غزة.. صراع مستمر مع مخابرات إسرائيل

- أمن غزة عرض مؤخراً اعترافات لعملاء لتوعية المجتمع بأساليب الاسقاط
undefined

ضياء الكحلوت-غزة

منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على غزة وضعت حكومتها نصب أعينها ملف العملاء الذي أرق المقاومة الغزية كثيراً، ورغم النجاحات التي تحققت فإن الملف يصعب إغلاقه نهائياً لارتباطه أصلاً بوجود الاحتلال.

لكن هذه الصعوبة لم تمنع وزارة الداخلية والأمن الوطني في الحكومة المقالة بغزة من القيام بحملات أمنية وحملة عفو لمن يسلمون أنفسهم لها، وبالفعل سلم بعض المتخابرين أنفسهم مما أفاد القضية وأوقع شبكات عملاء.

ويقول أمن غزة إنه حقق إنجازات ملحوظة في هذا الملف خاصة لجهة كشف تفاصيل النقاط الميتة التي يتلقى فيها العملاء المال أو المخططات، وظهر ذلك جلياً في الحرب الأخيرة حينما نفد بنك الأهداف الإسرائيلي في اليوم الثالث للعدوان.

ودفعت هذه الإنجازات وزارة الداخلية في غزة للتخطيط لحملة ستبدؤها قريباً لمكافحة التخابر مع الاحتلال عبر وسائل مختلفة، أبرزها العمل التثقيفي والتوعوي، مع عدم إغفال الجهد الأمني، وفق ما أعلن الناطق باسم الوزارة إسلام شهوان.

حملة نوعية
وأكد شهوان للجزيرة نت أن الوزارة تخطط لحملة نوعية استكمالاً للحملة الأولى التي حققت نجاحات على صعيد كشف مخططات وشبكات إسرائيلية، مؤكداً أهمية عدم السماح بوجود ثغرات تمكن الاحتلال من استهداف شرائح المجتمع الفلسطيني.

شهوان أكد أن أمن غزة يعمل بجدية للحد من ظاهرة التخابر مع إسرائيل(الجزيرة نت)
شهوان أكد أن أمن غزة يعمل بجدية للحد من ظاهرة التخابر مع إسرائيل(الجزيرة نت)

وذكر شهوان أن الأجهزة الأمنية في غزة تمارس دورها المطلوب وبجد للحفاظ على النسيج الاجتماعي ولتعقب العملاء والمتخابرين مع الاحتلال، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية القيام بحملات توعوية.

وبين المسؤول الأمني بغزة أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل كافة الإمكانيات المتاحة له في عمليات "الإسقاط الأمني"، مشيراً إلى أن الظاهرة ستبقى طالما بقي الاحتلال موجوداً لكن ذلك لن يحول دون العمل من أجل الحد منها.

وأشار شهوان إلى وجود تنسيق عالٍ بين الأجهزة الأمنية وقوى المقاومة في غزة التي تمد الأمن بما لديها من معلومات وشكوك وشبهات، مؤكداً أن الأمن يستفيد من كل المعلومات التي أدلى بها العملاء لتطوير العمل وتقوية وتعزيز الجبهة الداخلية.

ضربة للاحتلال
بدوره أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية عامر خليل أن الحملات الأمنية ضد العملاء جانب من العمل المطلوب لمواجهة ظاهرة التخابر مع الاحتلال، مشيراً إلى أنها تلعب دوراً في ضرب نفسياتهم وتحذيرهم.

وبيّن خليل للجزيرة نت أن الكثير من العملاء يقعون في فخ التخابر مع الاحتلال عبر ضغوط وإسقاط جنسي ومادي، ولذلك وجب أن يتم التعامل مع كل ما يستجد في هذا الملف باحترافية.

ونبّه إلى أن الاحتلال يتعامل مع ملف العملاء وفق ما تقوم به أجهزة أمن غزة، فيغير خططه كلما كشفت إحداها ويحدد خطواته اللاحقة بناء على التطور المضاد، معتقداً أن المواجهة قاسية بين أمن غزة وأمن الاحتلال.

وذكر خليل أن المستويات الأمنية في إسرائيل باتت تشكو من انكشاف ملف العملاء وتواجه مشكلات حقيقية بعدما كشف عن شبكات لم تكن معروفة من قبل، وهو ما أدى إلى عدم توصلهم لكل المعلومات المطلوبة عن غزة.

وأشار الخبير الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية إلى أن الاحتلال في حرب الأيام الثمانية على غزة لم يجد بنك أهداف بعد 48 ساعة على انطلاق الحرب، مما يعني أنه تعرض لضربات قوية في الصراع مع أمن غزة.

المصدر : الجزيرة