فلسطينيو 48 ينضمون لمعارضة المفاوضات

فلسطينيو 48 والقدس انضموا لمعارضة المفاوضات في رام الله
undefined

 

ميرفت صادق-رام الله
 
انضمت القدس والأراضي المحتلة عام 1948 للمظاهرات المعارضة للمفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل التي شهدتها مدينة رام الله في الضفة الغربية، وندد المتظاهرون بقمع المحتجين المعارضين للقاء المؤجل بين الرئيس محمود عباس وشاؤول موفاز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي يومي السبت والأحد.
 
وفي مظاهرة تحت عنوان "نعم للحرية لا للمفاوضات لا للقمع"، دعت إليها مجموعة "فلسطينيون من أجل الكرامة" مساء الثلاثاء، حمل شبان من مدن حيفا واللد والناصرة المحتلة عام 1948 لافتات تطالب بوقف التفاوض وتطبيق حق عودة اللاجئين إلى ديارهم الأصلية.
 
وهتف مئات المتظاهرين في شوارع رام الله "حيفا ويافا بلادنا" و"من غزة حتى سخنين.. شعب واحد لا يلين".

التنسيق الأمني
وقالت الناشطة بدور حسن القادمة من مدينة الناصرة "أتينا للاعتراض مع شعبنا على سياسة التنسيق الأمني والقمع الذي تعرض له الشباب الرافض للمفاوضات.. وللتأكيد على أن الشعب الفلسطيني في رام الله والقدس والداخل والشتات وغزة واحد ولا يحق لأحد التخلي عن جزء منه".

‪لافتة تطالب بتوحيد المطالب الفلسطينية‬ (الجزيرة نت)
‪لافتة تطالب بتوحيد المطالب الفلسطينية‬ (الجزيرة نت)

وانتقدت بدور -التي تقول إنها تشارك بصورة منتظمة في الفعاليات الوطنية التي تنظمها المجموعات الشبابية بمدينة رام الله- قمع المظاهرات المعارضة للمفاوضات، وقالت "توقعنا أن نتعرض للضرب من الاحتلال لرفضنا دخول موفاز إلى رام الله ولكن قمع المسيرات من السلطة الفلسطينية شكل صدمة كبيرة لنا".

وتابعت أن "الشباب الفلسطيني في كل مكان لا يريد أن يرى نماذج مستنسخة عن الجيوش العربية التي تقمع شعوبها في سوريا وغيرها، بينما يتهم الثوار بأنهم أصحاب أجندات عندما يطالبون بالحرية لبلادهم".

وكانت بدور تحث المتظاهرين على ترداد هتاف "راجع راجع راجع"، وقالت إن "حق العودة هو أساس القضية الفلسطينية، وبينما تهدر المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي هذا الحق من واجبنا وقفها".

وطالب نحو 1500 متظاهر وصلوا إلى مقر الرئاسة الفلسطينية من دون أي تدخل أمني فلسطيني بإسقاط اتفاقية أوسلو الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي ووقف التنسيق الأمني وإسقاط اتفاقية باريس الاقتصادية "المجحفة بحق الفلسطينيين".

وهتف المتظاهرون أمام مقر الرئاسة "أوسلو ولّى وراح.. وإحنا رجعنا للكفاح"، وطالبوا بإستراتيجية وطنية بعيدة عن المفاوضات لتحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية وإعادة اللحمة لكل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.

وقالت الناشطة فاطمة دعنا القادمة من مدينة القدس "فلسطين لكل الفلسطينيين ولا مساومة على الثوابت الفلسطينية ومن ضمنها حق العودة وحفظ دماء الشهداء".

وأضافت دعنا "مشاهد القمع مؤلمة جدا وغير متوقعة في وقت كنا نتوقع مصالحة فلسطينية تجمع على برنامج للمقاومة، خاصة أن اللاجئين الفلسطينيين يتعرضون للقمع والقتل في مخيمات سوريا ولبنان".

الرسالة وصلت
وقال الناشط في مجموعة "فلسطينيون من أجل الكرامة" حازم أبو هلال إن الشعب الفلسطيني لطالما تصدى لمحاولات قمعه وحتى الاحتلال لم ينجح في ذلك، ولن تستطيع أي جهة تكريس نهج القمع للفلسطينيين.

واعتبر أبو هلال أن المتظاهرين على مدار الأيام الأخيرة نجحوا في إيصال رسالتهم بأن الشعب الفلسطيني يجمع على رفض نهج المفاوضات مع الاحتلال وليس اللقاء مع موفاز فقط، كما يرفض التنسيق الأمني.

من مظاهرة في رام الله تندد بالمفاوضات (الجزيرة نت)
من مظاهرة في رام الله تندد بالمفاوضات (الجزيرة نت)

وقال أبو هلال إن التواصل الذي تعزز في الأيام الأخيرة بين الفلسطينيين في مخيمات سوريا ولبنان وفي الأردن وأستراليا وواشنطن حمل رسالة واضحة بأن فلسطين ليست الضفة الغربية وقطاع غزة فقط، بل 11 مليونا يعيشون في الوطن والشتات ويحتاجون لانتخابات مجلس وطني جديد يمثلهم جميعا ويعيد الشرعية للشعب.

وأكد أبو هلال أن الرسالة الأهم التي وصلت للقيادة أن أي تحرك باتجاه مفاوضات بأي شكل مع الاحتلال سيعني عودة المعارضة إلى الشارع مرة أخرى، مطالبا بالعمل على ترسيخ وحدة الشعب في إطار منظمة التحرير الفلسطينية عوضا عن المفاوضات.

مسار جديد
واعتبر المحلل السياسي وعضو تجمع الشخصيات المستقلة هاني المصري المسيرات الحاشدة في رام الله ضد المفاوضات دليلا على أن الشعب الفلسطيني ما زالت لديه قدرة عظيمة على شق مسار جديد قادر على توحيد قواه المختلفة وتحقيق أهدافه التي عجزت الإستراتيجيات المعتمدة حتى الآن على تحقيقها.

وقال المصري للجزيرة نت إن "القيادة ستحسب منذ الآن حسابا كبيرا للتحرك الشعبي بعد أن تم تأجيل لقاء عباس موفاز تحت الضغط الشعبي وستفكر أكثر من مرة قبل عقد مثل هذه اللقاءات"، مشددا على ضرورة استمرار التحرك الشعبي حتى تحقيق أهدافها.

ورأى المصري في مشاركة فلسطينيي الداخل والقدس المحتلة دلالة هامة على أن الأمور بدأت بالعودة إلى طبيعتها وأنهم شعب واحد فشلت الحلول التي جزأته بالصمود وخاصة بعد أن قضت إسرائيل على حل الدولتين المطروح كمشروع سياسي تتبناه السلطة في مفاوضاتها مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقال إن زخم التحركات الشعبية سيستمر لأن هناك حاجة فلسطينية لذلك، مضيفا أن" الشعب الفلسطيني يتحرك دوما لإنقاذ قضيته وهو ما جعلها حية حتى الآن رغم كل المجازر والحروب والتغييرات العاصفة التي واجهت الفلسطينيين".

المصدر : الجزيرة