أبو قتادة يقترب من أهم معاقل "الجهاديين"

ondon, Greater London, UNITED KINGDOM : Radical Islamist cleric Abu Qatada sits in a car as he is driven away from a Special Immigration Appeals Hearing at the High Court in London on April 17, 2012 to jail after being re-arrested. British authorities re-arrested Abu Qatada on April 17 and began a fresh bid to deport him, saying they had resolved concerns about his treatment in Jordan. AFP PHOTO / MIGUEL MEDINA
undefined
 
محمد النجار-عمان

بعد أربعة أشهر على سجنه في الأردن الذي تسلمه من بريطانيا مطلع يوليو/تموز الماضي، بدأ عمر محمود أبو عمر الشهير بأبو قتادة الفلسطيني بقيادة دفة التيار السلفي الجهادي وتوجيه الرسائل من داخل سجنه لمؤيديه سواء في الأردن أو سوريا، التي تعد أهم ساحة يخوض فيها التيار معاركه حاليا.

ويواجه أبو قتادة -الذي تتهمه أجهزة استخبارات غربية بأنه الزعيم الروحي للقاعدة بأوروبا- تهما بالإرهاب حكم عليه بناء عليها بالسجن في الأردن في محاكمات غيابية أمام محكمة أمن الدولة قبل أكثر من عشر سنوات.

ويبدي الرجل -المعروف بكونه أحد أهم المراجع السلفية الجهادية في العالم- نوعا من الصبر كما يقول مقربون منه إزاء ما يصفه محاميه تيسير ذياب بخرق من لندن وعمان للاتفاقية القضائية المتعلقة باستمرار وضعه في السجن دون محاكمة، وسط تهديدات أصدرتها تنظيمات القاعدة في اليمن والمغرب العربي في حال المس به.

وإضافة للمسار القضائي المتعثر للرجل في الأردن، فإنه ورغم قلة عدد زواره المحصور فقط في محاميه وعائلته من الدرجة الأولى، تتحدث قيادات بالتيار السلفي الجهادي وخبراء في التنظيمات الإسلامية عن ممارسته نوعا من القيادة عبر تسريبات الرسائل من داخل زنزانته الواقعة بسجن الموقر الشديد التحصين جنوب العاصمة الأردنية عمان.

نبذ الخلاف
أبرز ما صدر عن الرجل حمل عنوان "رسالة لأهل الجهاد في الشام" نشرت بمواقع ومدونات جهادية، وحصلت الجزيرة نت على نسخة منها.

الرسالة حملت تقييما للوضع في سوريا، ودعوة للاستفادة من التجارب السابقة، وكان أبرز ما فيها دعوته لنبذ الخلاف بين فصيلي التيار السلفي الجهادي المقاتلين في سوريا "الدولة الإسلامية في العراق والشام" و"جبهة النصرة لأهل الشام"، ورفضه لوجود "أمير" أو "خليفة"، وتحذيره من الفتاوى التي تدعوا لمبايعة هذا الخليفة، في إشارة مباشرة لأمير الدولة الإسلامية في العراق والشام أبي بكر البغدادي.

ولم تقتصر رسائل أبو قتادة على هذا النحو، بل تضمنت إعادة ترتيب أمور التيار السلفي الجهادي الأردني، ووضع بعض القيادات في مواقع محددة، وموجّهات تتعلق بكيفية تعاملهم مع الوضع في البلاد، كما يقول أعضاء وقيادات في التيار.

ويتحدث سلفيون جهاديون عن أن أبو قتادة بدأ يمارس نوعا من القيادة للتيار السلفي الجهادي، وهو دور ظل محصورا في قيادات أبرزها أبو محمد المقدسي -المرجع الرئيسي للتيار السلفي الجهادي بالأردن- مما يطرح تساؤلات عن ما إذا كان هذا الدور يحمل تنافسا بين القياديين البارزين المعتقلين في السجن.

لا تنافس
وينفي القيادي البارز في التيار محمد الشلبي الشهير بأبو سياف وجود أي تنافس أو تناقض بين مرجعيتي أبو قتادة والمقدسي.

وقال للجزيرة نت "أبو قتادة معروف أنه أحد علماء التيار على مستوى العالم، والجميع يعلم مكانة المقدسي كأحد أهم مراجع التيار، وإن كان بين الرجلين خلاف في الاجتهاد في بعض القضايا، إلا أن ذلك لا يقلل من مكانتهما وعلمهما، وجهدهما يكمل بعضه بعضا".

ويرى الباحث في شؤون التنظيمات الإسلامية حسن أبو هنية أن موافقة أبو قتادة على الصفقة بين لندن وعمان والتي انتهت بعودته للسجن والمحاكمة بالأردن جاءت في ظروف غير التي تعيشها المنطقة اليوم، حيث جاءت إبان حكم محمد مرسي لمصر وفي ذروة العمليات العسكرية ضد النظام السوري.

وقال أبو هنية للجزيرة نت إن "أبو قتادة اختار العودة للأردن لوضع حد لملفه القضائي الشائك في بريطانيا، وفضل هذه العودة والخضوع للمحاكمة والسجن لفترة ما على اللجوء السياسي في تونس، لأنه أراد أن يكون قريبا من أهم معارك الجهاديين في سوريا اليوم".

وعما إذا كان هناك تنافس غير معلن بين أبو قتادة والمقدسي، يرى أبو هنية أن لا خلافات شخصية أو معلنة بين الرجلين رغم الاختلافات في المنهج بينهما.

فأبو قتادة -وفق هنية- أكثر دبلوماسية في التعاطي مع الشأن العام، ولا يأخذ موقفا حادا من الديمقراطية والوصول للحكم عبر صناديق الاقتراع، على عكس المقدسي الذي يؤكد أن الديمقراطية نظام كفر لا يمكن اتخاذه وسيلة للوصول للحكم.

المصدر : الجزيرة