مهند.. أول مولود فلسطيني من خلف قضبان

الطفل مهند الى جانب امه وعائلته وصورة والده الاسير- الجزيرة نت
undefined

عاطف دغلس-نابلس

في تجربة هي الأولى من نوعها، استطاع الأسير الفلسطيني عمار الزبن (37 عاما) من مدينة نابلس أن ينقل نطفة إلى زوجته دلال (31 عاما) لتنجح عملية التلقيح ويرزق بولده مهند، بعد خمسة عشر عاما من الانقطاع عن الإنجاب بسبب إقامته الطويلة خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي.

وتدفق الأمل بولادة مهند لدى عائلة الأسير التي غاب عنها الوالد المعتقل وعمه وجدته الشهيدان، وهو الابن الثالث للأسير الزبن بعد ابنتيه بشائر النصر وبيسان التي ولدت بعد اعتقاله بشهرين، واختار الوالد اسم مهند من داخل سجنه تيمنا بمهند الطاهر، وهو أحد أصدقائه الذي اغتالته قوات الاحتلال بنابلس عام 2002.

وقالت الزوجة دلال للجزيرة نت إن الفكرة راودتهما قبل عامين وسط تشجيع كبير من الأهل، مضيفة أنها تشاورت وزوجها في الموضوع خلال زيارته ثم أجريا محاولتين لزراعة النطفة دون نجاح، إلى أن تكللت الثالثة بالنجاح في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

أم مهند تطالب بالسماح على الأقل بنقل نطف الأسرى عبر جهات مضمونة (الجزيرة نت)
أم مهند تطالب بالسماح على الأقل بنقل نطف الأسرى عبر جهات مضمونة (الجزيرة نت)

عوامل داعمة
وكان لعوامل الوحدة التي تعيشها أم مهند وابنتاها، إضافة للأمل الذي يفتقده الأسير الزبن القابع في سجن هداريم الإسرائيلي، دور كبير في إقدامهما على هذه الخطوة، كما ساعد سعي الزوجين للانتصار على السجّان في قهر ظروف الاعتقال والحرمان.

وقالت أم مهند -التي لم تتمكن من زيارة زوجها سوى خمس مرات طوال فترة اعتقاله- إن الأمل لم ينقطع عنها يوما بأن تلقى زوجها حرا رغم الحكم الصادر ضده بالسجن المؤبد 26 مرة، مضيفة "لكني رأيت أن هذا الأمل ربما يكون أقوى فيما لو كان برفقة مولودنا الجديد".

ودعت الزوجة للضغط بكل الوسائل على الاحتلال لتحقيق آمال كثير من الأسرى بالإنجاب بوصفه حقا طبيعيا لهم، وقالت "إن كان الأمر لا يسمح بخلوة شرعية بين الأسير وزوجته لظروف الاعتقال الصعبة فلا بد من السماح بنقل نطفهم وفقا لضمانات حقوقية وإنسانية عبر جهات يُشهد بكفاءتها".

لكن هذه الطريقة لم تقنع مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش لانعدام ثقته في الاحتلال الذي قد يتدخل بشكل أو بآخر في الأمر، مؤكدا في الوقت نفسه أن خطوة الأسير الزبن تعطي مزيدا من الإصرار والتحدي للأسرى على قهر الاحتلال وسجنه، وتُحيي الأمل مجددا لديهم.

‪قراقع يدعو لإطلاق حملة تطالب بحقوق الأسرى بلقاء زوجاتهم والإنجاب‬  (الجزيرة نت)
‪قراقع يدعو لإطلاق حملة تطالب بحقوق الأسرى بلقاء زوجاتهم والإنجاب‬ (الجزيرة نت)

حملة قانونية
ومن جهته رأى وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع أن ما قام به الأسير الزبن كسر هدف الاحتلال بعقاب الأسرى وحرمانهم تحت الاعتقال، واستنكر عنصرية القانون الإسرائيلي بالسماح للسجناء الإسرائيليين فقط بلقاء زوجاتهم.

وقال للجزيرة نت إن خطوة الزبن تستدعي منهم كجهة رسمية البدء فعلا بإطلاق حملة قانونية تطالب المؤسسات الدولية والحقوقية بالضغط على إسرائيل للسماح للأسرى بالالتقاء بزوجاتهم والإنجاب أو حتى نقل نطفهم، مضيفا أنه في حال موافقة إسرائيل على "نقل النطف" فسيتم توفير كافة الظروف الصحية والإنسانية والحقوقية الضامنة لذلك.

من جهة أخرى، وصف مدير مركز رزان الطبي بالمستشفى العربي في نابلس سالم أبو خيزران العملية بالمعقدة والناجحة في الوقت ذاته، وقال إن نقل النطفة استغرق فترة طويلة وصلت إلى اثنتي عشرة ساعة حيث وصلت البويضات ضعيفة، مضيفا "لكننا تداركنا الأمر وقمنا بتجميدها وتخصيبها لاحقا وزراعتها باستخدام الأنابيب".

وتعتقل إسرائيل الأسير الزبن منذ عام 1998 وتتهمه بالانتماء لكتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وتنفيذ عمليات "عدائية" ضدها.

المصدر : الجزيرة