الإعلام الكردي يكتفي بمخاطبة جمهوره

منفذو البث والاخراج في احدى محطات التلفزة الكردية بالسليمانية
undefined

ناظم الكاكئي-السليمانية

تعتبر "إذاعة شعب كردستان" و"تلفزيون شعب كردستان" الناطقان باسم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الرئيس العراقي الغائب جلال الطالباني، النواة الحقيقية التي تفرع منها خلال العقدين الماضيين، نحو 250 محطة إذاعية وتلفزيونية أرضية وفضائية تزدحم بها الآن الساحة الاعلامية بإقليم كردستان العراق، وفق مصادر وزارة الثقافة بالإقليم.

وتمنح الوزارة المذكورة تراخيص العمل لتلك المحطات التي تبث برامجها بالكردية بلهجتيها (السورانية والبهدينية) فقط، من المحافظات الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك، إلى جانب العشرات من الصحف والمجلات السياسية والثقافية والفنية اليومية والأسبوعية والشهرية والدورية، والمئات من المواقع الإلكترونية.

‪رشيد: السلطة عجزت عن تقديم صورة إيجابية للعالم‬ (الجزيرة)
‪رشيد: السلطة عجزت عن تقديم صورة إيجابية للعالم‬ (الجزيرة)

غالبية مكونات تلك الآلة الإعلامية الضخمة، حزبية. وهي تعمل بشكل منهجي على نشر أفكار وسياسات وخطب الأحزاب العلمانية والدينية التي تمولها، لاسيما أثناء الحملات الدعائية التي تسبق الانتخابات التشريعية والنيابية بالإقليم، باستثناء قلة قليلة من وسائل الأعلام المقربة من الأحزاب الكردية، والتي تصنف نفسها ضمن دائرة الإعلام الأهلي الحر.

اللافت هو انعدام أي وسيلة إعلامية ناطقة بغير الكردية بالإقليم، ماعدا بعض الفضائيات والإذاعات المحلية التي تبث يوميا نشرات إخبارية خجولة بالعربية، إلى جانب مواقع إلكترونية كردية تنشر مواضيعها غالباً بالعربية والإنجليزية والتركية والفارسية.

قصر نظر
ويعزو سيروان رشيد مدير العلاقات بقناة "كي أن أن" الفضائية الإخبارية المقربة من حركة التغيير بزعامة السياسي المعروف نوشيروان مصطفى أسباب غياب قنوات إعلامية كردية ناطقة بلغات الشعوب المجاورة للعراق أو اللغات الحية، إلى ما أسماه بقصر نظر السلطة السياسية الكردية.

 وقال للجزيرة نت إنها أخفقت طوال العشرين عاما المنصرمة، في إيصال خطاب الشعب الكردي إلى الشعوب المجاورة وشعوب العالم بلغاتها، لأسباب سياسية محضة، سيما وأن تلك السلطة عجزت عن تقديم صورة إيجابية للعالم عن شكل نظام الحكم القائم بالإقليم.

بينما يؤكد أستاذ كلية الصحافة بجامعة السليمانية الدكتور هفال أبو بكر من جهته أن سلطات الإقليم لم تسعَ إطلاقا لخلق إعلام وطني ناطق باسم شعب كردستان، مثلما لم تخلق قضاءً وجيشاً وطنيين، بل سعت وما زالت  لتسويق نفسها عبر وسائل الإعلام العالمية عوضاً عن إقحام كردستان وقضيتها العادلة بالإعلام العربي والعالمي على حد قوله.

إخفاق
بالمقابل يقول المدير العام للإعلام والمطبوعات بوزارة الثقافة بالإقليم إن الحكومة أنشأت بداية تشكيلها محطة تلفزيونية رسمية لكنها سرعان من أخفقت في تحقيق غايتها لجملة من الأسباب أهمها، انعدام رؤية وإستراتيجية واضحتين، وسوء التوجيهات الإدارية وقلة رواتب العاملين فيها.

 أبو بكر: لم تسع الحكومة لخق إعلام وطني(الجزيرة)
 أبو بكر: لم تسع الحكومة لخق إعلام وطني(الجزيرة)

وأضاف هلكورد عبد الوهاب أن لدى الوزارة  محطتين إذاعيتين بكل من السليمانية وأربيل، يجري التخطيط لتحويلهما إلى إذاعتين رسميتين للخدمة العامة إلى جانب محطة تلفزيونية حكومية متخصصة ببرامج الأطفال تبث برامجها جميعاً بالكردية بلهجتيها.

وينفي عبد الوهاب وجود مشروع لإطلاق قناة تلفزيونية ناطقة باسم حكومة الإقليم بالمستقبل القريب، سيما وأن للحكومة موقعاً إلكترونياً خاصاً، تنشر من خلاله مواقفها بلغات عدة، ناهيك عن الفضائيات والإذاعات التابعة للحزبين الحاكمين بالإقليم.

عائق
وحول تأثير وسائل الإعلام الكردية على متابعيها من غير الأكراد داخل كردستان العراق، يقول إبراهيم الزيدي (37 عاما) من أهالي بغداد، لكنه يقيم بالسليمانية، إنه تعلم الكردية العامية عن طريق الاحتكاك بالناس حيث بات يجيد الحديث بها لكنه يجهل كيف يكتبها.

لذا -والكلام للزيدي- يتعذر عليه قراءة الصحف الكردية أو ما متابعة ما يكتب على شاشات التلفزة وخصوصا المكتوبة بالأحرف اللاتينية التي تستعمل على نطاق واسع بأغلب القنوات الكردية، أو فهم نشرات الأخبار التي تذاع بالفصحى، مما يضطره دوما لمتابعة القنوات العربية أو الاستعانة بزملائه الأكراد لفهم بعض الأمور الهامة.

وأضاف الزيدي: وسائل الاعلام الكردية موجهة لسكان الإقليم من الأكراد فقط، ولا تولي اهتماما بالمقيمين من العرب أو الأجانب.

المصدر : الجزيرة