الفاتيكان ما بين فضائح وغموض
ثم إن الكنيسة، وفق ما أضاف، لم تحقق منذ المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965) الانفتاح المرجو تجاه المجتمع الحديث، وبقي الصراع ما بين المحافظين والمجددين مستمراً دون إيجاد حل وسط بينهما.
وأعرب البروفيسور مينوتسي عن شكوكه في أن يتمكن البابا من السيطرة على هذا الوضع بسبب ضعف سياسته التي تعتمد على ثقافة لاهوتية قديمة ترجع إلى أعوام الخمسينيات.
من جانبه أظهر الصحفي الأب فيليبو دي جاكومو نفوره من مجلس الكنيسة الرومانية "كوريا روما" وقال للجزيرة نت "إن ما حصل لا يعني أن الكنيسة تمر بأزمة وإنما هي لحظة هامة لمواصلة الإصلاحات التي بقيت راكدة منذ السبعينيات وتسعة أعوام في درج بنديكت بسبب الكوريا المستقوية والتي عصت أوامر بنديكت وخانته".
الصراع على السلطة
وفي حديثه للجزيرة نت نفى الناطق باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي أن تكون هناك مؤامرة ضد الفاتيكان أو صراع على السلطة، وقال "لا توجد لدي حقائق حول ما إذا كان المجلس الكنسي لروما فاسدا أو أنه مكانٌ لصراعات عنيفة على السلطة".
وأكد لومباردي على العلاقات الوطيدة بين أمين سر الفاتيكان الكاردينال تارشيزيو بيرتوني وراتسنغر، واستشهد بكلمات البابا في عظة الأربعاء أمام الكاثوليكيين "الذي أعرب فيها ولأول مرة علناً عن تضامنه مع كل من معاونيه من تارشيزيو بيرتوني والكاردينال رويني".
وبشأن سارق الوثائق ومن يقف خلفه، قال الناطق الإعلامي "إنه شخص واحد سرق الوثائق وسلمها إلى الإعلام وهو الآن قيد التحقيق" مستبعداً أن يكون وراءه أكثر من شخص.
لكن أستاذ التاريخ المعاصر مينوتسي أعرب عن تخوفه من نوايا هؤلاء الأشخاص الذين سربوا وثائق خاصة بالبابا لأنه يعتقد بأن "من لا يفصح علناً عن نفسه ومواقفه فهو يخفي نوايا غامضة". وقال "أنا أتخوف من الأشخاص الذين لا يتمتعون بحس المسؤولية العامة لمواقفهم".
قضايا حسّاسة عالقة
وقد فتح كتابا جان لويجي نوتسي "Vaticano S.p.A" أي "فاتيكان شركة مساهمة" و"Sua Santità" "قداسته" ملفات حساسة عالقة منذ أكثر من أربعين عاماً ما زالت تنتظر توضيحاً من الفاتيكان.
أهم هذه الملفات قضية "يور" (IOR) المؤسسة المالية للاستثمار الديني المتهمة بسوء الإدارة والفساد وغسل أموال بمبالغ تقدر بنحو 967 مليون يورو، وبتعاملها مع المافيا.
ثم قضية إيمانويلا أورلاندي، المواطنة الفاتيكانية التي اختطفت عام 1983 على يد "عصابة ماليانا" ويعتقد البعض بأن اختطافها كان ابتزازاً للبابا يوحنا بولس الثاني العقل المدبر آنذاك لسقوط نظام الشيوعية، أو لإطلاق سراح التركي علي آغا الذي حاول اغتيال فويتيلا عام 1981. وقد جرى تنظيم مظاهرة خلال عظة البابا الأحد الماضي من أجل الحقيقة والعدالة قي قضية إيمانويلا أورلاندي.
كما يطالب الكاثوليكيون الفاتيكان بشفافية أكبر حول قضايا الشذوذ الجنسي وبمحاكمة الكهنة المتورطين وليس فقط بإقصائهم.