باب السلامة.. معبر تجارة ونزوح

معبر باب السلامة كان مقتصرا على الجانب الإغاثي بعدما سيطر عليه الثوار
undefined

محمد بنكاسم-معبر باب السلامة

غير بعيد عن مدينة إعزاز الواقعة شمال حلب والتي اشتهرت في الأشهر الماضية بكونها مقبرة لدبابات النظام، يقع معبر باب السلامة الحدودي بين سوريا وتركيا الذي سيطر عليه الثوار منذ شهر يوليو/حزيران الماضي.

المعبر كان مخصصا منذ ذلك الحين للأغراض الإغاثية، حيث تدخل المعونات المخصصة لسوريا من خلال الهلال الأحمر التركي ليتم تسليمها للجنة الإغاثية في الجانب السوري، وتتولى لجان توزيع المواد الإغاثية على المناطق المنكوبة.

طرأ جديد على طبيعة المعبر الحدودي، وهو أن السلطات التركية سمحت منذ الـ12 من الشهر الجاري بدخول المواد التجارية من الأراضي التركية إلى الداخل السوري.

ويقول المدير الإداري للمعبر الحاج إسماعيل إن إدارة المعبر طلبت من الحكومة التركية منذ ثلاثة أشهر الموافقة على توسيع استخدامات المعبر لتشمل النشاط التجاري، غير أن الجانب التركي طلب تأمين طريق الشاحنات التركية في الأراضي السورية من المخاطر الأمنية، لا سيما قصف الطيران الحربي السوري، وهو ما يتعذر على الثوار بحكم عدم سيطرتهم على المجال الجوي.

وللتغلب على هذا العائق، اتفق الجانبان السوري والتركي على نقل البضائع من شاحنات تركية إلى أخرى سورية قبل وصولها إلى الجانب التركي من المعبر والمسمى معبر كلس.

الحاج إسماعيل: المعبر ساهم في تخفيف الأزمة الغذائية بشمال سوريا (الجزيرة نت)
الحاج إسماعيل: المعبر ساهم في تخفيف الأزمة الغذائية بشمال سوريا (الجزيرة نت)

أزمة غذائية
ويقول الحاج إسماعيل إن المعبر ساهم في تخفيف الأزمة الغذائية لمناطق شمال سوريا، حيث كانت تعاني من نقص حاد في إمدادات المواد الغذائية الأساسية، وبدأت تدخل سلع مثل الطحين والزيت والسكر والأرز والسمن وغيرها وتمت تغطية حاجيات مدينة حلب وريفها.

الطاقم الإداري المشرف على المعبر يتكون من عناصر عسكرية مختارة ولا خلفية لهم في تدبير المعابر، ويضم 220 موظفا، وقد طلبت الإدارة المدنية للمعبر من الأتراك مساعدتها في هذا الجانب وتلقت وعدا بإجراء دورات تدريبية لعدد من الموظفين.

ويبدو أن إدارة المعبر لا تقتصر على دور تنظيم حركة الدخول والخروج، بل تتعداه للتموين، فقد اشترت -كما يقول مدير المعبر- قرابة 200 طن من الطحين وتولت عملية تحضير الخبز لتزويد مدينة إعزاز به، فأصبح سعر ربطة الخبز فيها يناهز 30 ليرة (0.4 دولار) في وقت بلغ فيه السعر بحلب 250 ليرة (3.5 دولارات).

كما سمحت إدارة المعبر بدخول المواد البترولية حيث تم إدخال 200 طن من الفحم الحجري ووزعت مجانا على النازحين، وتم جلب 10 آلاف قنينة للغاز الطبيعي ولو أن سعرها غال جدا، فضلا عن استيراد مادة الخشب ومولدات كهربائية.

تتولى إدارة المعبر أيضا عددا من المهام، وهي تدبير مخيم النازحين وأمن المعبر وشؤون الجمارك والهجرة والجوازات فضلا عن الأمن الداخلي، ولا يفرض على البضائع الواردة من تركيا سوى رسوم جمركية بنسبة 1% من قيمة البضائع.

موظفون في المعبر يفتشون إحدى السيارات القادمة من تركيا (الجزيرة نت)
موظفون في المعبر يفتشون إحدى السيارات القادمة من تركيا (الجزيرة نت)

فتح المعبر
وبسبب حوادث أمنية وقعت داخل تركيا يفتح المعبر من الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء، ولا يسمح بعدها بالدخول سوى للحالات الإنسانية مثل الجرحى والمرضى.

ويقول الحاج إسماعيل إنه يمر من المعبر يوميا ما لا يقل عن 500 عربة وألف شخص أغلبهم يقصدون تركيا، ويزيد العدد كلما تعرضت القرى القريبة من المعبر للقصف والعكس صحيح.

وتتوفر إدارة المعبر على لائحة لأسماء أشخاص مطلوبين لألوية وكتائب الثوار، ويتعلق الأمر بالمتعاونين مع النظام السوري من ضباط أمن وشبيحة، وهم ممنوعون من مغادرة التراب السوري.

وتمنع إدارة المعبر عبور السلع المنتجة بسوريا إلى تركيا لسد الطريق أمام الأشخاص الذين يسرقون مصانع وسيارات ويحاولون بيعها في تركيا في ظل انهيار سلطة الدولة.

ويوضح الحاج إسماعيل أن قرار المنع مرده الرغبة في عدم الإضرار بسوريا، إذ إن إخراج المواد الأولية منها في هذه الظروف الحرجة سيزيد الوضع سوءا.

المصدر : الجزيرة