الأمطار تشرد الآلاف في غزة

أطفال إلى جانب ذويهم في مركز للإيواء بمدرسة أبو حسين شمال القطاع
undefined

ضياء الكحلوت-غزة
 
عند منتصف ليل الخميس، اجتاحت المياه المنهمرة بغزارة منزل عائلة السيدة أم سليم أبو الفول وعشرات البيوت المجاورة على أطراف مخيم جباليا للاجئين بشمال قطاع غزة.
 
ولم يسعف الوقت أحدا من السكان لأخذ أقل احتياجاته معه، فالمياه التي غمرت المنازل بعلو مترين وكادت تودي بحياة الأطفال باغتت المواطنين وهم نيام وحاصرتهم قبل أن تتدخل قوات الشرطة والدفاع المدني بقوارب صغيرة وتخرجهم إلى مركز للإيواء.

ولجأ نحو ألف مواطن إلى مدرسة أبو حسين التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" بعد أن غرقت منازلهم نتيجة المنخفض القطبي الذي يضرب قطاع غزة منذ نحو أربعة أيام.

5200 مشرد
وتقول الإحصاءات الصادرة عن الحكومة المقالة إن أكثر من 5200 شخص يتواجدون حاليا في 13 مركز إيواء بينها اثنان يتبعان لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، فيما ذكرت الطواقم الطبية أنها عالجت نحو مائة حالة مرضية بينها أربع في وضع خطير.
‪أم سليم أرغمتها الأمطار على اللجوء‬ (الجزيرة)
‪أم سليم أرغمتها الأمطار على اللجوء‬ (الجزيرة)

وتقول أم سليم "كنا على وشك الموت نتيجة تدفق المياه بشدة إلى منزلنا. نحن 29 فردا ولم يعد لدينا أي قطعة ملابس. وكل أجهزة الكهرباء والمنزل دمرت بفعل ارتفاع المياه لنحو مترين".

وأوضحت أم سليم -التي كانت تحمل حفيدها ابن الـ45 يوما في غرفة بمركز الإيواء- إن الأسر المتضررة لن تستطيع العودة لمنازلها حتى بعد أن تسحب وتشفط المياه نتيجة ضياع جميع أغراضها، مطالبة العرب والمسلمين مساعدة غزة على تجاوز "النكبة الجديدة".

وإلى جانب غرفتها في مركز الإيواء، كانت أم سعيد أبو العيش تلتحف بطانية خفيفة وتحكي تشرد أفراد أسرتها بعد أن غمرت المياه منزلهم بشكل كامل.

وغير بعيد منها، كانت أسرة عاطف سالم المكونة من 13 فردا تجتمع في غرفة أخرى من مركز الإيواء، بعد أن شردتهم المياه وأغرقت منزلهم بالكامل.

أما حسام النجار -وهو أب لسبعة أبناء- فحمل المشاركين في حصار غزة معاناة السكان، ودعا كل صاحب ضمير لسرعة التدخل لإيواء الأسر وتقديم يد العود للناس لكي يتجاوزوا محنتهم.

مرض وموت
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في الحكومة المقالة أشرف القدرة إن الطواقم الطبية عالجت على امتداد القطاع نحو مائة حالة مرضية بينها أربع في وضع حرج، فيما توفي مواطن بعد أن اختنق في خيمته نتيجة اشتعال نيران التدفئة.

‪الغصين قال إن قطر هي أول دولة‬ (الجزيرة)
‪الغصين قال إن قطر هي أول دولة‬ (الجزيرة)

وبين القدرة -للجزيرة نت- أن الطواقم الطبية قامت اليوم بعمليات فحص شاملة وقدمت أدوية ومساعدات للمواطنين الذين لجؤوا لمراكز الإيواء خاصة الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

ووفق الناطق باسمها إيهاب الغصين، افتتحت الحكومة المقالة 11 مركزا للإيواء، فيما تشرف الأونروا على مركزين.

وانتقد الغصين ما سماه تباطؤ الأونروا في تقديم المساعدة مع استمرار المنخفض الجوي في القطاع.

وبين -في حديث للجزيرة نت- أن الحكومة استنفرت منذ اللحظة الأولى جميع طواقمها وقادتها للعمل بشكل ميداني للتخفيف من آثار المنخفض، وأجرت اتصالات مع بعض المسؤولين العرب والروس للمساعدة في إنهاء المعاناة.

وذكر الغصين أن دولة قطر كانت أول من لبى نداء غزة، حيث تعهد أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بإرسال باخرة وقود إلى القطاع تكفي لتشغيل محطة التوليد نحو ثلاثة أشهر إلى جانب دفع 10 ملايين دولار للسلطة في رام الله ضريبة للوقود و5 ملايين دولار للمتضررين من المنخفض.

من جهة ثانية، دعا الناطق باسم الحكومة المقالة إلى رفع الحصار بشكل كامل عن القطاع وإدخال جميع المعدات اللازمة لتجاوز الوضع الصعب الذي يعيشه السكان.

وفتحت أسر منازلها للمتضررين، كما نشر مواطنون إعلانات عبر وسائل الإعلام الاجتماعي رحبوا فيها باستضافة المتضررين في بيوتهم واستعدادهم لمقاسمتهم لقمة العيش حتى تزول الغمة.

المصدر : الجزيرة