اعتراف إسرائيلي رسمي بضم أراض لبنانية

بعض المستعمرات الاسرائيلية تمددت حتى دخلت وتعدت على حدود لبنان.
undefined

                                                                     جهاد أبو العيس-بيروت

أثار إقرار إسرائيلي رسمي هو الأول من نوعه منذ الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000، باحتلال وقضم أراض لبنانية في منطقة حدودية جنوبية تسمى خراج العديسة، ردود فعل ومطالبات للدولة بأهمية المسارعة إلى تنسيق استرجاع هذه المنطقة.

وفي تفاصيل الإقرار الذي كشفته صحيفة معاريف مؤخرا، أن وزارة الداخلية الإسرائيلية طلبت من السلطة المحلية بمستوطنة "مسكاف عام" الحدودية الانسحاب إلى "حدود إسرائيل" كشرط للبحث في خطط التطوير العمراني التي رُفعت إليها من مجلس المستوطنة، وإلا فإن ذلك يعني السماح بالبناء والاستثمار العمراني داخل حدود دولة أخرى.

ووفق معاريف فقد أدهش رد الداخلية الإسرائيلية سكان المستوطنة الزراعية، ممن فوجئوا ولأول مرة ومن دون مقدمات بأنهم يعيشون منذ سنوات في جزء كبير من سكناهم واستثمارهم الزراعي في لبنان وليس في "إسرائيل".

 
محللون: سبب المماطلة الإسرائيلية هو ضعف مطالبة لبنان بأراضيه الجزيرة نت)
محللون: سبب المماطلة الإسرائيلية هو ضعف مطالبة لبنان بأراضيه الجزيرة نت)

وأثار رد وزارة الداخلية غضب السكان الذين أعربوا عن نيتهم رفع دعوى تعويض ضد المؤسسة الرسمية الإسرائيلية بعشرات ملايين الشواقل، بذريعة أنهم باتوا "عاجزين قليلي الحيلة، من دون أي إمكانية للتوسع وتطوير قريتهم".

ويعود تاريخ التعدي إلى الاجتياح الإسرائيلي الأول للبنان عام 1978، والذي كشف عمليا بعد ترسيم الأمم المتحدة لما يعرف بالخط الأزرق عام 2000 بعد الانسحاب من جنوب لبنان، وهو الترسيم الذي اتهمت به آنذاك القوات الدولية بمحاباة الاحتلال على حساب لبنان.

اشتباك وقتلى
وكانت المنطقة المذكورة شهدت توترا عسكريا قبل ثلاث سنوات عندما أقدمت جرافات إسرائيلية على إزاحة مجموعة من الأشجار بحجة أنها واقعة بالأراضي المحتلة، مما أدى حينها لاشتباك مسلح بين جنود لبنانيين وإسرائيليين، نجم عنه مقتل جنديين لبنانيين وضابط إسرائيلي، إضافة لصحفي من جريدة "الأخبار" اللبنانية.

ويرى مراقبون في الإقرار الإسرائيلي فرصة جديدة للمطالبة باستعادة الأراضي التي قضمها ترسيم الخط الأزرق من الناقورة حتى شبعا، بوصفها أراضي سيادية لبنانية، بينما يتجه مالك أحد الأراضي هناك بعد هذا الإقرار إلى رفع شكوى على إسرائيل لاستعادة أرضه والتعويض عن سنوات احتلالها.

وأقر رئيس لجنة التنسيق اللبنانية مع القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان اللواء عبد الرحمن شحيتلي، بالاحتلال الإسرائيلي لتلك المنطقة بعد ترسيم الخط الأزرق، مشيرا في تصريحات صحفية إلى أن المساحة المحتلة قيد نقاش بين الطرفين الدولي و"الإسرائيلي" وأن هناك الكثير من القضم للخط الأزرق على حساب لبنان.

الأمم المتحدة اتهمت بمحاباة إسرائيل خلال ترسيم الخط الأزرق(الجزيرة نت)
الأمم المتحدة اتهمت بمحاباة إسرائيل خلال ترسيم الخط الأزرق(الجزيرة نت)

ضعف المتابعة
من جهته اعتبر المحلل السياسي نبيه البرجي أن الخطوة الإسرائيلية جزء من مجموعة إقرارات يجب على إسرائيل القيام بها حيال ملف الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة، فهناك مزارع شبعا وقرى الغجر وغيرها من التعديات تحتاج أيضا لإقرار مماثل.

لكنه اعتبر في تصريح للجزيرة نت أن العلة الآن ليست في الإقرار الإسرائيلي على أهميته، بل بمتابعة الدولة اللبنانية له وتحصيله عبر الأمم المتحدة.

وقال البرجي إن المعروف عن الإسرائيليين تلكؤهم المستمر والممل والبطيء في مثل هذه القضايا، وهو ما يحتاج لمتابعة حثيثة من جانب الدولة لدى كل المحافل الدولية المعنية.

كما سجل لومه على الدولة اللبنانية أيضا لأنها "انشغلت عن تحصيل ومتابعة شؤونها السيادية بالسجال والخلاف والتشرذم الداخلي" مما شجع الاحتلال لاستثمار هذه الواقع والاحتفاظ بهذه المنطقة وغيرها دون أي اكتراث.

يُذكر أن مستوطنة أو "كيبوتس" مسكاف تأسست عام 1945 من قبل نواة من "البلماخ" وهي القوة التابعة للهاجاناة ، واستمر التمدد والتوسع حتى دخل الأراضي اللبنانية، رغم أن تلك المستوطنة تعد من التجمعات الإسرائيلية القليلة العدد نظرا لظروف وجودها الحدودي والأمني وبعدها الجغرافي عن المناطق الأخرى.

المصدر : الجزيرة