عوفاديا تساهل مع اليهود وعنصرية مع المسلمين

عوفاديا يوسيف مع رئيس اسرائيل شيمعون بيرس- أرشيف خاصة بالجزيرة نت
undefined

وديع عواودة-حيفا

توفي في إسرائيل أكبر الحاخامات الشرقيين والزعيم الروحي لحزب المتدينين الأصوليين "شاس" عوفاديا يوسف (93 عاما) والمعروف بمعاداته للعرب والمسلمين.

ودفن الحاخام الاثنين بمشاركة جماهيرية ورسمية واسعة في القدس المحتلة. ورثاه الرئيس شمعون بيريز ناعتا إياه بالصديق والمعلم. وقال إنه عندما صافحه مودعا شعر وكأنه "يصافح التاريخ" وعندما قبّل جبهته "كأنني قبّلت إسرائيل".

وأوضح بيريز خلال التأبين أن "الله خلق اليهود شعبا صغيرا لكنه أنعم عليه بفلاسفة يتمتعون بمزايا عظيمة تعوض على النقص المادي" لافتا أن يوسف "يشكّل رمزا للعلم والتعلم الضرورين لبقاء الشعب اليهودي".

ويعد يوسف أحد الشخصيات الدينية الأكثر تأثيرا في إسرائيل ويتمتع بتقدير الإسرائيليين وهو حائز على جائزة إسرائيل في العام 1970 في "الأدب التوراتي".

وسبق ليوسف المعروف بذاكرته القوية أن شغل منصب الحاخام الأكبر في إسرائيل بين 1973 و 1980 وهو الأب الروحي لحزب شاس، حزب المتدينين الشرقيين الأصوليين المعروفين بـ"الحريديم".

ولد عوفاديا يوسف في العراق عام 1920، وهاجر إلى فلسطين مع عائلته عندما كان في الثالثة وحصل على لقب "حاخام" وهو بالعشرين من عمره وتبوأ مناصب دينية رفيعة بسرعة.

سكنت عائلته في القدس وانضم بعض أشقائه لمنظمة "الإيتسيل" الصهيونية الإرهابية وشارك أحدهم في عملية تفجير فندق الملك داود في المدينة.

في 1947 انتقل لمصر وعمل هناك قاضيا في محكمة دينية يهودية في القاهرة حتى عاد للبلاد في 1950 وعمل فيها قاضيا بعدة محاكم دينية.

رجال دين يهود يشعون يوسف في القدس(الفرنسية)
رجال دين يهود يشعون يوسف في القدس(الفرنسية)

فتاوى متساهلة
أصدر يوسف 22 كتابا دينيا وعرف بفتاويه الاجتماعية المعتدلة ومن أبرزها إجازة دراسة مختلطة للبنين والبنات حتى سن التاسعة.

وتميزت فتاوى يوسف -الأب لعشرة أولاد- بالتسامح مع اليهود غير المتدينين من منطلق الحرص على عدم توسيع الفجوة بين فئاتهم.

وعلى المستوى السياسي لم يبد يوسف موقفا معاديا للصهيونية بخلاف زملاء له في المؤسسة الحاخامية الأصولية التي رأت بها مشروعا متناقضا مع الشريعة اليهودية. لذا فقد اعتبر يوسف أن إسرائيل "بداية الخلاص" للشعب اليهودي لكنه فسّر الصهيونية بالعودة لـ"أرض صهيون" وإعمارها والقيام بالفرائض الدينية.

انعكست توجهاته البراغماتية في موقفه من الصراع مع الفلسطينيين  فأفتى بجواز "تسليم مناطق من البلاد مقابل "سلام حقيقي". وبعكس حاخامات شرقيين وغربيين أبدى تأييده لاتفاقية أوسلو عام 1993 معللا ذلك بأفضلية الإنسان وحقن الدماء على الأرض.

لكنه بعد اغتيال إسحاق رابين في نوفمبر/تشرين الثاني 1994 وتصاعد قوة اليمين, غيّر موقفه وأعرب عن تأييده لبنيامين نتنياهو في معركة رئاسة الحكومة والذي تغلب فيها عام 1996 على شمعون بيريز.

فتاوى عنصرية
وعلل موقفه الجديد بالقول إن قوى اليسار بإسرائيل تخلت عن التقاليد اليهودية لكن بعض المراقبين, أشاروا إلى أن رفض بيريز زيارته في بيته للتمسح ببركته عشية الانتخابات بعكس نتنياهو هو السبب الحقيقي لموقفه الجديد.

ومن وقتها ثابر عوفاديا يوسف على توجيه الحزب الذي أسسه (شاس) للتحالف مع قوى اليمين عند تشكيل معظم الحكومات الإسرائيلية.

كما ثابر في إصدار فتاوى ومواقف متشددة ضد العرب والفلسطينيين والمسلمين، أبرزها نعتهم بـالأفاعي والثعابين داعيا إلى عدم الثقة بهم. وفي واحد من تصريحاته قال في مايو/أيار 2000 "إن العرب صراصير يجب قتلهم وإبادتهم جميعا" ووصفهم بأنهم "أسوأ من الأفاعي السامة".

يوسف مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير(رويترز)
يوسف مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير(رويترز)

وفي يوليو/تموز 2001 دعا يوسف إلى "إبادة العرب بالصواريخ" وتمنى "محوهم عن وجه البسيطة" وفي أغسطس/آب 2004 قال يوسف في خطبة إن "قتل المسلم مثل قتل الدودة أو الثعبان".

وعشية الاحتفال بإطلاق مفاوضات السلام المباشرة في أنابوليس عام  2008 تمنى عوفاديا يوسف زوال الشعب الفلسطينيين "الأشرار" من العالم بضربة قاضية والموت لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وعاد الحاخام يوسف لعناوين الصحف في 2012 يوم وصف المسلمين بخطبته الأسبوعية بأنهم "حمقى وأغبياء ودينهم يثير الاشمئزاز" بسبب بعض تعاليمهم الدينية.

بالمقابل رفض عوفاديا يوسف التوقيع على فتوى عنصرية لمجموعة حاخامات في 2010 حرموا فيها تأجير الشقق للعرب، وأشار لمخاطرها على اليهود في العالم.

وفي معرض تبرير رفضه للفتوى يتساءل عوفاديا يوسف: تخيلوا أن يحاول يهودي في بريطانيا أو فرنسا ويطلب ابتياع أو استئجار شقة ويرفضونه فماذا نقول عندها؟

لكن الحاخام يوسف كان أصدر فتوى عنصرية مماثلة في أكتوبر/تشرين الأول 2011 حرّم فيها بيع العرب حتى لقاء مبالغ باهظة "كي لا يسيطروا على الدولة".

المصدر : الجزيرة