بعث روح العيد في مخيمات إدلب

فرقة من الاطفال خلال العروض
undefined

مدين ديرية – ريف إدلب

استقبل الأيتام وأبناء المعتقلين السوريين عيد الأضحى المبارك بحزن شديد بعد فقدهم آباءهم في الحرب الطاحنة في سوريا، وفي ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون من قتل وتهجير، وتفاقم المعاناة الإنسانية في مخيمات النازحين على الأرض السورية.

وقد نظمت "منظمة شباب التغيير" مجموعة أنشطة وفعاليات ثقافية وفنية للأيتام وأبناء المعتقلين في "مخيم الشهداء" بريف إدلب احتفالا بالعيد، لانتشالهم من أجواء الكآبة والإحباط التي يعيشونها مع من تبقى من عائلاتهم المثقلة بالمعاناة الإنسانية والظروف الاقتصادية الصعبة في مخيمات النزوح.

الأطفال سعداء بفعاليات الكرنفال في المخيم في ريف إدلب (الجزيرة نت)
الأطفال سعداء بفعاليات الكرنفال في المخيم في ريف إدلب (الجزيرة نت)

وزارت الجزيرة نت أحمد عبد الكريم بركات، في خيمته بمخيم الشهداء بريف إدلب، وقد فقد بركات زوجته وابنتيه وأطفال ابنه البكر، جراء قصف منزلهم من قبل طائرات النظام.

وبحسرة يقول بركات الذي بدا متأثرا بجروحه النفسية وأجهش بالبكاء، جاء العيد ونحن نسكن الخيام، ونكبت في قلوبنا همومنا وآهاتنا وآلامنا وصور الشهداء من أهلنا.

واعتبر بركات أن المجتمع الدولي وزعماء الدول ورطوا الشعب السوري في الحرب ثم تركوه يواجه مصيره، دون مساعدة دولية حقيقية وفعالة لوقف القتل وإجرام النظام.

وفي الخيمة رقم 44 تبكي الأم فاطمة العلي بعد أن رفضت الخروج من خيمتها في أول أيام العيد. فكيف تخرج وهي لا تعلم شيئا عن مصير زوجها المعتقل للسنة الثانية.

وتجلس فاطمة مع أطفالها في ظروف معيشية صعبة في خيمة صغيرة، لعلها تسمع خبرا عن زوجها الذي لا تعرف هل لا يزال على قيد الحياة أم لا، فقد اعتقل من منزله في قرية "قلعة المضيق" بريف حماة من قبل فرع المخابرات الجوية.

وقد وصلت الأم الشابة للمخيم بعد هدم منزلها، حيث تقضي العيد الرابع على التوالي في هذا المخيم وحيدة، إذ لا أحد من عائلتها يعيش معها لتقاسمه فرحة العيد، وهي التي لم تر أهلها منذ عام ونصف.

‪احتفال كرنفال
‪احتفال كرنفال "العيد يجمعنا" يعيد البسمة إلى وجوه أطفال المخيم‬ (الجزيرة نت)

وقال عضو "منظمة شباب التغيير" أبو هادي الحموي إن منظمته تقوم بأنشطة وفعاليات للأيتام وأبناء المعتقلين في عدة مخيمات طيلة أيام عيد الأضحى المبارك.

وأوضح الحموي أن هذه الفعاليات تهدف لرفع معنويات الأطفال، وتحسين نفسياتهم في المخيمات الواقعة في المناطق المحررة والخاضعة للجيش الحر.

وأكد الحموي أنهم يقيمون كرنفالا في أول أيام العيد المبارك، يوزعون فيه الهدايا على الأطفال في فقرات البرامج الترفيهية، في محاولة لإعادة البسمة إلى وجوههم بعد أن نسف النظام أحلامهم بجرائمه.
وأشار الحموي أن هذه البرامج البسيطة من المسابقات والأنشطة الترفيهية المختلفة تعيد البسمة المفقودة إلى وجوه هؤلاء الذين فقدوا أحبتهم.

وأكد أنه في ظل هذه الظروف من القصف والدمار والخراب، تم تهجير الأطفال من منازلهم ومدارسهم. وأضاف أنهم فشلوا في الاتصال مع مختصين بشؤون الطفولة، ولا يزالون في انتظار من يساعد المتطوعين الشباب على إعادة تأهيل عدد كبير من أبناء الشهداء والمعتقلين.

المصدر : الجزيرة