في سوريا.. حدائق المنازل تتحول لحقول زراعية

 

يزن شهداوي-ريف حماة

حوّل المواطن السوري من ريف حماة أبو ياسين حديقة منزله إلى "حقل زراعي بسيط" يحتوي على خضار يمكن زراعتها حسب ما توفر له من البذور وسقايتها من مياه الآبار التي يحفرونها، علّها تسد جوع أطفاله الأربعة وزوجته.

وتأتي مبادرة "أبو ياسين" هذه كمحاولة للوقوف ضد ما يصفه أهل المنطقة بحصار خانق فرضته قوات النظام السوري على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، ولمست الجزيرة نت -أثناء زيارتها للمنطقة- كيف تحول الحصار إلى مأساة ومعاناة انعكست على كافة أوجه الحياة.

ويضيف أبو ياسين للجزيرة نت التي قصدته في "حقله" المتواضع، أنه جعل لكل نوع من الخضار شجرة واحدة لكي تكفي حديقته أنواع الخضار المزروعة التي غالباً ما يكون فيها ستة أو سبعة أنواع من الخضار والبقوليات.

ولري مزروعاته حكاية يختلط فيها البؤس والحزن، ويشرح أبو ياسين كيف يحرم أولاده في بعض الأيام من مياه الشرب ليروي هذه المزروعات، خصوصا أن المنطقة تعاني منذ نحو عام من انقطاع مياه الشرب.

ويقول أحد ناشطي ريف حماة واسمه أبو ريان، إن حصار النظام لبلدة عقرب بريف حماة الجنوبي دفع الأهالي إلى ابتكار أساليب جديدة أو العودة إلى وسائل قديمة لم تعد مستخدمة في هذه الأيام.

الناشط أبو البراء: قصف النظام المتواصل للأراضي الزراعية واتباع سياسة الأرض المحروقة من جهة، وهجرة المزارعين من جهة أخرى، جعل نسبة محاصيل الزراعة تنخفض بنسبة 70%

ويضيف أبو ريان أنه في ظل الحصار المضروب على البلدة ومنع دخول الغذاء والمساعدات الإنسانية إلى العائلات في الداخل، زرع الأهالي حدائق المنازل التي لا تتجاوز المترين أو الثلاثة والتي لم يهدمها بعدُ قصف النظام.

الغلاء والحصار
وتبرر السيدة روعة -وهي أم لطفلين- بريف حماة الغربي، لجوؤهم إلى هذه الطريقة بغلاء أسعار الخضار وندرتها في بعض الأوقات, حيث وصل سعر كيلو السبانخ والسلق وبعض هذه الخضار الشتوية إلى مائتي ليرة سورية (1.5 دولار)، بينما زراعتها يدوياً وفي حديقة المنزل لا تكلف العائلة أكثر من 50 ليرة، وهذا الأمر يشجع العائلات الفقيرة وليس فقط المحاصرة على اتباع هذه الطرق من الزراعة.

وتضيف روعة أن أغلب سكان الريف السوري باتوا يزرعون حدائق المنازل ليؤمنوا قوت يومهم، وبعضهم حوّل هذه الزراعة إلى مصدر رزق للعائلة فيطعم عائلته من نصف الإنتاج ويبيع نصفه الآخر، في ظل غياب أي عمل للرجال في الأرياف وتوقف الزراعة والحصاد بسبب حرق أغلب محاصيل الأراضي من قبل قوات النظام.

ويقول الناشط السياسي في منطقة سهل الغاب بريف حماة أبو البراء إن أراضي ريف حماة تعتبر من أغنى الأراضي والمحاصيل الزراعية في سوريا لكثرة الأراضي الخصبة والخضراء في أريافها.

لكن قصف النظام المتواصل لهذه الأراضي واتباع سياسة الأرض المحروقة من جهة، وهجرة المزارعين من جهة أخرى، جعل نسبة محاصيل الزراعة تنخفض بنسبة 70%، مما انعكس سلباً على المواطن السوري في ندرة الخضار بمحافظة حماة وارتفاع أسعارها إلى أربعة وخمسة أضعاف عن سعرها قبل انطلاق الثورة.

المصدر : الجزيرة