قصة فرار من الجيش النظامي للثوار

الجندي خالد محمد بين رفاقة بقواعد الثوار
undefined

مدين ديرية- حلب

دفعت عمليات قصف المدنيين الجندي خالد محمد (24 عاما) إلى أن يتخذ قرارا بالانشقاق عن الجيش السوري النظامي رغم المخاطر التي يوجهها في حالة اكتشاف هروبه.

خطط الجندي الشاب مع ستة من رفاقه لعملية الهروب "مهما كلف الثمن" وبدؤوا الاتصال بالثوار عبر هاتف نقال مخفي، إذ أن تهريب هاتف نقال بالجيش بهذه الأوضاع يعد مجازفة كبيرة، حيث يعيش الجنود بعزلة عن العالم الخارجي ويمنع عنهم جميع وسائل الاتصال بما فيها الراديو ويستطيع بعض الجنود مشاهدة التلفاز على القنوات المحلية الحكومية فقط.

تمكن خالد ورفاقه الستة من الاتصال بزملاء لهم انشقوا سابقا لتبدأ رحلة أعداد عملية الهروب بالتنسيق مع ثوار الجيش الحر، حيث خطط الجنود لعملية الهروب خلال عملية عسكرية للجيش النظامي، ووفق الخطة المعدة كان يتعين على الجنود الفرار أثناء اشتباك القوات النظامية مع الثوار، غير أن ذلك لم ينجح نظرا لشراسة المعركة التي دارت بين الجانبين.

وعاود الجنود السبعة الاتصال بثوار الجيش الحر وأخبروهم أن هناك نوبة حراسة قام باختيار عناصرها قائد مجموعة الحرس وهو أحد الفارين مع المجموعة، إذ كانت المجموعة تتألف من أربعة جنود وقد طلبوا من الجنود الثلاثة المتبقين الاستعداد وانتظار نقطة الصفر.

تجمع الجنود الأربعة على أحد السواتر الترابية لحماية دباباتهم ولحق بهم الثلاثة، ومن ثم انطلقوا بعد الاتصال بثوار الجيش الحر الذين بقوا بانتظارهم بمكان اختاره الثوار.

وصل خالد محمد مع الجنود الستة لمواقع الثوار، والتقت الجزيرة نت مع الجندي المنشق بأحد المواقع السرية للدبابات التابعة لثوار.

يقول خالد "أعظم شعور بأن تتحرر من هذا النظام أولا، ومن السجن بمعسكرات الجيش النظامي ومن ذنب أن تشارك بقتل المدنيين العزل".

الجندي المنشق عاد ليحمل البندقية ولكن باالاتجاه المعاكس الجزيرة)
الجندي المنشق عاد ليحمل البندقية ولكن باالاتجاه المعاكس الجزيرة)

وأكد أنه لم تفاجأ بحجم الانتصارات التي حققها الثوار، ولم يكن يتوقع أن مدينته حلب أصبحت بأيديهم، حيث إن الجنود معزولون عن العالم ولا يسمح لهم بالإجازات وزيارة عائلاتهم.

وأوضح الجندي المنشق أنه كباقي الجنود لم يزر أهله أو يتصل بهم منذ عام وشهرين، حيث تسود صفوف الجيش حالة تذمر وخوف شديد، إذ أن هناك العديد من زملائه أعدموا، كما اعتقل ثلاثة آخرون بفرع الاستخبارات العسكرية بعد شكوك الضباط فيهم أو كشف هواتف نقالة معهم.

خير الثوار الجندي محمد بأن يعود لأهله لكنه قرر أن يكون مع مجموعته وزملائه المنشقين الذين التحقوا بسرية دبابات الثوار المتواضعة.

سمح أبو دياب قائد مجموعة الدبابات للجزيرة نت الدخول لمكان وجود الدبابات المخفية، فهو ومعظم عناصر مجموعته منشقون عن الجيش.

ووفق أبو دياب فإن الجنود المنشقين يكونون مغيبين عن العالم الخارجي ولا يعرفون ما يحدث بالخارج " يصلون إلينا منهكين بوضع نفسي صعب، لذلك يتم تأهيلهم وتهيئتهم للتأقلم مع وضعهم الجديد".

المصدر : الجزيرة