دعوة الأزهر للدستور إرضاء للشريعة أم العسكر؟

مشيخة الأزهر
undefined

عمر الزواوي-القاهرة

بات الأزهر الشريف في قلب المعمعة السياسية في مصر بعد مواقفه الأخيرة التي يرى البعض أنها لا تتسق مع  ما ظلت تضطلع به أقدم المؤسسات الدينية في العالم من دور تاريخي.

وسلطت دعوة الأزهر الأخيرة إلى المصريين للمشاركة في الاستفتاء على الدستور -الذي يلقى معارضة من قبل أنصار دعم الشرعية ورافضي الانقلاب داخل المجتمع المصري- الضوء على ممارسة هذه المؤسسة الدينية للسياسة مما أثار لغطاً في الشارع العام.

وحثّت مشيخة الأزهر المواطنين على المشاركة في الاستفتاء على الدستور المقرر منتصف الشهر المقبل، مؤكدة في بيان لها أن في هذا الاستفتاء مصلحة للوطن التي هي من مقاصد الشريعة.

ووفق مراقبين، فإن السلطة الحالية تسعى لإقحام الأزهر في القضايا السياسية الخلافية لإضفاء الشرعية عليها لاسيما في ظل المعارضة التي تواجهها تلك السلطة من قبل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.

انحياز للسلطة
ويرى مختار عودة (أحد علماء الأزهر الشريف) أنه يجب على الأزهر باعتباره من أعرق المؤسسات الدينية في العالم أن يبتعد عن القضايا السياسية الخلافية التي تسبب الشقاق والانقسام داخل المجتمع، وألا ينحاز لرأي سياسي على حساب آخر ولا لفصيل دون فصيل.

ويضيف عودة للجزيرة نت أن دعوة الأزهر المصريين للمشاركة في الاستفتاء على الدستور باعتباره مقصداً من مقاصد الشريعة تجعله ينحاز بشكل واضح للسلطة الحالية التي لا يرضى عنها بعض فئات المجتمع لأنها جاءت إلى الحكم بشكل غير شرعي، ومن ثم كان على الأزهر التزام الحياد وعدم الانحياز لأي طرف في هذه القضية.

الجامع الأزهر بالقاهرة (الجزيرة)
الجامع الأزهر بالقاهرة (الجزيرة)

من جانبها، تقول جبهة علماء الأزهر (وهي تنظيم مستقل يضم نخبة من علماء وأساتذة المشيخة) إنها لن تعترف بالدستور الذي أعدته لجنة الخمسين المعينة، مضيفة أن الدستور الواجب احترامه هو ذلك الذي تم الاستفتاء عليه عام 2012 خلال فترة حكم مرسي.

وأكد أمين عام جبهة علماء الأزهر يحيى إسماعيل -في تصريحات صحفية- أن الجبهة لا يمكن أن تجامل أحداً على حساب الحق لأنها تزن الأمور بالميزان الشرعي ومن ثم فإنها لا تعترف بالدستور الجديد كما تنتقد دعوة الأزهر للمشاركة في الاستفتاء عليه، وفق تعبيره.

ويرى أحمد عبد العزيز (عضو تحالف دعم الشرعية) أن دعوة الأزهر تحمل في طياتها الإيحاء لهم بالتصويت بنعم للدستور لأن ذلك هو رأي الأزهر.

ويضيف أن تلك الدعوة تجعل الأزهر منحازاً بوضوح لسلطة الانقلاب ويعطيها غطاءً دينياً وشرعياً، في مخالفة لمواقف المشيخة خلال مراحل تاريخ مصر الحديث والمعاصر المنحازة لمصالح الناس لا الحكام.

الرغبة في الاستقرار
أما حزب النور السلفي، فقد قام بعض أعضاء هيئته العليا بزيارة شيخ الأزهر واستعرضوا معه الحملة التي قام بها الحزب لدعوة الشعب للتصويت على الدستور بـ"نعم" تحت حملة "نعم للدستور" .

وأكد عضو الهيئة العليا طلعت مرزوق -للجزيرة نت- أن الحزب يريد أن تمر المرحلة الانتقالية لتمضي مصر إلى مرحلة الاستقرار والتقدم "ومن هذا المنطلق جاءت زيارة أعضاء الهيئة العليا لشيخ الأزهر، كما التقى وفد من الحزب بالدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية". 

المصدر : الجزيرة