فشل جهود صومالية للإفراج عن أويس

أويس يعود إلى السحن بعد 25 عاما من الحرية
undefined

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


عبد الرحمن سهل-كيسمايو

فشلت جميع الجهود الصومالية الرامية للإفراج عن زعيم ما يوصف بالتيار السلفي الجهادي في الصومال حسن طاهر أويس، بسبب رفضه قبول شروط الحكومة الصومالية الداعية إلى الاعتراف بها وتخليه عن القتال من أجل تحقيق مشروعه السياسي.

وقال محمد الشيخ علي -وهو أحد المسؤولين السابقين في الحزب الإسلامي المنحل ومن المقربين إلى أويس- إن ورقة شروط الحكومة تتضمن "أن يتبرأ أويس من حركة الشباب المجاهدين ويدين أفعالها، ويعترف بالحكومة الصومالية، ويتنازل عن الوسائل القتالية لتحقيق مشروعه، ويلجأ إلى الوسائل السلمية لحل الأزمة الصومالية".

وأضاف الشيخ علي -في حديث للجزيرة نت- أنه جرت عدة لقاءات بين ممثلين لعشيرة الشيخ أويس وقيادات أمنية وحكومية للإفراج عنه، إلا أن تلك الجهود باءت كلها بالفشل بسبب تمسك الحكومة بشروطها، ورفض أويس التوقيع على الورقة أثناء الاعتقال في السجن، لأن ذلك يمثل اغتيالا سياسيا له، كما أنه ليس حرا والجو غير ملائم لإبرام اتفاقية مع الحكومة.

ونقل الشيخ علي عن أويس قوله "لن أكتب اسمي على ورقة بيضاء مرسلة من الحكومة، ناهيك عن توقيع هذه الورقة داخل السجن"، مؤكدا أنه ليس لديه مانع من مناقشة بنود الورقة مع الحكومة بعد إطلاق سراحه.

سياسي أم مجرم؟
ويرى عبد الكريم طاهر -وهو أخ للشيخ أويس- أن أخيه سجين سياسي ولم يرتكب أية جريمة بحق شعبه، ورفقاء دربه يتمتعون بالحرية الكاملة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الصومالية، وبعضهم يتقلدون مناصب سيادية في البلد.

وتحدث عبد الكريم عن تدهور صحة أخيه منذ اعتقاله، وقال إن وضعه الصحي سيئ للغاية بسبب طبيعة مكان الاعتقال (مقر المخابرات العامة)، مشددا على أن موقف عشيرتهما هو التمسك بخيار واحد هو الإفراج عن أويس.

عشيرة الشيخ أويس تتمسك بخيار واحد هو الإفراج عنه (الجزيرة-أرشيف)
عشيرة الشيخ أويس تتمسك بخيار واحد هو الإفراج عنه (الجزيرة-أرشيف)

وقد رفض عدة مسؤولين صوماليين التعليق على ظروف اعتقال أويس، إلا أن عضو اللجنة الأمنية في البرلمان الصومالي عبد الحكيم علي وصف الشيخ أويس بأنه مجرم حرب، ودعا إلى محاكمته بناء على أفعاله الإجرامية بحق الشعب الصومالي.

ويقول علي إن أويس يجد من الحكومة كل الرعاية والعناية الصحية اللازمة، وإن وضعه الصحي مستقر عدا أنه شيخ طاعن في السن، ولا يستبعد نقله من مقر المخابرات العامة إلى بيت آخر تفرض عليه فيه إقامة جبرية، وهو مقترح ترفضه عشيرة أويس.

ويرى مراقبون صوماليون أن الحكومة تحسب ألف حساب للشيخ أويس قبل الإفراج عنه، خوفا من تأسيسه تيارا سياسيا قويا قد ينافس الحكومة الحالية مستقبلا، وهو احتمال غير واقعي حسب مراقبين آخرين.

أفكار أويس
ووفق السياسات العامة والمنطلقات الفكرية المكتوبة عن الشيخ أويس، فإنه يسعى إلى تحرير الوطن من الاحتلال العسكري والسياسي والاقتصادي، بغية إقامة دولة إسلامية في الصومال، ويستخدم الوسائل العنيفة لتحقيق تلك الأهداف.

ويرى أويس أن أساس مشكلة الصومال هو التدخل الخارجي وعدم توعية الشعب بقضية الولاء والبراء، ويعتقد أن النظام الصومالي الحالي فاقد للشرعية لأنه نظام غير إسلامي تجب محاربته وإزالته بالوسائل الممكنة، ويصف القوات الأفريقية بأنها قوات محتلة يجب إخراجها من الصومال.

ويدرج أويس أميركا وحلفاءها في خانة أعداء الصومال، إلا أنه لا يمانع في فتح قنوات الحوار معها شريطة وقف تدخلاتها السافرة في البلد.

يشار إلى أن أويس -الذي كان يترأس الحزب الإسلامي- انضم هو وحزبه إلى حركة الشباب المجاهدين في ديسمبر/كانون الأول 2010، ثم انشق عن الحركة في يونيو/حزيران الماضي، واعتقلته الحكومة في مطار آدن عدي الدولي في مقديشو عقب وصوله إليه من مدينة عدادو الواقعة وسط الصومال.

المصدر : الجزيرة