رومني وأوباما.. سباق على دعم إسرائيل

MK165 - JERUSALEM, -, - : US Republican presidential candidate Mitt Romney visits the Western Wall in Jerusalem's Old City on July 29, 2012 during the annual Tisha B’Av (Ninth of Av)
undefined

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ليلى لعلالي

كلما اقترب موعد السباق نحو البيت الأبيض، يشتد التنافس بين مرشحي الرئاسة الأميركية من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على خطب ود الحليف الإسرائيلي ومنحه الولاء الاستباقي، وذلك بزيارة تل أبيب وإطلاق مواقف تدعم وتؤيد هذا الحليف، حتى لو أضرت بالمصلحة الأميركية في المنطقة.

ولا يختلف مرشحا الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني القادم الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري مت رومني عن سابقيهم في إعلان الولاء الشديد لإسرائيل، بحكم أن من يرضى عنه اللوبي اليهودي يملك حظوظا أوفر للوصول إلى كرسي البيت الأبيض.

فالجالية اليهودية تملك تأثيرا قويا في الانتخابات الرئاسية الأميركية، سواء عبر صناديق الاقتراع أو عبر ما يقدمه أثرياؤها من تبرعات مالية للحملات الانتخابية.

ولا يخفي أوباما الطامح إلى الفوز بولاية ثانية دعمه للحليف الإسرائيلي، وقد ترجم هذا الدعم عمليا عندما وقّع مؤخرا -وهو يتولى منصب الرئيس- قانونا صادق عليه الكونغرس أيضا يعزز التعاون مع تل أبيب في مجال الأمن والدفاع، وأكد بالمناسبة على دعم واشنطن "الثابت" لإسرائيل. 

وتعهد أوباما بتقديم بمبلغ 70 مليون دولار إضافية لإسرائيل لتمويل مشروعها للصواريخ الدفاعية المعروف باسم "القبة الحديدية"، وهو مشروع يدعمه اللوبي الصهيوني بشدة.

وجاءت هذه الخطوة التي وصفتها صحف إسرائيلية بأنها "أقل مما ينبغي ومتأخرة أكثر مما ينبغي"، عشية زيارة قام بها إلى إسرائيل منافسه رومني، وهي الزيارة التي سبقتها أخرى لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وتلحقها ثالثة لوزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا.

ويحاول الرئيس الديمقراطي في كل مناسبة تذكيرالإسرائيليين بمدى دعمه لهم، وصرح في لقاء انتخابي بولاية فلوريدا "أريد أن يعي الجميع أننا في ظل إدارتي لم نحافظ على الروابط الأبدية مع إسرائيل فحسب، بل عززناها أيضا".

وكان قد صرح في يونيو/حزيران الماضي بأن إدارته تفوقت على أي إدارة أميركية أخرى على مدى ربع قرن في دعم إسرائيل. كما قال مرة في خطاب أمام المؤتمر السنوي للجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة (أيباك) "خلال السنوات الثلاث الماضية (وهي مدة وجوده في الرئاسة)، أوفيت بالتزاماتي تجاه إسرائيل في كل لحظة وكل وقت"، وأضاف "يجب ألا يكون هناك أدنى شك في أنني أدعم إسرائيل".

ومن أهم المواقف التي سجلها أوباما في دعمه للحليف الإسرائيلي، وصفه القدس بأنها "عاصمة إسرائيل"، وكان ذلك خلال زيارة قام بها إلى القدس المحتلة عام 2008 حين كان مرشحا للانتخابات الرئاسية. 

‪أوباما استقبل بنيامين نتنياهو‬ (رويترز)
‪أوباما استقبل بنيامين نتنياهو‬ (رويترز)

وقال أوباما يومها "أنا لم أغير موقفي.. أواصل القول بأن القدس ستكون عاصمة إسرائيل.. قلته في السابق وأكرره اليوم، إلا أنني قلت أيضا إنها مسألة مرتبطة بالوضع النهائي للأراضي الفلسطينية بعد التوصل إلى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

ورغم أن الرئيس الأميركي لم يتخل عن دعمه لإسرائيل خلال عهدته الأولى، فإنه عارضها في بعض المواقف، منها قوله "إن الخطط الاستيطانية الإسرائيلية بالقدس الشرقية لا تساعد على تحقيق السلام في الشرق الأوسط"، مما أثار نوعا من التوتر بين إسرائيل وإدارته دفعه بعدها إلى التصريح في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز بأن بين إسرائيل والولايات المتحدة "رابطة خاصة لن تنفرط، لكن الأصدقاء لا بد أن يختلفوا أحيانا".

دعم قوي
أما المرشح الجمهوري مت رومني فقد أظهر خلال حملته الانتخابية دعما قويا للحليف الإسرائيلي، واختار أن تكون تل أبيب ثاني محطة خارجية له بعد بريطانيا، ومن هناك أدلى بتصريحات ومواقف أثلجت صدور الإسرائيليين. 

فقد اعتبر رومني أثناء زيارته لتل أبيب أن القدس "عاصمة إسرائيل"، وقال "أشعر بتأثر كبير لوجودي في القدس عاصمة إسرائيل"، متعهدا بنقل السفارة الأميركية إلى القدس إذا تولى الرئاسة.

ولم يكتف حاكم ماساتشوستس السابق بذلك، بل رفض زيارة الأراضي الفلسطينية ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس واكتفى بلقاء رئيس وزرائه سلام فياض. وقال صائب عريقات ردا على هذه المواقف إن تصريحات رومني "مقلقة، وتكافئ الاحتلال والعدوان، وتخالف سياسة الولايات المتحدة الطويلة الأمد".

ويرى المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية أن أمن إسرائيل "مصلحة قومية مهمة" للولايات المتحدة، وقال في هذا الشأن "يجب أن تدافع إسرائيل عن نفسها، وحق لنا أن نقف معكم".

كما تعهد فى حال وصوله إلى الرئاسة بحشد الدول الغربية واستخدام "ثقل العالم" ونفوذ الولايات المتحدة لضمان الالتزام المتواصل من جانب مصر تجاه معاهدة السلام مع إسرائيل والموقعة بمنتجع كامب ديفد عام 1979.

من جهة أخرى تبنى رومني الموقف الإسرائيلي بشأن طهران، واعتبر "أن السلاح النووي في يد إيران هو الخطر الأكبر".

ومهما راهن المرشحان الأميركيان على اللوبي اليهودي في الوصول إلى كرسي البيت الأبيض، فإن هناك ملفات داخلية وخارجية من شأنها أيضا أن تحسم السباق الانتخابي، وتحدد هل سيكون من نصيب الجمهوريين أو الديمقراطيين.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات