المعارضة تربط ترشيح بوتفليقة بالمصالح
هشام موفق-الجزائر
وكانت اللجنة المركزية لجبهة التحرير، قد اختارت بوتفليقة مرشحا لفترة رئاسة رابعة في الانتخابات المقرّر إجراؤها في أبريل/نيسان 2014.
وأرجع الأمين العام للجبهة عمار سعداني هذا الترشيح إلى أن نتائج سياسة بوتفليقة منذ قدومه للحكم (العام 1999) كانت "إيجابية" في جميع الميادين.
ويستدل حزب الأغلبية البرلمانية بعودة الاستقرار ومشاريع التنمية، وارتفاع الاحتياطي النقدي الذي بلغ مائتي مليار دولار وفق مؤشرات رسمية، ضمن هذه "الحصيلة الإيجابية".
مرض وفساد
غير أن المعارضة لا ترى أن حصيلة حكم بوتفليقة كانت إيجابية كما تراها الجبهة. فيعتقد الجيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد (معارض مرخص حديثا) أن الوضع الصحي للرئيس لا يسمح له بأداء مهامه الرئاسية.
وقال للجزيرة نت "الرجل مريض، وليس له القدرة على أداء أعمال الدولة، وحتى الطاقم الطبي يمنع أن يكون عليه أي ضغط".
ويرى الجيلالي -وهو مرشح حزبه للانتخابات المقبلة- أن "هناك من يدفع بوتفليقة للترشح لولاية جديدة من أجل تحقيق مكاسب شخصية من السلطة، ولضمان عدم فتح ملفات الفساد".
كما انتقد المتحدث حصيلة حكم بوتفليقة، ووصفها بـ"السيئة جدا" فقد "كثرت فضائح الفساد في عهده، وفشل في بناء المؤسسات ودولة القانون، واعتماد الاقتصاد بشكل كامل على عائدات النفط والغاز".
وتتقاطع هذه الرؤية مع نظرة رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية (معارض ذو توجه وطني) الذي يصف "أصحاب المصالح" بـ"الناهبين لمال الشعب الجزائري، والمستخدمين لمناصبهم السياسية والإدارية من أجل توريث ذلك لأبنائهم من بعدهم".
ويذهب موسى تواتي -وهو مرشح للانتخابات المقبلة- أبعد من ذلك حين يتهم قياديين في جبهة التحرير وفي النظام بـ"خضوعهم لإملاءات الجهات الخارجية".
وقال للجزيرة نت "هؤلاء الفاسدون لهم ارتباطات بأطراف خارجية، وهم يريدون شراء الحماية الدولية تحسبا لأي عملية تغيير".
وتابع "مجموعة جبهة التحرير لم ترتق إلى مصاف الأحزاب المعروفة في العالم أجمع، وإنما هي أداة إدارة أو جهاز دولة، ينفـّذ أجندات من هو في الحكم".
كما انتقد المتحدث بيان جبهة التحرير الذي روّج لحصيلة إيجابية حققها الرئيس بوتفليقة خلال 14 سنة من حكمه، وتساءل "هل الحصيلة الإيجابية تكون بضخ أموال الجزائريين في البنوك الأجنبية، ورهن مستقبل الأجيال بإعطاء صفقات للأجانب بالمليارات؟".
من جانبه، قال رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله أن مصالح الداعين لولاية جديدة قد ارتبطت بالسلطة, وأضاف للجزيرة نت "هؤلاء بسطوا أيديهم على الثروة، واستفادوا منها بطريقة غير شرعية مستغلين المناصب التي يتولونها".
ورفض جاب الله تبريرات حزب جبهة التحرير لترشيح بوتفليقة، معتبرا أن التنمية لا تتناسب مع الإمكانيات الهائلة التي تتوفر بالبلاد, وقال إن "هذا الاستدلال خاطئ لأن العائدات سببها ارتفاع أسعار البترول في السوق العالمية، وليس لسياسته الاقتصادية أي فضل".
مرشح بديل
وكانت جبهة التحرير الوطني أول حزب يدعو بوتفليقة للترشح لولاية جديدة، بدعوة فردية من أمين عام الجبهة عمار سعداني.
ولئن واجه الأخير اتهامات من قيادات من الحزب بـ"محاولة فرض الأمر الواقع" على اعتبار أن الأمين العام ليس له الحق بفرض خياراته دون العودة للمكتب السياسي، الذي لم يكن قد تشكل بعد, فإن بيان اللجنة المركزية، التي زكت المكتب السياسي، جاء حاسما بترشيح بوتفليقة.
لكن أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر د. عبد العالي رزاقي يرى أن ترشيح بوتفليقة "نتيجة متوقعة" على اعتبار أن الأخير هو رئيس الحزب، وقانون الحزب يفرض عليه ترشيح رئيسه.
وأضاف "في حال عدم ترشح بوتفليقة، فإن اللجنة المركزية ستجتمع وترشح الأمين العام للحزب، الذي هو عمار سعداني". وتابع رزاقي "أعتقد أن تشكيلة المكتب السياسي الذي اعتمد وجوها أغلبها ذات عمل ميداني مثل أحمد بومهدي وغيره تؤكد هذا التوجه".