الجفاف يضرب أرض الصومال

إحدى القري بغربي أرض الصومال ويبدو عليها آثار الجفاف
undefined

عبد الفتاح نور أشكر-بوصاصو

تواجه جمهورية أرض الصومال -مناطق شمالي الصومال التي أعلنت انفصالها من جانب واحد عام 1991- حالة إنسانية بالغة التعقيد بعد موجة جفاف ضربت أنحاء واسعة من المناطق الريفية الواقعة في الغرب.

وذكر بيان رئاسي في جمهورية أرض الصومال -حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- أن مناطق شاسعة تعاني موجة جفاف أدت إلى نفوق المواشي ونزوح ما يقارب عشرين ألفا من سكان هذه المناطق، يحتاجون -حسب ما ورد في البيان- إلى مساعدات غذائية وأدوية عاجلة، لإنقاذ أرواحهم وأرواح ما تبقى من ماشيتهم على قيد الحياة.

ويقول نائب رئيس جمهورية أرض الصومال رئيس لجنة إغاثة المتضررين عبد الرحمن عبد الله إسماعيل الزيلعي إن موجة الجفاف والقحط الحالية هي الأسوأ منذ عقود.

كارثة إنسانية
ودعا الزيلعي المجتمع الدولي إلى ضرورة إغاثة المتضررين بالجفاف، وسرعة نجدة المنكوبين وإيصال المساعدات الضرورية العاجلة من غذاء ودواء، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتفادي كارثة إنسانية قد تلحق البشر والماشية على حد سواء.

‪‬ الزيلعي طالب بتضافر الجهود الدولية والعربية لمواجهة الأزمة(الجزيرة نت)
‪‬ الزيلعي طالب بتضافر الجهود الدولية والعربية لمواجهة الأزمة(الجزيرة نت)

ويقول الزيلعي للجزيرة نت "نناشد إخواننا العرب بصورة خاصة، ونطلب منهم أن يهبوا لنجدة إخوانهم ويساهموا في تخفيف وطأة الجفاف وتقليل الآثار النفسية على المتضررين بالجفاف".

وذكر الزيلعي أنه خلال جولته الأخيرة على المناطق المتضررة بالجفاف شاهد مناظر إنسانية مؤلمة تتطلب تضافر جهود الهيئات الأممية والعربية من أجل إنقاذ الأسر والأهالي في الأرياف والنجوع البعيدة.

ورداً على سؤال الجزيرة نت عن حجم المجاعة أفاد الزيلعي بأن حجم المعاناة الذي خلفه الجفاف يفوق الوصف "وما شاهدته خلال جولتي الأخيرة على الأرياف والقرى المتضررة لا يحتمل مزيدا من الانتظار، وإذا تأخرت الإغاثات العاجلة عن التوزيع، فإن الوضع الإنساني سيخرج عن السيطرة، وهناك حالات لنفوق المواشي، ونخشى أن تؤدي إلى تفشي الأمراض والأوبئة الفتّاكة".

معاناة
من جهته، يقول وزير الثروة الحيوانية بجمهورية أرض الصومال عبدي طاهر علي -في تصريح له للجزيرة نت- إن حكومة أرض الصومال قامت بإيصال مساعدات رمزية إلى المتضررين بالجفاف.

وأكد الوزير أن المساعدات المقدمة من حكومة جمهورية أرض الصومال "ليست بالمستوى المطلوب، وحجم المعاناة يفوق الوصف، وقد انتشرت رقعة الجفاف وزاد عدد المتضررين بها".

وقال الوزير في معرض حديثه عن معاناة المتضررين إن مشكلة الجفاف بأرض الصومال "هي أزمة إنسانية تتطلب تدخلاً عاجلاً حيث لا تستطيع الحكومة وحدها أن تسد رمق الجوعى والمتأثرين بالجفاف، الذين هم بحاجة إلى دواء وغذاء وحملات توعية لمكافحة التداعيات الصحية والبيئية المترتبة على الجفاف".

وأشار الوزير إلى أنهم قاموا خلال جولتهم برفقة نائب رئيس جمهورية أرض الصومال بزيارة ثلاثين قرية من القرى المتضررة بالجفاف، ووقفوا على حجم المعاناة الإنسانية التي يمر بها سكان هذه القرى، وأضاف "المتضررون بحاجة إلى إنقاذ أرواحهم، لقد هلكت ماشيتهم، ونناشد المجتمع الدولي بأن يسرع الخطى لإنقاذ ثروتنا البشرية والحيوانية".

مساعدات
أما رئيس هيئة درء الكوارث والبحوث البيئية التابعة لجمهورية أرض الصومال محمد موسى عوالي فيقول إن البلاد تواجه أزمة إنسانية بالغة التعقيد بسبب تأخر هطول الأمطار الموسمية منذ أربع سنوات.

ويشير عوالي إلى أن أربعين قرية من القرى المحاذية لشريط الساحل في أرض الصومال هي الأماكن الأكثر تضرراً لموجة الجفاف الأخيرة، "وهذه القرى بحاجة إلى مساعدة عاجلة لتفادي كارثة إنسانية ستلقي بظلال من المعاناة الإنسانية المستمرة على المنطقة برمتها ما لم يتم تداركها وتطويق انتشار رقعتها".

وطلب عوالي من الهيئات الإغاثية إيصال المساعدات للنازحين الذين نزحوا من أزمة الجفاف، وإعادتهم إلى قراهم بعد توفير الغذاء والدواء لهم، واعتبر أن النزوح بمثابة كارثة إنسانية أخرى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية أصلا.

المصدر : الجزيرة