مطالبات في البرلمان البريطاني بالاعتذار للفلسطينيين

جانب من الجلسة المسائية المفتوحة في مبنى البرلمان
undefined

مدين ديرية-لندن

عقد برلمانيون وحقوقيون في مجلس العموم البريطاني (الغرفة السفلى للبرلمان) مساء أمس الاثنين، جلسة مفتوحة لدفع بريطانيا إلى تقديم اعتذار عن المآسي التي تسببت بها للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها وعد بلفور الذي أفضى إلى النكبة.

وحضر الجلسة -التي ترأسها النائب جيرمي كوربين- نواب ولوردات ومحامون وسياسيون بريطانيون، شددوا على ضرورة أن تتقدم بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني على "وعد بلفور"، وتتحمل المسؤولية تُجاه ما لحق به من جرائم وظلم، وأن تقف أمام مسؤولياتها الأخلاقية وما يترتب عليها من تبعات سياسية وقانونية.

ويأتي ذلك استكمالا لحملة دولية ينظمها "مركز العودة الفلسطيني" انطلقت من لندن يوم 9 يناير/كانون الثاني الماضي لإجبار بريطانيا على الاعتذار للشعب الفلسطيني عن وعد بلفور في الذكرى المئوية على الوعد عام 2017.

مانويل حساسينيات: يجب على بريطانياالاعتذار للشعب الفلسطيني (الجزيرة نت)
مانويل حساسينيات: يجب على بريطانياالاعتذار للشعب الفلسطيني (الجزيرة نت)

استنهاض
وقال المنتدى الفلسطيني في بريطانيا إنه ينبغي ﺍﺴﺘﻨﻬﺎﺽ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ بريطانيا وﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ التي ظلت تتمسك بالقضية الفلسطينية أينما كانت، حيث بقيت تثبت حضورها من خلال مشاركتها في إحياء المناسبات الوطنية الفلسطينية كجزء من عطائها الدائم والمستمر لإحياء القضية.

وقال السفير الفلسطيني في بريطانيا مانويل حساسينيات في حديث للجزيرة نت "لقد مر 96 عاما على وعد بلفور المشؤوم الذي أقام دولة إسرائيل على أرض فلسطين، وهو ما أدى إلى حرمان الشعب الفلسطيني من إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس".

وأوضح حساسينيات أن اجتماع الاثنين جاء لتذكير الحكومة البريطانية بأن ما حدث عام 1917 إجحاف بحق الشعب الفلسطيني وهو إنكار وجوده على الأرض، "فنحن نذكّر كل البريطانيين والحكومة البريطانية بأن هذا الإجحاف لن يدوم، ويجب عليهم الاعتراف بالاعتذار الكامل للشعب الفلسطيني".

وأضاف أن الوعد لم يأت بدولة إسرائيل وحسب، بل فرض الاحتلال الإسرائيلي وتسبب في بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي والتطهير العرقي، وأدى كل ذلك إلى إحباط الشعب الفلسطيني في حق تقرير المصير.

وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن شعبه يعيد هذه الذكرى عاما بعد عام لتذكير الشعب البريطاني الذي أصبح واعيا بالقضية الفلسطينية، وأصبح يعترف بأن هناك مسؤولية أخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، داعيا البريطانيين إلى إجبار حكومتهم على أن تعترف وتعوض الشعب الفلسطيني على مائة عام من الاحتلال البغيض.

‪العالول: ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ويلات أساسه وعد بلفور المشؤوم‬ (الجزيرة نت)
‪العالول: ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ويلات أساسه وعد بلفور المشؤوم‬ (الجزيرة نت)

تسليح العصابات
من جانبه قال رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا زياد العالول للجزيرة نت إن بريطانيا ساهمت في تسليح العصابات الصهيونية وتسهيل هجرة اليهود على حساب الشعب الفلسطيني، مما نتج عنه معاناة وتشريد عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين ما زالوا يعيشون في مخيمات اللجوء إلى يومنا هذا.

واعتبر العالول أن كل ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ويلات أساسه ذلك "الوعد المشؤوم"، لذلك "ينبغي على بريطانيا الاعتذار وتحمل المسؤولية الأخلاقية التي تتعدى القانون الدولي وحقوق الإنسان".

وأوضح أن المنتدى الفلسطيني في بريطانيا -ومعه العديد من المؤسسات الفلسطينية- يعمل على تسويق مشروع للضغط على الحكومة البريطانية للاعتذار والاعتراف بالخطأ التاريخي الذي ارتكبته بريطانيا في حق الشعب الفلسطيني.

وطالب العالول القيادة الفلسطينية -ومعها القيادة العربية- باتخاذ الخطوات العملية لإقرار الحق الفلسطيني، بالضغط على حكومة بريطانيا ومحاسبة كل من أجرم بحق الشعب الفلسطيني أمام المحاكم الدولية.

بدوره قال سامح حبيب رئيس قسم الإعلام لمركز العودة والناطق باسم "حملة بريطانيا لقد حان وقت الاعتذار في أوروبا" للجزيرة نت، إن هذه الفعالية تأتي كجزء من حملة تستمر خمس سنوات أطلقها مركز العودة الفلسطيني لتنتهي في الذكرى المئوية لوعد بلفور، بهدف إجبار بريطانيا على الاعتذار للشعب الفلسطيني.

وأكد حبيب ان الحملة الدولية بدأت تأخذ زخما متزايدا، مشيرا إلى أن هناك زخما واسعا في حملات الدعم الشعبي والسياسي والجماهيري بمشاركة شركاء جدد للعمل مع مركز العودة الفلسطيني لتنشيط فعاليات الحملة.

المصدر : الجزيرة