تحالف مصر وتركيا هل يخدمهما؟

A handout picture from the Egyptian presidency shows Egyptian President Mohamed Morsi (R) meeting with Turkish Foreign Minister Ahmet Davutoglu in Cairo on September 17, 2012. Foreign ministers of the Syria "contact group" are expected to hold their first high-level meeting in Cairo to discuss developments in Syria on the political and humanitarian fronts. AFP PHOTO/HO/EGYPTIAN PRESIDENCY
undefined

رغم ما لديهما من تاريخ عريق رسمه العهد العثماني في تركيا والفرعوني في مصر، فإن القاهرة وأنقرة اللتين تسعيان لدور فعال في الساحتين الإقليمية والدولية، تعجزان عن تحقيق هذا الطموح بشكل منفرد، لا سيما أن كلتيهما تواجه تحديات داخلية وخارجية.

وبما أن أسلاف العثمانيين والفراعنة يعجزون كل على حدة عن الحديث باسم الشرق الأوسط، ارتأت تركيا ومصر البحث عن العمل معا.

فتركيا تنعم بالاستقرار النسبي والرفاه، ولكن تدهور علاقاتها الخارجية مع البعض حدّ من طموحاتها الرامية لتكون رجل دولة في نزاعات الشرق الأوسط.

فقد تمزق تحالفها مع إسرائيل، وتوترت علاقاتها مع منافستها التقليدية إيران، ولم تتمكن من إقامة علاقات ودية مع حكومة العراق التي يهيمن عليها الشيعة.

وتواجه تركيا أيضا تحديات داخلية مثل "التمرد الكردي"، حسب تعبير أردا باتو رئيس تحرير مجلة كليم التي تتخذ من تركيا مقرا لها.

ويقول باتو إن لدى تركيا درجة من النفوذ على المنطقة، والتأثير على بعض النتائج من خلال التحالفات وليس بشكل منفرد.

الأراضي المصرية خصبة حيث تشكلت فيها حضارات عظيمة. سنشهد صعود نجم مصر في المستقبل. سنبني مع مصر ودول أخرى شرق أوسط جديدا
"
أحمد داود أوغلو

مصر وتحدياتها
ومصر -أكثر الدول العربية سكانا- تكافح العديد من المشاكل الداخلية، حيث يعتقد محللون بأن القاهرة بحاجة إلى سنوات عدة قبل أن تتمكن من أن تلعب دورا فاعلا في المنطقة التي لا تخرج من أزمة حتى تقع في أخرى.

وقد حاول الرئيس المصري محمد مرسي أن يعيد تعزيز قيادة القاهرة في المنطقة عندما دان النظام السوري، ولكن إدارته مكبلة بالمشاكل الداخلية، منها الأمن والبطالة والبنى التحتية الهشة والانقسامات بين الإسلاميين والعلمانيين.

وتقول وكالة أسوشيتد برس إن تحالفهما ربما يؤتي أكله إذا ما اتبعت مصر "الأسس الحديثة للإصلاح والواقعية" في تركيا، إلى جانب الروابط الغربية والمبادئ الإسلامية.

وأشار ميشال حنا الخبير في الشؤون المصرية بمركز سنتشاري فاونديشن في نيويورك، إلى أن مصر تحتاج إلى فترة من الزمن كي تصبح "لاعبا حقيقيا" في المنطقة، ولن يتم ذلك إلا بتوحيد صفوفها وتحسين اقتصادها.

وقالت الأستاذة المساعدة في العلاقات الدولية بتركيا نورا فيشر أونار إن الرئيس المصري يحظى بميزة يفتقدها القادة في تركيا إذا ما تنافست الدولتان في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهي أن المنطقة التي ينتمي إليها مرسي ما زالت ساخطة على الهيمنة العثمانية.

وتأتي بوادر هذا التحالف لدى زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يوم الاثنين إلى القاهرة، وقال إن حكومته ستقدم ملياري دولار كمساعدات إلى مصر "لتعزيز الثقة" في اقتصادها الذي واجه اهتزازات عقب الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.

ويقول أوغلو إن "الأراضي المصرية خصبة حيث تشكلت فيها حضارات عظيمة. سنشهد صعود نجم مصر في المستقبل. سنبني مع مصر ودول أخرى شرق أوسط جديدا".

المصدر : أسوشيتد برس