كارلا ديل بونتي صائدة مجرمي الحرب

U.N. War Crimes Tribunal Chief Prosecutor Carla del Ponte poses for photographs after an interview with Reuters in The Hague in this March 7, 2005 file photo. Switzerland's del Ponte, the International Criminal Court's former chief prosecutor, will be named on September 28, 2012 to join a United Nations investigation into war crimes in Syria, diplomats said. REUTERS/Jerry Lampen/Files (NETHERLANDS - Tags: POLITICS HEADSHOT)
undefined
عادت القاضية السويسرية الشهيرة كارلا ديل بونتي مجددا إلى الساحة الدولية بعد تعيينها مفوضة للجنة الأمم المتحدة للتحقيق بانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في سوريا.

واشتهرت هذه القاضية خلال عملها مدعية عامة لمحكمة الجزاء الدولية في التحقيق بجرائم الحرب والتطهير العرقي في يوغسلافيا السابقة ورواندا، وكذلك في محاكمة الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفتش.

وولدت ديل بونتي في 9 فبراير / شباط 1947 في بيجناسكو بمقاطعة تيسيين السويسرية، وهي تتقن أربعة لغات: الألمانية والإيطالية والإنجليزية والفرنسية. ودرست القانون الدولي بجامعة جنيف السويسرية وفي إنجلترا، وعملت بعد تخرجها عام 1972 بمكتب للمحاماة بلوغانو. وفي عام 1975 أسست مكتبا للمحاماة خاصا بها.

وبعد تعيينها عام 1981 محامية عامة لمقاطعة تيسيين، أطلق على القاضية السويسرية لقب "كارلا الطاعون" بسبب شهرتها بمواجهاتها القوية للمافيا وجرائم غسل الأموال وتهريب الأسلحة والجرائم الاقتصادية .

محاولة اغتيال
وفي عام 1989 نجت ديل بونتي من محاولة اغتيال دبرتها المافيا الإيطالية لقتلها بتفجير منزلها الصيفي بمدينة باليرمو، وصارت القاضية السويسرية منذ ذاك الحين لا تتحرك إلا في عربة مصفحة وبصحبة حراسة مشددة.

وفي عام 1994 عينت كارلا ديل بونتي محامية عامة لسويسرا وتخصصت في قضايا غسل الأموال ومكافحة الفساد، وبرز ضمن القضايا التي عملت فيها التحقيق في فساد محيط بدائرة الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين، وتحقيق في قضية مماثلة تتعلق بشقيق الرئيس المكسيكي السابق سيليانس.

وأثناء عملها في بلدها تعرضت القاضية السويسرية لانتقادات بشأن تعاملها مع وسائل الإعلام، واتهمت بمراقبة هواتف رؤساء تحرير الصحف.

وفي عام 1999 عينت الأمم المتحدة كارلا ديل بونتي مدعية عامة للتحقيق في جرائم الحرب  والتطهير العرقي بيوغسلافيا السابقة وفي رواندا.

وفي عام 2003 جرى تعديل لتشكيل المحكمة الدولية تخلت بمقتضاه ديل بونتي عن التحقيق في جرائم رواندا، وبقيت مدعية للتحقيق في جرائم حرب البلقان بسبب رفض الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي أنان جمعها بين التحقيق في القضيتين.

وفي عام 2007 استقالت ديل بونتي من عملها بالمحكمة الدولية بعد ثماني سنوات من العمل والذي حققت فيه مع 91 شخصا من بين 161 تم جلبهم للمحكمة.

نجاحات وإخفاقات
وخلال عملها بمحكمة الجزاء الدولية في لاهاي جلبت كارلا ديل بونتي أشخاصا عديدين متهمين بجرائم حرب بالبلقان من أبرزهم الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفتش الذي توفي عام 2006 أثناء محاكمته.

وفي كتابها الصادر بالإيطالية بعنوان (الصيد وأنا وجرائم الحرب ) اعتبرت ديل بونتي أن التأخير في إلقاء القبض علي بطلي مجازر التطهير العرقي ضد المسلمين بالبوسنة رادوفان كراديتش في يوليو / تموز 2008 ، وراتكو ملاديتش في مايو / آيار 2011 يمثل بقعة سوداء في تحقيقات الأمم المتحدة. وأرجعت هذا التأخير إلى عدم جدية صربيا في اعتقال كراديتش وملاديتش.

وقد اعتقل كراديتش في يوليو / تموز 2008 ، أما ملاديتش فاعتقل في مايو / أيار 2011.

واعتبر الاعتراف بالجرائم التي ارتكبها الصرب بمدينة سربرنتشا البوسنية عام 1995 كإبادة عرقية، بأنه أبرز إنجازات ديل بونتي التي وصفت موت الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفتش أثناء محاكمته بالهزيمة.

المصدر : الجزيرة