معبر رفح.. رهينة خلافات حماس وفتح

رفضت حركة فتح مشاركة حماس في إدارة معبر رفح بدواعٍ مختلفة
undefined

ضياء الكحلوت-غزة

أضحى معبر رفح البري الذي يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي رهينة لخلافات تفاقمت بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) التي تقود الحكومة المقالة، وأضحت فكرة الشراكة في إدارته ضرباً من الخيال.

وكانت حماس أعلنت استعدادها أكثر من مرة لإدارة مشتركة في معبر رفح مع حرس الرئاسة التابع للسلطة الوطنية الفلسطينية لإنهاء المعاناة التي ترتبت على إغلاقه لأيام معدودة من قبل السلطات المصرية.

غير أن فتح التي يقول مراقبون إنها تستغل الأوضاع في مصر والكراهية المتزايدة لحماس لدى سلطاتها لفرض شروطها على الحكومة المقالة، ترفض فكرة الشراكة وتقول إن حماس "تريد واجهة فقط وليس شراكة".

العودة للشرعية
وفي هذا السياق يقول القيادي بحركة فتح يحيى رباح "إنهم (حماس) لا يريدون مشاركة حقيقية، إنهم يريدون غطاء وواجهة بدون دور حقيقي للسلطة الفلسطينية على المعبر"، مؤكداً أن الحل لأزمة المعبر "تكمن في عودة السلطة لإدارته".

رباح: حماس تريدنا ديكوراً وليس مشاركين (الجزيرة)
رباح: حماس تريدنا ديكوراً وليس مشاركين (الجزيرة)

وأوضح رباح في حديث للجزيرة نت أن حركة فتح ليست هي التي ترفض الشراكة "ولكن المنظومة العربية والدولية هي التي ترفض ذلك فمعروف أن مصر بالإضافة إلى مخاوفها على أمنها القومي مكلفة من العرب بدور تجاه القضية الفلسطينية".

وأشار إلى أن مصر لا تستطيع العمل في المعبر إلا بشروط عربية ودولية تفرضها اتفاقيات الحدود التي لا يمكن أن تتم إلا مع حكومة شرعية وليس مع حركة "انقلابية كحماس"، مشيراً إلى أن تعامل مصر سابقاً مع حماس بحكم وجودها في غزة كان تعاملاً مع أمر واقع فقط.

وذكر القيادي بفتح أن العلاقة بين حماس ومصر "تغيرت بعد أن سقط حكم الإخوان المسلمين"، وأن ما يجري الآن هو تعامل مختلف بين هذه السلطات وحماس.

عقاب وحصار
على الجانب الآخر أكد القيادي بحركة حماس والنائب عنها في المجلس التشريعي، يحيى موسى، أن حركة فتح "شريكة في عقاب الشعب الفلسطيني بغزة وحصاره" بمشاركتها في رفض كل الحلول التي تُنتج شراكة وطنية.

موسى: فتح مشاركة في غلق المعبر إلى جانب أطراف أخرى (الجزيرة)
موسى: فتح مشاركة في غلق المعبر إلى جانب أطراف أخرى (الجزيرة)

وأضاف موسى للجزيرة نت أن "معبر رفح مغلق بقرار مصري ومن السلطة في رام الله ومن دول خليجية وإسرائيل وذلك لزيادة التضييق على غزة لأنها لم تستسلم ولم تترك المقاومة وظلت شوكة في حلق إسرائيل والمتعاونين معها".

وأشار إلى أن "إغلاق المعبر ورفض الشراكة فيه عملية مقصودة لتكسير رأس قطاع غزة وليصبح نموذجاً آخر"، مؤكداً أن من يرفض إنهاء الانقسام هو من يرهن قراراته بيد أميركا وإسرائيل وهي السلطة الفلسطينية.

بدوره قال رئيس تحرير موقع صفد برس، الصحفي رائد لافي، إن ما يحدث في مصر ينعكس سلباً أو إيجاباً على العلاقة بين حماس وفتح، وإن الطرفين بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في مصر.

وأشار لافي -في حديث للجزيرة نت- إلى أن فتح تنظر للأحداث في مصر على أنها تصب في صالحها ولذلك فإن موضوع المصالحة الوطنية والشراكة السياسية أصبح معطلاً، وأن أي مقترحات بهذا الشأن أصبحت مرهونة بما يجري في مصر.

ونبه لافي إلى أن "أطرافاً متنفذة في فتح تعتقد أنه بإمكانها العودة لحكم قطاع غزة وليس إلى الشراكة في إدارة معبر رفح وذلك بطرق ووسائل غير الشراكة والمصالحة مع حماس"، مؤكداً أن "مصالح المواطن غائبة في ظل التجاذب والانقسام".

المصدر : الجزيرة