نفي لوجود "العراق والشام" بنينوى والأنبار

جانب من ساحة اعتصام الأنبار ويظهر المعتصمون وهم يستمعون لقادة الإعتصام
undefined

علاء يوسف-بغداد
 
اعتبر مراقبون أن تصريحات المسؤولين العراقيين حول سيطرة دولة العراق والشام وتنظيم جبهة النصرة على محافظتي الأنبار ونينوى ما هي إلا افتراءات ومحاولات لتبرير شن حملة عسكرية واسعة ضد المدن "المنتفضة" من أجل إنهاء الاعتصامات فيها.
 
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قال في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط الأسبوع الماضي إن "هناك نشاطا كبيرا جدا في الموصل والأنبار لجبهة النصرة وتنظيم دولة العراق والشام".
 
وأكد زيباري أن هذين التنظيمين يحاربان باسم الجهاد والدين ويقتلان المواطنين في سوريا والعراق.
 
إجهاض الاعتصام
ويقول عضو القائمة العراقية والنائب عن محافظة الأنبار أحمد العلواني إن تلك الاتهامات مبالغ فيها، مضيفا أن أهالي الأنبار أول من تصدى لتنظيم لقاعدة حيث أجبروها على مغادرة المحافظة خلال الأعوام الأولى للاحتلال الأميركي للبلاد، على حد قوله.
 
‪العلواني: جهات مرتبطة بالحكومة تنفذ‬ (الجزيرة)
‪العلواني: جهات مرتبطة بالحكومة تنفذ‬ (الجزيرة)
ويؤكد العلواني وجود جهات في الحكومة -لم يسمها- تنفذ أجندات لدولة مجاورة وتعمل على إجهاض اعتصام المحافظات الست المنتفضة بشتى الوسائل.
 
ويتهم جهات مرتبطة بالحكومة بتنفيذ هجمات مسلحة والعمل على إثارة الفتنة الطائفية، لكنها تنسب عملياتها إلى دولة العراق والشام، وفق زعمه.
 
من جهته يرى الناشط بساحة اعتصام الرمادي عبد الرزاق الشمري أن الحكومة تستخدم هذه التصريحات "والادعاءات" لتبرير سكوتها عن مليشيات مسلحة مرتبطة بها تقوم بقتل وتهجير أبناء السنة في محافظات ديالى وحزام بغداد وكركوك ونينوى، حسب تعبيره.
 
ويضيف الشمري في حديث للجزيرة نت أن الحكومة تحاول تغطية "فشلها في جميع الأصعدة" عبر إثارة الفتنة الطائفية".
 
ويؤكد أن ساحات الاعتصام لن تتراجع عن مطالبها مهما طال الزمن، وأن جميع محاولات الحكومة منذ بدء الاحتجاج باءت بالفشل لأن الشعب العراقي بدأ يعي حقيقة أنها "حكومة طائفية بامتياز".
 
تحرك عسكري
وفي السياق ذاته، يرى الصحفي أبو أنس أنه لا وجود لتنظيم دولة العراق والشام بالحجم الذي تحدث عنه زيباري.
 
ويضيف أبو أنس في حديث للجزيرة نت أن الحكومة تعتزم التحرك عسكريا ضد المناطق الغربية والشمالية، حيث "وجهت كتباً رسمية لقيادة عمليات الأنبار في هذا الإطار".
 

الصحفي أبو أنس:
الحكومة تعتزم التحرك عسكريا ضد المناطق الغربية والشمالية، ووجهت كتباً رسمية لقيادة عمليات الأنبار في هذا الإطار

وحسب الصحفي فإن قائد عمليات الفلوجة عبد العزيز البدراني امتنع عن تنفيذ الأمر باقتحام ساحات الاعتصام، وهدد بالاستقالة قبل أن يُستبدل بقائد آخر جاء لتنفيذ توجيهات الحكومة في بغداد، لكن الضباط رفضوا تنفيذ أوامره.

 
ولم تتمكن الجزيرة نت من الحصول على تعليق من أحد مسؤولي تنظيم دولة العراق والشام.
 
ويؤكد أبو معتز -وهو مواطن من محافظة نينوى- وجود مجموعات مسلحة تستهدف منتسبي الجيش والشرطة في المحافظة، وتفرض إتاوات على التجار وميسوري الحال لتمويل نشاطاتها، لكنه استبعد ارتباطها بدولة العراق والشام.
 
وفي محافظة الأنبار، قال المواطن أبو ليث إن الجماعات المسلحة التي تستهدف منتسبي الجيش والشرطة في المحافظة ترتبط "بفصائل المقاومة".
 
وحسب تقديره فإن "خطاب عزت الدوري نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وجه فصائل المقاومة لاستهداف عناصر سيئة"، قائلا إن تنظيم القاعدة انحسر في محافظة الأنبار.
المصدر : الجزيرة