تحذير من دعوات المواجهة بالسودان

أعمال الشغب في أم درمان أمس
undefined

 الجزيرة نت-الخرطوم

وجدت دعوات خافتة أطلقت ببعض مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل القصيرة، خلال الأيام الماضية في مواجهة العنف الحكومي ضد المحتجين السلميين بعنف مضاد، عدة تفسيرات منها من يتوقع الاستجابة لها ومنها من يستبعد ذلك.

ففي حين اعتبرها مهتمون بداية للخروج عن مألوف الشعب السوداني، فسرها آخرون بأنها ردة فعل لما يواجه المظاهرات السلمية من قسوة رأوا أنها غير مبررة.

وفي مقابل ذلك لا يستبعد بعض المهتمين علاقة تلك الدعوات بأركان في نظام الحكم "في بحثه عن إيجاد مبرر لمواصلة استخدام القوة العسكرية ضد المتظاهرين السلميين".

وكانت أنباء ترددت في العاصمة الخرطوم، خلال الأيام الماضية، بأن إعلان بعض الحركات المسلحة حراسة المتظاهرين عسكريا بعد قتل عدد كبير منهم خلال احتجاجات على رفع الدعم عن المحروقات البترولية.

نصر الدين أحمد: من الطبيعي أن يؤدي اختلال المعادلة السياسية إلى اختلال في البنية العامة للدولة

أبعاد مختلفة
أستاذ علم النفس بجامعة الخرطوم نصر الدين أحمد يرى أن للدعوة أبعادا مختلفة "لا تقتصرعلى توجه الحكومة لممارسة العنف ضد المحتجين لكنها تشكل جزءاً من تعقيدات أخرى أكبر" لافتا إلى ما أسماه ضعف وتراجع الدور الطبيعي للأحزاب الأخرى.

ويقول للجزيرة نت إن أي اختلال في المعادلة السياسية من الطبيعي أن يؤدي إلى اختلال في البنية العامة للدولة، مشيرا إلى "ارتباط تفاعل الشباب مع الفعل الذي يواجهونه".

وأكد وجود بوادر لما أسماه بالتعبير الانفعالي المضاد لفعل الحكومة وخطواتها تجاه معالجة الاحتجاجات الأخيرة.

ويلفت إلى وجود ضبابية في مستقبل الحراك السوداني، مؤكدا أن منع التعبير السلمي ومواجهته بالعنف "قد يولد عنفا مضادا غير منضبط". ومن وجهة نظره فإن الجوانب العاطفية "ربما طغت على الجوانب العقلية في الرد على ما تتهم به الحكومة من قسوة تجاه المتظاهرين".

ويقر أستاذ الاجتماع بجامعة الخرطوم علي صديق بوجود أخطاء وصفها بالكبيرة للحكومة والأحزاب السياسية "قد تقود إلى عنف لن يتوقف بالبلاد" ويشير في تعليق للجزيرة نت إلى أن المجتمع السوداني "كان متماسكا قبل انتشار السلاح وبعض الأفكار الجديدة".

ويعتقد بأن كل الأحزاب والمجموعات القبلية  لها مليشيات وأسلحة "بانتظار اليوم الأسود الذي تتوقعه" مشيرا إلى مساهمة حكومة الرئيس عمر البشير في تجييش المجتمع بتدريب الشباب على حمل السلاح.

ويؤكد أن "بوادر للعنف بدأت بالجامعات وأركان النقاش الطلابية" مما يعني أن المرحلة المقبلة "ما لم يتم تداركها فلربما يدخل السودان التجربة اللبنانية أو الصومالية".

أستاذ الاقتصاد والعلوم الاجتماعية بجامعة الخرطوم محمد يوسف أحمد المصطفى (الجزيرة)
أستاذ الاقتصاد والعلوم الاجتماعية بجامعة الخرطوم محمد يوسف أحمد المصطفى (الجزيرة)

ضرورة السلمية
لكن أستاذ الاجتماع بجامعة الخرطوم محمد يوسف أحمد المصطفى فيرى أن كل نشطاء العمل "منتبهون لضرورة سلمية احتجاجاتهم لأقصى درجة من السلمية" مشيرا إلى أن التجربة السورية والليبية أثبتتا عدم جدوى العمل المسلح مهما كانت المبررات.

ويقول إن دخول العمل المسلح "عقد أمر الثورة السورية ما جعلها بعيدة عن الوصول إلى أهدافها" لافتا إلى وعي القائمين على أمر الاحتجاجات بحقيقة الأمر وضرورة تفاديه.

ويؤكد للجزيرة نت أن الناشطين "يحاولون تفادي أن يكون للجبهة الثورية وبعض الحركات المسلحة في دارفور يد" في الحراك الداخلي. ويقول إن تعقيدا كبيرا سيفرزه استخدام العنف بمواجهة عنف الحكومة "الذي أدانه المجتمع الدولي".

المصدر : الجزيرة