النقب.. القضية المهمشة في السياسة الفلسطينية

فلسطينيون من رام الله يواجهون الاحتلال ضد مخطط تهجير النقب.jpg
undefined

ميرفت صادق-رام الله

تظاهر نشطاء فلسطينيون بمدينة رام الله غالبيتهم من ناشطي المقاومة الشعبية في المناطق المحاطة بجدار الفصل وكذلك النشطاء ضمن الحملة الوطنية لمقاطعة إسرائيل، ضد مخطط برافر الإسرائيلي الذي يستهدف مصادرة أراضي النقب وتهجير سكانها، وجاءت المظاهرة وسط غياب للقيادات والفصائل الفلسطينية.

واتهم الناشطون القيادة والأطر السياسية الفلسطينية بتهميش قضية النقب ونضال الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 1948، وتكريس محاولات فصل الفلسطينيين عن بعضهم بعضا.

وقال الناشط زيد الشعبي، الذي اعتقله الاحتلال خلال مظاهرة رام الله، إن هناك تهميشا رسميا للشعب الفلسطيني وحركته الجماهيرية عامة.

وأضاف أن المتابع للخطاب الرسمي "يشعر بأننا أمام إعادة تعريف للشعب الفلسطيني باعتباره سكان الضفة وغزة فقط، بينما يزيد تعداد الفلسطينيين عن 11 مليون في كل فلسطين ومخيمات الشتات".

ويعترف منسق القوى الوطنية والإسلامية في رام الله عصام بكر بتقصير الفصائل الفلسطينية وليس القيادة فقط حيال سياسات التطهير العرقي التي يواجهها الفلسطينيون في الداخل، لكنه يجد لذلك ما يبرره في ظل الحالة الفلسطينية المفككة والضعيفة وغير المستقرة، حسب وصفه.

وشدد سكرتير المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، الذي شارك في مظاهرة رام الله، في حديثه للجزيرة نت على أن برافر يفرض على القيادة الفلسطينية وقف المفاوضات فورا والاتجاه إلى استنهاض المقاومة الشعبية ودعم حملة مقاطعة شاملة لإسرائيل في كل العالم.

وقال البرغوثي إن النقب جزء من فلسطين وما يحاولون فرضه عبر مخطط برافر تطهير عرقي لجزء أصيل من الشعب الفلسطيني، وهو ما يؤكد أن منظومة الفصل العنصري الإسرائيلية واحدة في الضفة الغربية والقدس والنقب.

‪المظاهرة ضد برافر حملت شعار
‪المظاهرة ضد برافر حملت شعار "وطن واحد"‬ (الجزيرة)

فصل الملفات
أما مسؤول لجنة مقاومة الاستيطان في الضفة جمال جمعة فقال إن بدو النقب جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، كما أن النقب تمثل مساحة ثلث فلسطين التاريخية، مضيفا أن تهميشها في السياسة الفلسطينية واضح جدا، وأنه "حتى القدس أصبحت مهمشة في الخطاب الفلسطيني وليس النقب فقط".

ورأى جمعة أن المطلوب ليس تغييرا في الخطاب السياسي تجاه مكونات الشعب الديمغرافية والجغرافية فقط، ولكن أيضا فعل حقيقي على الأرض باعتبار هذه المناطق أجزاء أصيلة من الهوية والتاريخ الفلسطيني.

وحسب جمعة، فإن الخطأ الأكبر بدأ منذ توقيع اتفاقية أوسلو التي ساهمت في تعزيز فصل الشعب الفلسطيني عن بعضه بعضا حتى أصبح فلسطينيو المناطق المحتلة عام 1948 مجرد "عرب في دولة إسرائيل" رغم أن سياسات الاحتلال تستهدفهم تماما كما تستهدف الفلسطينيين في الضفة وغزة.

وقال جمعة للجزيرة نت إن مخطط برافر يهدد جزءا هاما من الشعب الفلسطيني ولا يجب فصله عن مخططات تهويد الجليل والقدس والأغوار، محذرا من أن نجاح الاحتلال في فرض هذه المخططات يضع الفلسطينيين عامة أمام اختبار العمل عليها كقضية واحدة من دون فصل كي يصبح من الممكن التصدي لها.

تهديد الرابط الوطني
وبرأي الباحث السياسي الفلسطيني بلال الشوبكي فإن الاحتلال نجح طيلة العقود السابقة في الفصل الجغرافي إلا أنه فشل في تذويب الرابط الوطني والوحدة المعنوية التي تمثل العامل الأساسي في تماسك الهوية الوطنية.

لكن تهميش القيادة الفلسطينية لقضايا الداخل المحتل عام 1948، حسب الشوبكي، وصل إلى مرحلة تكريس الطموح الإسرائيلي بالفصل الكامل بين الفلسطينيين، وهو ما يهدد بتفكيك الرابط الوحيد الذي يجمع الفلسطينيين في كل فلسطين التاريخية والشتات.

المصدر : الجزيرة