آلاف السوريين ينتظرون الفرج بمعبر إدلب

المساجد تحولت إلى ملاجئ جماعية
undefined

أحمد دعدوش-إدلب

ما زال أكثر من 15 ألف لاجئ سوري يبحثون عن موطئ قدم مريح أمام معبر باب الهوى الحدودي التركي، بعضهم حالفه الحظ بالعثور على مكان يؤويه في مدرسة أو مسجد أو مستشفى، والبعض الآخر يفترش الأرض ويلتحف السماء بين أشجار الزيتون، والجميع ينتظرون قرار السلطات التركية بفتح المعابر لإيوائهم في مخيمات جديدة بعد امتلاء المخيمات التركية بوفود اللاجئين.

وعلى بعد كيلومترين فقط من المعبر، تزدحم بلدة قطمة بعدد متزايد من اللاجئين القادمين من قرى جبل الزاوية ومحافظتي إدلب وحلب، كما يفد إليها أيضا الهاربون من القصف في حمص وحماة ودمشق نفسها.

وكما هو الحال في معظم القرى والمدن بشمال إدلب وحلب، يبسط الثوار سلطتهم الكاملة على كافة مناحي الحياة العسكرية والمدنية في غياب تام للنظام السوري، ويتوزعون مهام الإغاثة والإيواء، فضلا عن رفد القوات المقاتلة بالعتاد والرجال في أكثر الجبهات اشتعالا، وهي مدينة حلب.

ازدحام
وبينما تخلو معظم قرى المنطقة من سكانها بسبب القصف اليومي، تمتلئ المدارس والمساجد في قطمة بالعائلات، حيث تتحول صفوف الدراسة إلى غرف للنوم والطبخ، وتتدلى حبال الغسيل على ساحات اللعب، وتتوزع عائلات كاملة على المساحات المفروشة بالسجاد في المساجد.

وفي حين يملأ الأطفال أزقة البلدة ومرافقها بالصخب، ينشغل الكبار بالتنظيف والغسيل والطبخ الذي يأخذ في بعض الحالات طابعا جماعيا، كما يحتفي الجميع بزيارات الصحفيين التي لا تنقطع أملا في أن يسمع العالم صرخاتهم.

وتقول لاجئة من مدينة كفر زيتا بحماة إنها جاءت مع عائلتها للاحتماء في أحد المساجد بالبلدة منذ أسبوع، حيث لم يعد المبيت في مدينتها آمنا، خشية تعرض المنازل للقصف أو الإصابة بالشظايا في المواقع المكشوفة كالشوارع والحدائق.

وتطالب -وهي تبكي- بفتح الحدود وإيجاد ملجأ آمن في الأراضي التركية، أو الإعلان عن منطقة عازلة داخل سوريا بحماية من الأمم المتحدة والاستغناء عن اللجوء لدول الجوار، حيث أعلنت تركيا إغلاق المعابر في وجه من لا يحملون جوازات السفر منذ 18 يوما بسبب امتلاء مخيمات اللاجئين.

انتظار في العراء إلى أجل غير مسمى (الجزيرة)
انتظار في العراء إلى أجل غير مسمى (الجزيرة)

في العراء
ويبدو الأمر أكثر سوءا عند المعبر، فبعد امتلاء المساجد والمدارس في قطمة، اضطر آخرون للمبيت في خيام تقدمت بها الهيئة العامة للثورة السورية، بينما لم يجد البعض سوى ظل أشجار الزيتون.

ويقوم متطوعون وعناصر في الجيش الحر بمهام إغاثة اللاجئين ومساعدتهم على نصب الخيام وتوفير المياه والطعام، حيث تطوع بعض الأهالي في القرى المجاورة لجمع بعض الملابس والأدوات المنزلية والمواد الغذائية لإرسالها إليهم يوميا، في حين تكاد تغيب الجمعيات الخيرية عن المنطقة.

ويقول المسؤول عن أعمال الإغاثة عبد الرحمن الحلاق إن من بين اللاجئين عددا من النساء الحوامل على وشك الولادة، فضلا عن وجود بعض الجرحى المصابين بنيران قوات النظام ممن يحتاجون إلى عناية خاصة.

ويتحدث أبو أحمد -وهو أحد اللاجئين- عن وفاة شخصين الأسبوع الماضي بسبب لدغات العقارب، وعن إسعاف طفلة أمس للسبب نفسه، بينما يعاني الكثير من الأطفال من طفح جلدي بسبب تعرضهم للشمس وندرة الاستحمام.

ويناشد في حديثه لنا السلطات التركية أن تحدد موقفها بشأن فتح المعبر لنقلهم إلى المخيمات أو مطالبتهم بالعودة، قائلا إن التعرض للقتل تحت الأنقاض بفعل القصف أهون عنده من الانتظار في تلك الظروف القاسية.

المصدر : الجزيرة