إسرائيل تبحث طرق التواصل مع مرسي

Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu gestures during his joint a press conference with Czech Prime Minister Petr Necas (unseen) on May 17, 2012 at government headquarter in Prague. AFP
undefined

وديع عواودة-حيفا

بعد شهور من التحريض الإسرائيلي الرسمي والشعبي على الثورة في مصر, بدأت إسرائيل تبحث إمكانية مد جسور التواصل مع مصر من خلال تهنئة الرئيس المصري محمد مرسي هاتفيا بعد تهنئة رسمية خطية, وذلك بعد مشاورات مع الولايات المتحدة, ضمن عملية إعادة نظر موسعة للأولويات الأمنية والإستراتيجية.

وقد بعثت إسرائيل بالفعل مذكرتين للرئيس المصري هنأت فيهما بالمسيرة الديمقراطية متمّنية المحافظة على اتفاقية السلام.

وقد أكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية، ياسر علي أن "الرسالة الوحيدة التي تلقاها مرسي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت للتهنئة بمناسبة انتخابه رئيسا لمصر". ويؤكد دبلوماسي إسرائيلي سابق -فضل حجب هويته- للجزيرة نت ما نشرته صحيفة هآرتس الأحد بشأن تهنئة مكتوبة بعثها نتنياهو.

وأشار الدبلوماسي الإسرائيلي إلى أن إسرائيل تسعى بكل قوتها لدى واشنطن لتمكين نتنياهو من مهاتفة مرسي مباشرة على أمل كسر الجمود, قائلا "إسرائيل تهنئ رسميا لكنها في الواقع مرعوبة من خسارة مصر على غرار خسارتها التاريخية لإيران".

ويشير إلى أن نتنياهو ركز في المذكرة على أهم شيء بالنسبة له، وهو ضرورة المحافظة على اتفاقية السلام زاعما أنها تمثل مصلحة مشتركة للطرفين وعاملا حاسما في ضمان الاستقرار والأمن بالمنطقة.

كما كرر رئيس إسرائيل شمعون بيريز تهانيه لمرسي وتأكيداته على حيوية استمرار السلام. وفي رسالته المكتوبة بالعربية والصادرة عن ديوانه يقول بيريز أيضا إن "كامب ديفد مصلحة للدولتين ولشعوب المنطقة". من جهته ينفي, نائب وزير الخارجية داني أيلون لإذاعة الجيش الإسرائيلي أي قلق من تداول السلطة في مصر, ويرى أن الرسائل "مطمئنة".

بالمقابل يرى مراقبون إسرائيليون أن صورة العلاقات الحقيقية بين مصر وإسرائيل باتت اليوم أكثر سوداوية ويلفت بعضهم إلى أن انتخاب مرسي يعني فتح جبهة جديدة تكون على الحدود مع مصر.

 مصادر عسكرية إسرائيلية عبرت عن القلق وكشفت عن  دراسة سبل التزويد بعتاد وأسلحة جديدة مع إعادة تنظيم الانتشار على الحدود المصرية

ويرى الخبير بشؤون الشرق الأوسط، يورام ميتال ردا على أسئلة الجزيرة نت أن نتنياهو بعث برسالة تصالحية لمرسي تهنئ بانتخابه وبالمسيرة الديمقراطية لكنها "بخيلة" تخلو من مباركة شخصية.

مخاوف نتنياهو
ويلفت ميتال -وهو محاضر بجامعة بئر السبع- إلى أن نتنياهو لا يستطيع البوح بمخاوف إسرائيل من صعود الإخوان المسلمين للحكم لكنه قادر على توجيه رسالة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدعوها لتكون جاهزة بشكل مختلف مقابل مصر.

ويقول في هذا الصدد إن إسرائيل ترى بسيناء منطقة حساسة جدا لأمنها القومي وأنها تتابع ما تشهده بقلق بالغ ويرجح أن تطالب مصر الجديدة بتعديل الملحق العسكري لاتفاقية كامب ديفد استنادا للبند الرابع فيها.

ويعتبر أن قدرة إسرائيل على مهاجمة غزة على غرار "الرصاص المصبوب" بعد سقوط حسني مبارك باتت محدودة, مشيرا إلى أنها تقدر أن ذلك من شأنه زعزعة العلاقات مع مصر.

ويتفق المعلق في الشؤون العسكرية يوسي ميلمان مع ميتال مشيرا إلى أن ديوان رئيس الوزراء في إسرائيل تلقى إشارات وتلميحات مصرية تفيد بأن مرسي غير معني بمحادثة هاتفية مع نتنياهو لأنها مضرة له.

وردا على سؤال الجزيرة نت يتوقع ميلمان ألا يكسر مرسي قواعد اللعبة "لكنه سيقضم السلام رويدا رويدا" متوقعا بدء إسرائيل باستعادة ما يعرف بـ"جبهة الجنوب" ضمن إجراءاتها الأمنية.

وقد أكدت مصادر إسرائيلية أمنية مؤخرا أن إسرائيل قررت أنها لم تعد قادرة على اعتبار الحدود مع مصر "طبيعية" نظرا لدعم مرسي القوي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول كبير في جيش الاحتلال أن الوضع الجديد يتطلب الحذر الشديد، منبهة لقوة الجيش المصري وجاهزيته العالية. كما عبرت مصادر عسكرية أخرى أمس عن القلق, وأشارت إلى دراسة سبل التزويد بعتاد وأسلحة جديدة مع إعادة تنظيم الانتشار على الحدود المصرية الإسرائيلية.

أولويات جديدة
أما صحيفة معاريف فقد قالت -نقلا عن مصادر عسكرية- إن الجيش شرع بإجراء تغييرات داخلية بطرق انتشار قواته عند الحدود المصرية مع احتمالات عودة ما أطلق عليه "الجبهة المصرية"، وقد طالب الجيش بزيادة ميزانيته بـ15 مليار شيكل ستخصص كلها للجبهة المصرية.

ويؤكد المحلل بالشؤون الدولية خالد خليفة للجزيرة نت تلك المخاوف ويقول إنها حقيقية, مستذكرا التحريض الواسع رسميا وشعبيا في إسرائيل على الثورة المصرية في مرحلتها الأولى. ويتوقع خليفة أن يغير صعود الإخوان في مصر أولويات الأمن القومي لإسرائيل وأجندتها الإستراتيجية.

المصدر : الجزيرة