مطالبة فلسطينية بانتخابات تمثل لاجئي الشتات

مسيرة في رام الله تطالب بحماية اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان وسورية.jpg
undefined
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ميرفت صادق-رام الله
 
طالبت مجموعات شبابية فلسطينية تحت اسم "فلسطينيون من أجل الكرامة" القيادة والفصائل  بالمسارعة في إنجاز اتفاق لإجراء انتخابات المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية تضمن تمثيلا سياسيا متساويا لكل الفلسطينيين بمن فيهم لاجئو الشتات.

ونظم عشرات النشطاء الفلسطينيين مسيرة جابت شوارع مدينة رام الله مساء الثلاثاء نددت بما وصفته باستهداف مخيمات مخيم نهر البارد وعين الحلوة في لبنان والتطاول على حقوق اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات سوريا أيضا.

وطالب "فلسطينيون من أجل الكرامة" الفصائل الفلسطينية التي تجتمع في القاهرة الأربعاء من أجل إنجاز المصالحة، بالاتفاق سريعا على انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، حيث ستتناول نقاشات هذه الجولة من الحوارات قوانين هذه الانتخابات وأماكن عقدها ومن يحق له المشاركة بها.

وجاءت هذه الدعوة عقب مقتل فلسطينيَين وإصابة عدد آخر الاثنين خلال تشييع الشاب الفلسطيني أحمد قاسم الذي قتله الجيش اللبناني على مدخل مخيم نهر البارد بشمال لبنان يوم الجمعة الماضي.

وطالب متضامنون خرجوا لمساندة اللاجئين الذين يتعرضون لما وصف بـ"المؤامرة"، قيادات الفصائل الفلسطينية المتحاورة بالعمل على حماية حقوق اللاجئين وحياتهم وأمنهم وحقهم الأساسي في التمثيل السياسي الحر والمباشر ضمن انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، في سبيل صياغة إستراتيجية وطنية توحد الفلسطينيين في كل مكان لمواجهة التحديات الراهنة.

التمثيل لحمايتهم
وقال الناشط في مجموعة "فلسطينيون من أجل الكرامة" حافظ عمر إن التمثيل السياسي هو حق لجميع الفلسطينيين أينما وجدوا وانتخاب مجلس وطني فلسطيني يمثل كل الفلسطينيين في كل مكان هو الضامن لإعادة تشكيل منظمة التحرير وتفعيل دورها في حماية الفلسطينيين في كل مكان.

واعتبر عمر أن نتيجة غياب التمثيل السياسي لفلسطينيي الشتات خاصة تتضح في "انتهاك حقوقهم في مخيمات سوريا ولبنان بشكل ممنهج ودون حسيب ولا رقيب".

لافتة رفعت خلال مسيرة رام الله (الجزيرة نت)
لافتة رفعت خلال مسيرة رام الله (الجزيرة نت)

واختصر عمر رسالة المجموعات المطالبة بتمثيل سياسي بأن "الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس والداخل المحتل عام 48 وفي مخيمات اللاجئين بالشتات يحمل الهم ذاته والقضية ذاتها، وأن اللاجئين في مخيمات نهر البارد وحمص ودرعا واليرموك يجب أن لا يواجهون الموت والخوف وحدهم".

وشدد على أن مخيمات اللاجئين في الداخل وفي الشتات هي قلب القضية الفلسطينية وأن حمايتها وحماية أمن وحياة أبنائها يجب أن تكون على أولوية العمل الفلسطينية.

وقال عمر إن شهادات اللاجئين التي يجري نقلها بالتواصل بين شباب في الضفة الغربية وآخرين في مخيمات لبنان تخالف الرواية الرسمية اللبنانية، وتنفي أي تحرش فلسطيني بالجيش اللبناني كما برر به الجيش إطلاق النار على الفلسطينيين في نهر البارد، "وإنما هي سياسة مبيتة ضد الفلسطينيين في المخيمات".

وذهب العديد من الفلسطينيين إلى اعتقاد أن التصعيد الذي تشهده مخيمات اللاجئين في لبنان وفي مقدمتها مخيم نهر البارد هو استمرار للحرب التي شنت في المخيم صيف 2007 وتستهدف القضاء على أهم مراكز النشاط الاقتصادي للاجئين الفلسطينيين.

واتهم ناشطون فلسطينيون الجيش اللبناني باختلاق الذرائع لاضطهاد الفلسطينيين في لبنان لاستكمال مسلسل المجازر التي تعرضوا لها منذ صبرا وشاتيلا وتل الزعتر إلى مخيم نهر البارد.

وقال الناشط الشبابي حازم أبو هلال الذي حمل لافتة تطالب "بصوت لكل فلسطيني في كل مكان" إن الحقيقة الغائبة وسط لوم الجيش اللبناني للاجئين هي أن هؤلاء "يعيشون مسحوقين ويعانون تمييزا وفصلا يرقى أحيانا للعنصرية من قبل الجهات اللبنانية منذ سنوات طويلة".

وقال أبو هلال إن مخيم نهر البارد الذي يجري استهداف أبنائه اليوم تعرض للتدمير منذ عام 2007 ولا يوجد به أسلحة ومع ذلك هناك تدخل دائم من الجيش اللبناني فيه.

ولم يبرئ الناشط القيادات والفصائل الفلسطينية من المسؤولية المباشرة عن تدهور أوضاع اللاجئين الفلسطينيين بعد تجاهل المخيمات في الشتات.

تحذيرات
وبينما يطالب فلسطينيون من أجل الكرامة بإنجاز مشروع انتخابات المجلس الوطني سريعا، رأى أبو هلال إشكاليات حقيقية تواجه المسودة المطروحة للنقاش لإجراء انتخابات مجلس وطني وهي استثناء جزء كبير من الفلسطينيين ضمن من يحق لهم الانتخاب باستبعاد فلسطينيي الداخل المحتل عام 48.

كما عبر أبو هلال عن تخوفه من أن تطغى "المحاصّة الحزبية والتمثيل الفصائلي" على هذه الانتخابات مما يهمش التمثيل الحقيقي للفلسطينيين ويضع أولويات حمايتهم رهنا بأجندات الفصائل وعلاقاتها.

وحذر أبو هلال من استبعاد قطاعات مختلفة من الفلسطينيين في الشتات من انتخابات المجلس الوطني تحت ذريعة تعذر إجرائها في مناطق معينة، مشيرا إلى تطور وسائل التصويت الإلكتروني وإمكانية تفادي هذه الإشكاليات بالتعاون مع السلطات في كل بلد.

المصدر : الجزيرة