توقع تراجع الإقبال بانتخابات الإعادة بمصر

أسباب كثيرة وراء التراجع المتوقع في الاقتراع
undefined

عبدالرحمن سعد-القاهرة

توقع خبراء ومراقبون أن تقل نسبة المشاركة بين الناخبين المصريين في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية المقررة يومي 16 و17 يونيو/حزيران الحالي، بين الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، والفريق أحمد شفيق، المرشح المحسوب على النظام السابق.

ورجّح الخبراء انخفاض نسبة المشاركة من 46% في الجولة الأولى -التي أجريت يومي 23 و24مايو/أيار الماضي- إلى ما بين 20% و25% فقط، وذلك من نحو 50.5 مليون ناخب يحق لهم التصويت.

وأرجعوا أسباب هذا الانخفاض المتوقع إلى انحسار المعركة واقتصارها على مرشحين اثنين فقط بعد أن كانت تشمل 13 مرشحا بالجولة الأولى، والقدرة المحدودة لكليهما على تحريك الكتلة الصامتة من الناخبين نحو المشاركة، مشيرين أيضا إلى أن العادة جرت في جولات الإعادة على تراجع عدد الناخبين، وقللوا من تأثير ارتفاع دعوات المقاطعة على تراجع حجم المشاركة.

‪‬ رامي: الإخوان لجؤوا للاتصال المباشر بالمواطنين(الجزيرة)
‪‬ رامي: الإخوان لجؤوا للاتصال المباشر بالمواطنين(الجزيرة)

ضبابية وفقد ثقة
أستاذ الإعلام والرأي العام وعميد المعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق الدكتور محمد شومان أشار إلى ضعف القدرات المحلية في توقع السلوك السياسي للناخبين، ووجود حالة من الإحباط الجمعي، والضبابية في المشهد العام، مما أدى إلى فتور الحماسة للمشاركة، بل وفقد الثقة في عقد الانتخابات أصلا، في ظل احتمالات تأجيلها، إذا صدر حكم المحكمة الدستورية بعد غد الخميس بقبول قانون العزل السياسي.

وتذهب تقديرات شومان إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات في الإعادة لن تزيد عن 25%، نتيجة ضعف جهود التعبئة والحشد، واعتماد كلا المرشحين مرسي وشفيق على الكتلة الصلبة، وهي مجموع مَن صوتوا لصالحه، مع وجود نسبة كبيرة من الحائرين بين المرشحين.

وأشار شومان إلى أن الجولة الأولى شارك فيها 13 مرشحا، وعملت آلة انتخابية كبيرة لكل منهم، وشارك أنصارهم بالملايين، على عكس المشهد الحالي، مؤكدا أن الآلة التنظيمية للإخوان والسلفيين، العاملة لصالح مرسي، أكثر كفاءة مما تبقى من بقايا ماكينة الحزب الوطني المنحل التي تدعم أحمد شفيق.

حشد.. وحوارات
ويتفق عضو أمانة الاتصال السياسي بحزب الحرية والعدالة الدكتور أحمد رامي مع التوقعات السابقة، مشيرا إلى أن الاستقطاب كان حادا في الجولة الأولى، لذلك جاء الحضور كثيفا.

‪شريحة من المصريين تقاطع الانتخابات وتطلب العزل‬ (الجزيرة)
‪شريحة من المصريين تقاطع الانتخابات وتطلب العزل‬ (الجزيرة)

واستدرك قائلا إن الإخوان يعتمدون في الحشد لهذه المرحلة على الاتصال المباشر بالمواطنين، وإجراء حوارات هادئة معهم، والرد على ما تثيره وسائل الإعلام.

 
وأضاف أن دعوات المقاطعة ليست مؤثرة في رجل الشارع، ويقف تأثيرها عند النخبة المثقفة، مشيرا إلى وجود كتلة انتخابية صلبة لكل من الإخوان وشفيق، وأن كتلة الإخوان تلقت دعما من حملة المرشح الرئاسي الخاسر عبد المنعم أبو الفتوح، مع إعلان شخصيات مؤثرة في الرأي العام موقفها الداعم لمرسي، في حين تعمل مؤسسات الدولة العميقة، وبقايا الحزب الوطني المنحل، على دعم المنافس شفيق.

الشارع أهم
لكن منسق حملة المرشح الرئاسي أحمد شفيق في السويس (مصطفى خلف) يرد بأن الحملة تبذل قصارى جهدها في النزول للناس، وحشد المؤيدين، والاستفادة من أصوات جاءت من حملة عمرو موسى.

لكن المشكلة، كما قال "إننا نعمل في دائرة مقفلة، ونلجأ للمداراة، لتجنب الصدام مع الجماهير، خاصة أن السويس بلد ثوري، والتواصل في الشارع يعطي نتائج أفضل من الدعاية".

حملات المقاطعة
وبرغم ذلك، يتوقع رئيس المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة ناصر أمين انخفاض نسبة المشاركة في الإعادة بحيث لا تتجاوز 10% من الناخبين.

‪‬ استقطاب حاد بين المصريين بسبب مرسي وشفيق(الجزيرة)
‪‬ استقطاب حاد بين المصريين بسبب مرسي وشفيق(الجزيرة)

وعلل ذلك بحالة الإحباط التي أصابت كثيرين من النتيجة الحدية التي أفرزتها الانتخابات بين النظام القديم والتيار الإسلامي، وكلاهما لم يبدد مخاوف قطاع كبير من المصريين إزاء قضايا كثيرة، بحسب رأيه.

وأضاف للجزير نت "هناك عناصر نشطة استغلت حالة الإحباط لتنظيم حملات المقاطعة"، مشددا على أن مصر بحاجة للتوافق السياسي، ومشككا في نسبة المشاركة بالجولة الأولى، التي قيل إنها تجاوزات 46%.

الخاسرون والدولة العميقة
وبحسب نائب رئيس مجلس الدولة المستشار محمد فؤاد جاد الله، فمن الطبيعي قلة نسبة المشاركة مع انخفاض عدد المرشحين بجولة الإعادة، مع خفوت الدافع، وسيادة شعور بالبرود السياسي، مع خروج مرشح كل فئة، واقتصار المعركة على مرسي وشفيق.

وأضاف أن التيار الإسلامي الواسع وقطاعا من المصريين سوف يشاركون في الإعادة، وفي مقابلهم هناك عدد كبير ممن ليسوا متوافقين معهم، وهؤلاء سوف يحجمون عن المشاركة، لعدم وجود دافع لديهم، وربما لقناعتهم بأن الدولة الخفية، تعمل على تمكين شفيق من الفوز، من خلال الجهات الأمنية والقيادات الشرطية والجيش وعناصر النظام السابق والحزب الوطني المنحل وموظفي المحليات ممن يتحركون بقوة وبتنظيم وأموال للتزوير الناعم.

وفي المقابل هناك مواطنون لم يشاركوا في الجولة الأولى سيشاركون بهذه الجولة خوفا على الثورة، وتلافيا لعودة نظام مبارك، والدولة البوليسية.

ومهما كانت ضآلة المشاركين في الانتخابات، كما قال، فلن تتأثر شرعية الرئيس القادم، لكن الخطورة تتمثل في تحول التزوير الناعم لشفيق إلى خشن من خلال التلاعب في الأصوات، "وهنا لن نعترف بشرعية فوزه، وسنبدأ الثورة من جديد".

المصدر : الجزيرة