من وراء الهجوم الإلكتروني على آرامكو؟

epa01393820 Workers seen at a construction site during a press tour in the desert at Khurais oil field, about 160 km from Riyadh, Kingdom of Saudi Arabia, 23 June 2008. A top executive at Saudi Aramco said that the company's plans are on track for its Khurais project south of Riyadh which puts put 1.2 million barrels per day (bpd), Gulf Daily News reported. A statement said the project is valued at $10 billion and would be on time giving another major boost to capacity from the Khursaniyah oil field. The processing facility will handle oil from the Abu Jifan and Mazalij fields, as well as Khurais. EPA/ALI HAIDER ATTENTION EDITORS, IMAGE TAKEN THROUGH BUS WINDOW
undefined

الجزيرة نت-خاص

لا يزال الغموض يلف حادث الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له شركة آرامكو السعودية النفطية الذي أعلنت عنه منتصف الشهر الجاري، بعد تعرضها لفيروس تخريبي قالت إن مصدره خارجي، وأثر على قرابة 30 ألف جهاز كمبيوتر مكتبي، لتعلن قبل أيام عن تطهير الأجهزة وإعادة الخدمة الإلكترونية لها.

حتى هذه اللحظة لم تصل قيادات الشركة -المملوكة بالكامل للحكومة السعودية منذ العام 1988- لجواب شاف عن مصدر الهجوم، ولم تصدر سوى تصريحات صحفية تشير إلى أن التحقيقات ما زالت جارية ولا معلومات جديدة، مشددة على أن الإنتاج النفطي لم يتضرر. 

لا يزال هجوم آرامكو مادة خصبة لبروز سيناريوهات تحاول تفسيره، سواء عبر وسائل الإعلام العالمية، أو على مستوى مغردي موقع تويتر الذين ركزوا على أنظمة الحماية الإلكترونية التي وصفت بأنها غير مقنعة لشركة تعد المنتج الأكبر للنفط في العالم

تفسيرات واحتمالات
احتمالان رئيسيان ارتكزت عليهما أحاديث عدد من المختصين بالنفط في السعودية، تحدثوا للجزيرة نت وفضلوا عدم ذكر أسمائهم، ووضعوا تفسيراتهم حول الهجوم، ومنها قيام مافيا القرصنة المعلوماتية بالهجوم لصالح شركات نفطية منافسة للاستفادة من المعلومات في مصالحها التجارية والنفطية.

أما الاحتمال الثاني، وهو الأضعف ولكنه وارد بالنسبة لهم، فينحصر في شركات الحماية المعلوماتية الساعية إلى الظفر بعقود الحماية الإلكترونية عن الشركات التي تقوم بهذا الدور الحالي.

واستبعد المختصون أي دور إيراني في الهجوم، خاصة في ظل ما تؤكده تغريدات كثيرة بموقع التواصل الاجتماعي الأشهر بين السعوديين "تويتر" وعزت ذلك إلى الخلافات الإقليمية بين الرياض وطهران، والعقوبات الاقتصادية الدولية على إيران التي أثرت كثيرا على صادراتها النفطية.

وأكد المختصون أن إيران تعرضت لهجمات إلكترونية مشابهة، كان آخرها في أبريل/نيسان الماضي حينما استهدف فيروس شبكة وزارة النفط الإيرانية وشركة النفط الوطنية، واتهمت طهران في حينها كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل بالوقوف خلف هذه الهجمات.

ولا يزال هجوم آرامكو مادة خصبة لبروز سيناريوهات تحاول تفسير الهجوم سواء عبر وسائل الإعلام العالمية، أو على مستوى مغردي موقع "تويتر" الذين ركزوا على أنظمة الحماية الإلكترونية التي وصفت بـ"غير المقنعة لشركة تعد المنتج الأكبر للنفط في العالم"، ولم يكتفوا بذلك بل طالبت بعض التغريدات بإقالة رئيس آرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح.

هجوم سياسي
وسائل الإعلام والصحافة المحلية السعودية لم تغط الحدث إلا عبر بيانات شركة آرامكو، مبتعدة بشكل كبير عن بناء مسارات استفهامية وتحليلية حول الحدث، وهو الأمر الذي لم يشفع لها لتكون مصدرا للوسائل الإعلامية الدولية التي ما زالت تبحث عن تفاصيل أخرى للهجوم.

نيويورك تايمز قالت إنها استندت في تحليلها على إحدى شركات الأمن المعلوماتي التي قالت إنها اكتشفت موقع جهاز الكمبيوتر وهو من إحدى بلدان الشرق الأوسط وإن فيروس الهجوم يسمى "شمعون"

وكان أشهر التقارير إثارة للجدل ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في 27 من الشهر الجاري، وألمحت فيه إلى أن الهجوم "سياسي وليس تجاريا" بهدف إلحاق المزيد من الضرر بالسعودية من قبل جماعة معادية تطلق على نفسها "قطع السيف العذل"، واعتمدت في كتابة تقريرها التحليلي على مصادر قالت إنها خاصة بها.

وقالت الصحيفة إن الجماعة سللت فيروسات خبيثة لشركة آرامكو دمرت ثلاثين ألف جهاز، وقامت بنشر مجموعة من عناوين (IP) المصابة في موقع Pastebin وهو موقع إنترنت كثيرا ما يستخدمه القراصنة لنشر البيانات عن مثل هذه الهجمات، وادعت الصحيفة أن الجماعة هاجمت آرامكو انتقاما لما قالت إنه "دعم الحكومة السعودية اتخاذ تدابير قمعية في الشرق الأوسط".

لم تكتف نيويورك تايمز بذلك واستندت في تحليلها على إحدى شركات الأمن المعلوماتي التي قالت إنها اكتشفت موقع جهاز الكمبيوتر وهو من إحدى بلدان الشرق الأوسط وإن فيروس الهجوم يسمى "شمعون"، لكن رواية أخرى اعتمدتها الصحيفة وهي أن الهجوم ليس له علاقة بشبكة الإنترنت، واحتملت أن يكون موظف من داخل آرامكو سهل الهجوم.

لكن آرامكو أكدت في بياناتها أنها "ليست الشركة الوحيدة التي تتعرض لمثل هذه العمليات"، وقالت إنها ستعزز تحصين الشبكة بكامل الوسائل الممكنة لمنع تكرار مثل هذا الاختراق في المستقبل.

المصدر : الجزيرة