معاناة كبيرة للاجئي سوريا بالأردن

Syrian refugees gather at the Zaatari Camp, Jordan’s first official camp for Syrian refugees fleeing violence in their country, in Mafraq, near the Syrian border, on July 31, 2012.
undefined

يعيش اللاجئون السوريون بالأردن ظروفا صعبة في مخيمات غير مجهزة، وزادت الظروف المناخية القاسية، التي تتميز بشمس حارقة ورياح رملية عجزت خيامهم المتواضعة عن صدها، من حجم هذه المعاناة.     

وفي أحد مخيمات اللاجئين بالصحراء الأردنية، يحتضن أيهم قداح ابنته ذات الستة أعوام، وهي الناجية الوحيدة من أفراد أسرته من قصف صاروخي لمنزله بمحافظة درعا الجنوبية في سوريا مما أسفر عن مقتل زوجته وأطفاله الثلاثة.

والأب الشاب من ضمن نحو ألفي لاجئ يعبرون الحدود يوميا لشمال الأردن، وهو ما يفوق طاقة الدولة التي تنقصها الموارد لاستضافتهم.

معاناة واحتجاجات
ويقيم اللاجئون الذين يفرون من الهجمات العسكرية للقوات النظامية السورية، التي يصفنونها بأنها "وحشية ومتصاعدة" في مخيمات غير مجهزة حيث تبذل وكالات المعونة والسلطات الأردنية قصارى جهدها لتوفير مأوى وتسهيلات ضرورية.

وأعلن الأردن بالفعل أن توافد اللاجئين، الذين ذكرت الأمم المتحدة أن أعدادهم تضاعفت الأسبوع الماضي، يتجاوز طاقته، وطلب مساعدة دولية بقيمة سبعمائة مليون دولار.

مخيم الزعتري بالأردن شهد احتجاجات على ظروف المعيشة فيه (وكالة الأنباء الأوروبية)
مخيم الزعتري بالأردن شهد احتجاجات على ظروف المعيشة فيه (وكالة الأنباء الأوروبية)

وفي مخيم الزعتري بالأردن، تسبب الحر الشديد والمنشآت المتواضعة والرياح الخانقة التي تحمل الأتربة، في شكاوى كثيرة، مما أشعل احتجاجات من حين إلى آخر.

وقال سالم العوض من بلدة داعل التي فر معظم سكانها إلى الأردن "انظر لا يمكنك أن ترى الناس بسبب الأتربة، لن نشكو إذا كانت ظروف المعيشة مقبولة". وأضاف "في سوريا، هتفنا: الموت ولا المذلة، لم نأت إلى هنا لنهان، لا يمكن أن يحدث".

ويقول مسؤولون أردنيون إن مئات الشبان أعيدوا مرة أخرى عبر الحدود إثر أعمال شغب شهدها المخيم، ويجري إعادة السوريين المرحلين للمكان الذي جاؤوا منه، وهي عادة مناطق تسيطر عليها المعارضة وليس القوات الحكومية.

واعترفت مديرة البرامج بصندوق "أنقذوا الأطفال" بأن وكالات المعونة لا تستطيع مواكبة أعداد اللاجئين.

وتابعت صبا أبو بصلة أن اللاجئين الذين يأتون للمخيم "لا يجدون الاحتياجات الأساسية بالمخيم الذي لم يكتمل بعد، وهو أمر مقلق حقا". وأضافت أنه ينبغي معرفة الأسباب التي تقود لاحتجاجات شبة يومية بسبب الأوضاع.

ويضع كثيرون بالمخيم أقنعة واقية تقيهم العواصف الترابية التي تثيرها رياح عاتية تسببت في اقتلاع بعض الخيام وفق قول اللاجئين.

مساعدات محدودة
وقال ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أندرو هاربر، إن الوكالة تعزز الخدمات والدعم، ولكنه اعترف بحجم الأعباء الملقاة على عاتق الوكالة.
أندرو هاربر: نحن نسابق الزمن لمحاولة توفير البنية الأساسية الضرورية لآلاف اللاجئين الجدد

وذكر هاربر أن "محاولة السيطرة على الأوضاع فحسب تمثل تحديا، والبيئة في الزعتري ليست عنصرا مساعدا بالضرورة، إنه موقع رهيب ولكنه الموقع الوحيد لدينا".

وافتتح المخيم الشهر الماضي قبل وصول أحدث موجة من السوريين الفارين من درعا، وفي الأسبوع قبل الماضي وصل عدد اللاجئين إلى 24 ألفا فروا من القصف العنيف للبلدات بمحافظة درعا الزراعية. 

وتقول تغريد الحريري (19 عاما) إن أسرتها حزمت أمتعتها وغادرت فجرا تحت حماية المعارضة بعد أن تسبب صاروخ بإحداث حفرة ضخمة بمنزل جيرانهم ببلدة محجة، مما أسفر عن مقتل سيدة مسنة وطفلين.

وقال هاربر "نعلم أن آلافا آخرين يرغبون في عبور الحدود الأيام المقبلة، من ثم فنحن نسابق الزمن لمحاولة توفير البنية الأساسية الضرورية".

المصدر : رويترز