بنغازي.. انتخابات رغم التفجيرات

بنغازي تنتخب رغم استخدام العنف ( الجزيرة نت).
undefined

خالد المهير-بنغازي

بدت الانتخابات في مدينة بنغازي أكثر اختلافا عن باقي المناطقة الليبية التي خرجت لاختيار من يمثلها في أول انتخابات بعد رحيل العقيد معمر القذافي.

فلم تنم بنغازي الليلة الماضية لشدة التفجيرات التي هزت عدة مناطق وأحياء فيها، واستهدفت مروحية تحمل مواد انتخابية مما أدى إلى وفاة أحد أفراد الطاقم, مع جو مشحون شهد تسريبات عن احتمال تخريب المراكز الانتخابية من قبل الرافضين لتوزيع مقاعد المؤتمر الوطني. لكن المدينة ردت بالإقبال على مراكز الاقتراع.

وقد بدا في شوارع المدينة أن الإجراءات الأمنية تنذر بخطر كبير على الانتخابات، إذ غابت عن أغلب مفترقات الطرق الرئيسية أجهزة الأمن التي اكتفت بتشديد الحراسة على مراكز الاقتراع.

أما الناخبون فقد انتظروا هذا اليوم التاريخي -على حد تعبيرهم- لانتخاب مرشحين يوفرون الأمن والاستقرار، ويخرجون بالبلاد من أزمة سياسية وأمنية تهددها بالتقسيم. وقالت المشرفة بإحدى مراكز الاقتراع وسط بنغازي جميلة العبار للجزيرة نت، إنها لم تتوقع هذا الحضور اللافت في ظل هذه الظروف.

وعبّر عبد القادر أبوبكر -وهو مشرف في مركز آخر- عن فرحته الكبيرة بيوم الاقتراع، مؤكدا أن التهديدات لم تؤثر فيه. ولم يخفِ الناخب محمد بوشعالة شعوره بالمسؤولية تجاه الوطن، وقال إنه في هذه الساعة لديه شعور لم يعشه طوال فترة حكم القذافي. كما يؤكد سالم الأمين (موظف) أنه جاء إلى الانتخابات لإرسال عدة رسائل للعالم بأن ليبيا في طريق الديمقراطية، متوقعا مشاركة كبيرة.

ولدى الطيب إبراهيم ثقة في نجاح الانتخابات، وانتخاب أعضاء المؤتمر الوطني للمشاركة في رسم سياسات البلاد على مدى الـ18 شهرا المقبلة، قائلا إن لديه ثقة لمرور الانتخابات بسلام في بنغازي.

أصوات انفجارات
ولم تؤثر أصوات الانفجارات في شريحة واسعة من الناخبين تحدثت للجزيرة نت، وأكدت أن الحضور إلى مراكز الاقتراع أفضل رد على مثل هذه التهديدات.

‪صندوق مقاطعة الانتخابات يشير‬ (الجزيرة نت)
‪صندوق مقاطعة الانتخابات يشير‬ (الجزيرة نت)

وشاهدت الجزيرة نت مشاركة عجائز وشيوخ في الاقتراع، مما يعني أن الليبيين يريدون الانتخابات للقفز بالبلاد إلى مرحلة جديدة. وانتظر الناخبون في بنغازي -وبينهم مسنون- ساعات للإدلاء بأصواتهم، رغم حجم المخاطر الأمنية. وقالت الناخبة هنية الزوي إنها انتخبت من أجل استقرار ليبيا، معتبرة هذه الانتخابات حدثا كبيرا على الليبيين المشاركة في إنجاحه بكافة السبل.

أما الناشطة آمال بعيو فقالت "لن نخذل الانتخابات"، متوقعة اتساع رقعة المشاركة بعد زوال الخوف خلال الساعات المقبلة.

وقررت الأم صباح الورشفاني الحضور للاقتراع في دائرة الحدائق، رافضة استخدام السلاح والتفجيرات لتخويف الشعب. كما يشعر الناخب حنبلي العربي السنوسي بالفخر والاعتزاز، ونفى الناخب مفتاح السبيعي (مهندس) الخوف من القنابل، وقال "إننا نطمح إلى بناء دولة ديمقراطية", متهما من أطلق عليهم "أعداء الديمقراطية" بالوقوف وراء التفجيرات والعنف وحرق المواد الانتخابية منذ يوم أمس.

وحدة وطنية
كما زارت الجزيرة نت صباح اليوم اعتصاما مفتوحا لرافضي توزيع مقاعد المؤتمر الوطني، وسألتهم عن رد فعلهم بعد توجه الناخبين إلى مراكز الاقتراع، فأجاب سليمان الدرسي بأن اعتصامهم سلمي، معبرا عن اعتراضه على توزيع المقاعد بدون عدالة بين طرابلس وبرقة وفزان.

يشار إلى أن غرب ليبيا يستحوذ على 102 مقعد، والشرق 62، وفزان 38 مقعدا، وهذا ما دعا الدرسي إلى القول إنهم يرفضون البقاء عبيدا تحت غيرهم، مضيفا أنهم حتى هذه اللحظة قادرون على تقسيم ليبيا، لكنه قال "لسنا دعاة تقسيم أو انفصال", مؤكدا أنهم دعاة وحدة وطنية.

وقال إن الشرق طرد فلول القذافي منذ أول أيام الثورة، والآن يطلقون على المطالبين بالعدالة لقب "فلول", وذكر أن "الفلول هربوا إلى طرابلس وهم قادة الثورة حاليا".

ولوّح رافض آخر اسمه مصطفى حسن البرغثي بالذهاب إلى أبعد من الاعتصام السلمي لتحقيق مطالبهم، مؤكدا أنهم يرفضون "شرعنة الباطل" في إشارة إلى الانتخابات.

المصدر : الجزيرة