الفيلم المسيء زُور ضمن حملة معادية

Protesters burn a U.S. flag during a protest against a film they consider blasphemous to Islam and insulting to the Prophet Mohammad in Tripoli, northern Lebanon September 13, 2012. REUTERS
undefined
الفيلم المسيء للإسلام الذي أثار ردود فعل عنيفة في عدد من الدول العربية والإسلامية انتجته مجموعة دينية أميركية تطلق على نفسها اسم إعلام من أجل المسيح (ميديا فور كرايست) وقام بإخراجه متخصص بالأفلام الإباحية وفق تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية.
 
والرجل الذي يقف وراء إنتاج هذا الفيلم -الذي يحمل عنوان "براءة المسلمين" وظهر في مقطع على موقع يوتيوب وتبلغ مدته 14 دقيقة- مصري قبطي يقيم في الولايات المتحدة يوصف بأنه محتال لم يلتزم بشروط الإفراج بكفالة عنه، كما قال مسؤولون أميركيون أمس الجمعة.
 
أما مخرج الفيلم فهو آلن روبرتس (65 عاما) فقد وصف بأنه عمل خصوصا من قبل على أفلام إباحية أو إفلام إثارة، من بينها "الشابة ليدي شاترلي 2" و"كاراتيه كوب"،، كما ذكر موقع غوكر الإلكتروني.

تحريف متعمد
وتحدث الموقع إلى عدد من الذين مثلوا أدوارا في الفيلم أكدوا أن الفيلم كان يروي ملحمة خيالية لكنهم فوجئوا بوضع دبلجة فوق الحوار الأصلي في إطار حملة معادية للمسلمين.

ويستشهد هؤلاء أن أسماء أبطال الفيلم الأصلي هي جورج وكونداليزا وهيلاري، لكن في النسخة التي وضعت على يوتيوب أصبحت النبي محمد وشخصين آخرين قيل أنه وردت الإشارة إليهما في القرآن الكريم.

روجت للفيلم شبكة يمينية قبطية ومسيحيون إنجيليون معروفون بعدائهم للإسلام مثل الأميركي المصري الأصل موريس صادق والقس تيري جونز الذي قام في وقت سابق بإحراق المصحف علنا.

كما قال ستيف كلين -الذي حارب في فيتنام وهو مؤسس جمعية "المسيحيون الشجعان موحدون" المعروفة باحتجاجاتها أمام المساجد- إنه ساعد صانعي الفيلم.

كاتب محتال
والفيلم بحد ذاته لا ينطوي على أي مخالفة للقوانين الأميركية لكن نيكولا باسيلي نيكولا وهو مصري قبطي يعتقد أنه كاتب الفيلم معروف بأنه ارتكب مخالفة لشروط الإفراج عنه من السجن، وقال ناطق باسم المكتب الإداري للمحاكم الأميركية إن "وضعه يخضع للمراجعة".

من المظاهرات المنددة بالفليم بالقاهرة التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات (الأوروبية)
من المظاهرات المنددة بالفليم بالقاهرة التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات (الأوروبية)

ويكشف محضر اتهام لمحكمة في كاليفورنيا يعود إلى 2009 أن نيكولا اتهم بالاحتيال على مصارف أميركية عبر فتح حسابات وهمية وتمرير شيكات مزورة.

وقد أفرج عنه منذ ذلك الحين بكفالة، بعد موافقته على الإدلاء بشهادة ضد زعيم الشبكة التي تعمل في تزوير الشيكات. وإذا تبين أنه خالف شروط إطلاق سراحه فقد يعود إلى السجن، ومن ضمن شروط الإفراج عنه منعه من استخدام الحاسوب في منزله خمس سنوات ودفع غرامة قدرها 790 ألف دولار.

احتجاجات واسعة
وبذلك تحول نيكولا خلال الأسبوع الجاري من محتال صغير إلى شخصية أثارت احتجاجات عنيفة في عدد من الدول الإسلامية في شمالي أفريقيا وآسيا تعرضت فيها البعثات الدبلوماسية الأميركية لهجمات.

وتمركز صحفيون ورجال شرطة خارج منزله في سيريتو قرب لوس أنجلوس لكن لم يره أحد، مع أنه أجرى مقابلة مع إذاعة سوا الأميركية التي تبث باللغة العربية، ويقول نيكولا إنه حزين لمقتل السفير الأميركي في ليبيا، لكنه ليس متأسفا على إنتاجه للفيلم.

وأضاف أن "الفيلم يستغرق حوالي ساعتين وما بثه على الإنترنت 14 دقيقة فقط وهو يفكر حاليا في وضعه كاملا على الشبكة العنكبوتية"، مشيرا إلى أنه لم يتوقع أن يثير الفيلم كل ردود الفعل القوية هذه، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "لا علاقة لها بالفيلم لا من قريب ولا من بعيد".

من جهته أكد بول أودلي رئيس هيئة "فيلم إل أي" التي تمنح تراخيض التصوير في لوس أنجلوس أن جمعية "ميديا أوف كرايست" منحت في أغسطس/آب 2011 ترخيصا ليوم واحد لتصوير فيلم بعنوان "مقاتلي الصحراء".

وأضاف أودلي أنه يذكر أنه اطلع شخصيا على الفيلم قبل سحبه وكان اسم المنتج سام بوسيل. ويعتقد أن هذا واحد من الأسماء التي يستخدمها نكولا الذي قام بتحميل المقطع على الإنترنت بهذا الاسم.

وتوقفت مواقع جمعية "ميديا فور كرايست" وصفحتها على فيسبوك أمس الجمعة بدون أي تفسير. وهذه المجموعة معروفة بأنها يمينية محافظة واسسها مصري قبطي يدعى جوزيف نصر الله عبد المسيح.

المصدر : الفرنسية