اتفاق جنيف أقلق إسرائيل واستنفر سياسييها

Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu (C) gestures as he speaks during the first cabinet meeting of the 33rd Israeli government, in Jerusalem March 18, 2013. Netanyahu's new governing coalition took office after a parliamentary vote on Monday with powerful roles reserved for supporters of settlers in occupied territory. REUTERS/David Vaaknin/Pool (JERUSALEM - Tags: POLITICS)
undefined

وديع عواودة-حيفا

حملت إسرائيل بشدة على اتفاقية الدول العظمى مع إيران بشأن ملفها النووي، وأكدت أنها غير ملتزمة بها، ولوحت بالخيار العسكري كحلٍّ لما تراه مخاوف من برنامج إيران النووي.

وعبّر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن الموقف الرسمي بالقول إن الاتفاق في جنيف "ليس تاريخيا بل خطأ تاريخي". وقال إن إسرائيل غير ملزمة بهذا الاتفاق لأن النظام الإيراني ملتزم بتدميرها. وكرر تهديداته لطهران قائلا "إسرائيل لن تسمح لإيران بتطوير قدراتها النووية العسكرية".

وشارك رئيس إسرائيل شمعون بيريز بدوره في إطلاق التهديدات لكن بطريقته الدبلوماسية المعهودة، بقوله إن الحكم على الاتفاقية مع إيران "يتم بحسب أفعالها لا أقوالها".

وفي لقاء مع صحفيين في القدس ذكّر بيريز بتصريح الرئيس الأميركي باراك أوباما القائل إن "الحل الدبلوماسي أفضل لكن فشله يعني خيارات أسوأ وأقسى بكثير"، وتابع "لن نهدد إيران إذا لم تهددنا".

موفاز: الغرب سينزل ضربة حاسمة بإيران إن اكتشف أنها ضللته(الجزيرة)
موفاز: الغرب سينزل ضربة حاسمة بإيران إن اكتشف أنها ضللته(الجزيرة)

من جهته حذر وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان من تبعات الاتفاقية التي تسمح بها الدول العظمى لإيران للمرة الأولى بتخصيب اليورانيوم، معتبرا ذلك "الانتصار الدبلوماسي الأكبر للجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ ثورة الخميني".

سباق تسلح
واعتبر ليبرمان في بيان صادر عن وزارته أن الاتفاقية ستفتح الباب أمام سباق تسلح شامل في الشرق الأوسط وستقود لواقع جديد، لافتا إلى أنها ستجبر إسرائيل على إعادة  تقييم الأوضاع من جديد.

وهذا ما أكده وزير الاقتصاد رئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيط الذي قال إن "اتفاقا سيئا جدا" وقع في جنيف سيخلق واقعا جديدا، لافتا إلى أنه يمنح إيران الاحتفاظ بمجمل برنامجها النووي ويرفع عنها العقوبات.

من جانبه قارن وزير الشؤون الاستخباراتية يوفال شطاينتس بين الاتفاق مع إيران وبين "الاتفاق الفاشل" مع كوريا الشمالية، زاعما أنه سيقرب طهران من السلاح النووي، منتقدا الغرب الذي سمح لها بالتغرير به.

وتابع شطاينتس "سنواصل مساعينا مع أصدقائنا في الولايات المتحدة والعالم من أجل التوصل لحل شامل يشمل تفكيك البنى التحتية النووية العسكرية في إيران بشكل حقيقي وكامل".

بالمقابل أبدت وزيرة القضاء تسيبي ليفني توجها مختلفا، داعية إسرائيل بعد توقيع اتفاق جنيف للنظر إلى الأمام والتعاون الكامل مع الولايات المتحدة وتعزيز التحالف الإستراتيجي معها.

وقالت في بيان صادر عن وزارتها إن على إسرائيل بناء جبهة سياسية مع دول أخرى كبعض الدول العربية التي ترى في إيران نووية خطرا عليها. وأضافت أن "الهدف هو التوصل لاتفاق في المستقبل يضمن فعلا عدم حيازة إيران قنبلة نووية".

سذاجة
ورأى رئيس الموساد الأسبق إفرايم هليفي من جانبه أنه من السذاجة الاعتقاد بأن إيران ستتنازل عن مفاعلاتها النووية منذ البداية، لافتا إلى خضوع إيران لمراقبة دولية يومية بفضل الاتفاق.

وأشار هليفي أن محاولة إيران إخفاء ما لديها عن أنظار المراقبين الدوليين يعني انهيار الاتفاق، مرجحا أن ذلك سيدفع العالم لاستنتاج أنها ضللته، و"هذا ينطوي على تبعات خطيرة جدا".

 رون بن يشاي: إسرائيل تخشى من تحول الاتفاقية المرحلية لاتفاقية دائمة (الجزيرة)
 رون بن يشاي: إسرائيل تخشى من تحول الاتفاقية المرحلية لاتفاقية دائمة (الجزيرة)

وردا على سؤال الجزيرة نت، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق عضو الكنيست شاؤول موفاز أن الاتفاقية بين الغرب وإيران تتضمن نقاطا إيجابية أبرزها  التزام الأخيرة بعدم حيازة سلاح نووي.

ورجح أن يؤدي إخلال إيران بالتزامها إلى دفع الولايات المتحدة والغرب لتوجيه ضربة حاسمة لإيران، نافيا وجود تقاسم أدوار بين إسرائيل وواشنطن. وتابع "هناك اختلاف في التوجهات بين إسرائيل والغرب لاعتباراته المختلفة. وهو لا يسارع لشن حرب جديدة لكنه لن يسمح بإيران نووية، وهذا أيضا لاعتباراته ومصالحه أيضا".

التحايل
لكن المعلق العسكري البارز رون بن يشاي حذر من قدرة إيران على التحايل على العالم وتحقيق أهدافها ببطء. وقال إن الاتفاقية تقضي من جهة بتقليص تخصيب اليورانيوم وتبقي على عقوبات جدية، لكنها من جهة أخرى تتيح مواصلة بناء منشآت نووية وتعترف بحق إيران بالتخصيب.

وأشار بن يشاي إلى أن إسرائيل تخشى من تحول الاتفاقية المرحلية لاتفاقية دائمة تجعل من إيران دولة على عتبة السلاح النووي الذي ربما تزحف نحوه خطوة خطوة.

وتابع أن "إسرائيل بالتأكيد غير راضية من الاتفاقية، وقد فشلت في تعديلها باللحظة الأخيرة، والولايات المتحدة ترى في إسرائيل حليفا لكنهما مختلفتان حيال الشأن الإيراني لأن البيت الأبيض غير معني بحرب جديدة، وهذا الاتفاق هو الخيار الوحيد رغم سيئاته".

المصدر : الجزيرة