد أبو شقرة -وهو من أبناء سيناء- إن الإعلام لم يؤد دوره بالصورة الكاملة في سيناء حين تعامل مع ما يجري فيها بوصفه "إرهابا"، وهو ما ألحق ضررا بجميع أبنائها، بينما يتم اعتبار ما يحصل في معظم المحافظات المصرية توترات أمنية ينتهي الحديث عنها بسرعة.

وحمّل أبو شقرة الإعلام المصري المسؤولية الكاملة عن وصم الأفراد الذين يتم القبض عليهم بالإرهاب, معتبرا أن كلمة "إرهابي" تطلق على كل من قبضت عليه الجهات الأمنية قبل التحقيق معه، متهما الإعلاميين المصريين بالتقصير كليا في حق سيناء وعدم نقل الصورة الحقيقية لما يحدث فيها, وواصفا الخبراء الإستراتيجيين بأنهم غير متفهمين لطبيعة سيناء.

تهم باطلة
بدوره طالب محمد عدلي -وهو أحد وجهاء سيناء- الإعلام المصري بالتوقف عما دعاه التشويه المتعمد لأهل سيناء، قائلا إنه يصنع الإرهاب بتصويره لبعض الأشخاص على أنهم مجرمون وإرهابيون دون تحقيق أو إثبات.

واستدل عدلي بما جرى لشخصيات معروفة في سيناء مثل الشيخ أسعد البيك والشيخ عبد العزيز ميسر اللذين قال إنهما نشرت صورهما بطريقة غير لائقة ووصفا بأنهما إرهابيان.

وعبّر عن استيائه الشديد من أشرطة الفيديو التي بُثت لبعض أبناء سيناء بشكل غير لائق إنسانيا وإعلاميا, مشيرا إلى أن الإعلام المصري الآن يتبنى توجها بعينه لمصلحة سياسات محددة.

ويتحدث الحاج أبو سليمان -وهو من منطقة "المطلة" قرب رفح المصرية- عن ولديه اللذين اعتقلتهما قوات الأمن في سيناء (عمر أحدهما 19 عاما والآخر 23)، قائلا إنهما لا يستطيعان حمل السلاح أو استخدامه, وإنه حاول زيارتهما في معسكر الجلاء بالإسماعلية أكثر من مرة، ولكن قوات الأمن ضللته بشأن مكان احتجاز ولديه اللذين أصبح يظن أنهما ربما قتلا داخل السجن.

غياب التثبت
واتهم أبو سليمان وسائل الإعلام المصرية بأنها شوهت مستقبل ولديه الصغيرين حين كتبت مقالات وأخبارا عنهما دون أدلة وافية، أو انتظار الانتهاء من التحقيقات معهما وإعلان نتائجها.

أما أحمد المتضرر من تشويه الإعلام لإخوته, فيقول إنه قرأ خبرا عبر الإعلام الإلكتروني يصفهم بالإرهابيين ويتهمهم بقتل ضباط وإنه استاء من الخبر وانتابه شعور بالحزن لا يوصف، خاصة عندما شاهد الصور على صفحة المتحدث العسكري، واصفا ما حدث بأنه جريمة ستبقى تمثل وصمة ذل لإخوته طول العمر.

وتشتكي إحدى أمهات المعتقلين مما تسميه تشويه ابنها من طرف الإعلام العسكري الذي قالت إنه كتب عن أسرتها كلاما سيئا ليس له أساس من الصحة، وذلك حين اتهم ابنها الصغير -الذي يعمل في مزرعة لمساعدة والده- بالإرهاب. وتساءلت "كيف يسجنون أطفالا ولا نعلم بذلك إلا عندما نرى صورهم في الجرائد ثم لا يكون لنا حق الاطمئنان عليهم؟".

المصدر : الجزيرة