الزنداني ينفي التعاون مع الأميركيين

الشيخ عبدالمجيد الزنداني
undefined
 
عبده عايش-صنعاء
 
نفى الداعية اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني ما تردد في مواقع إعلامية يمنية عن عرضه التعاون مع الاستخبارات الأميركية في استهداف عناصر القاعدة باليمن، مقابل رفع اسمه من قائمة "الإرهاب".

وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر ما نشر عن وثيقة سرية تكشف عن عرضه التعاون مع الأميركيين، "كذب محض" و"افتراءات"، واتهم بقايا نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح بالوقوف وراء نشر ما أسماها "الأكاذيب" للنيل من شخصه وسمعته.

وأكد الزنداني، الذي يرأس هيئة علماء اليمن، ومؤسس جامعة الإيمان الإسلامية بصنعاء، أن صالح كان وراء فزاعة اتهامه بـ"الإرهاب" ووراء إدراج اسمه في قائمة مجلس الأمن الدولي، وباتفاق بينه وبين المخابرات الأميركية.

وقال "علي عبد الله صالح اشتكى مني للأميركيين وطلب منهم الحد من نشاطي ومنع تحركاتي في داخل اليمن وخارجه"، لافتا إلى أن حملة استهدافه زادت منذ العام الماضي عقب تأييده ثورة الشباب السلمية، ورفضه مع علماء اليمن إصدار فتوى تبيح قتل الشباب المتظاهرين الذين خرجوا للمطالبة برحيله وإسقاط النظام.

واعتبر أن مواقفه المؤيدة لشباب الثورة السلمية، زادت من غيظ صالح وأعوانه منه كثيرا فخرجوا عن المعقول، وجاؤوا بالأكاذيب والافتراءات، منها ما لا يخطر على بال أحد من أبناء الشعب اليمني.

كما أشار الزنداني إلى أن السفير الأميركي السابق في صنعاء إدموند هول أقر في تصريحات سابقة أن الاتهامات الموجهة له كانت كيدية وبدون دليل، ولمنع الدعم والتبرعات من الدول العربية والإسلامية لجامعة "الإيمان" التي يرأسها.

وبشأن الوثيقة المزعومة، أوضح الزنداني أن أمينة المظالم في الأمم المتحدة، السيدة كيمبرلي بروست، بعثت بمذكرة رسمية إلى مكتبه في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2011، خاطبته فيها بأن من مهام عملها التواصل مع الشخصيات والكيانات التي تطالب بشطب اسمها من قائمة مجلس الأمن الخاصة بداعمي الإرهاب، وقد رد على خطابها مفندا ومؤكدا على أن الاتهامات له باطلة جملة وتفصيلا.

‪أبو الفداء يدافع عن الزنداني‬ أبو الفداء يدافع عن الزنداني (الجزيرة نت)
‪أبو الفداء يدافع عن الزنداني‬ أبو الفداء يدافع عن الزنداني (الجزيرة نت)

اتهامات
وكانت وسائل إعلام محسوبة على حزب المؤتمر الشعبي، الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق صالح، قد نشرت ما قالت إنه وثيقة تكشف عرض الزنداني التعاون مع الاستخبارات الأميركية مقابل شطب اسمه من قائمة الأمم المتحدة التي أعدت عام 2004 الخاصة بداعمي المنظمات الإرهابية ومن بينها القاعدة وحركة طالبان في أفغانستان.

ورأى محللون ومقربون من تنظيم القاعدة باليمن، أن ترديد الاتهامات بـ"الإرهاب" للشيخ الزنداني، أو عرض تعاون مع الأميركيين، يأتي في إطار الاستهداف السياسي ومحاولات الابتزاز وتشويه السمعة.

وقال أبو الفداء، العضو السابق بتنظيم القاعدة، في اتصال مع الجزيرة نت إن الشيخ الزنداني رمز من رموز الأمة، ويمثل نقطة ارتكاز في مواجهة الهجمة الصليبية على المسلمين، مؤكدا أن الزنداني وغيره من رموز الأمة مستهدفون من الولايات المتحدة الأميركية، التي تسند إليهم تهم الإرهاب من أجل تبرير تصفيتهم.

ورأى أن ما تناولته بعض المواقع اليمنية عن وثيقة مزعومة تكشف طلب تعاونه من المخابرات الأميركية، يأتي في سياق الابتزاز السياسي وتشويه سمعة الشيخ الزنداني الحافلة بالعمل الدؤوب لخدمة الإسلام والمدافع عن المسلمين.

وقال أبو الفداء إن "من المحال قطعا، يوما من الأيام، أو لحظة من اللحظات، أن يكون الشيخ الزنداني يدا لأعداء الإسلام والإنسانية ضد إخوانه وأبنائه من المجاهدين"، بحسب وصفه لعناصر القاعدة، وأضاف أن "الزنداني ورغم ما بينه وبين المجاهدين من اختلاف وجهات نظر، إلا أنهم يكنون له كل الاحترام، وهو كذلك".

‪نبيل البكيري ينبه إلى الحذر من الشائعات‬ (الجزيرة نت)
‪نبيل البكيري ينبه إلى الحذر من الشائعات‬ (الجزيرة نت)

شائعات
من جانبه رأى الباحث في الجماعات الإسلامية نبيل البكيري أن ما تردد بشأن الزنداني لا يخرج عن كونها "شائعات" كتلك التي تم بموجبها إدراج اسمه ضمن قائمة ممولي الإرهاب، التي وقف وراءها نظام الرئيس السابق صالح.

وقال إن هذه الشائعات تأتي في سياق استهداف سياسي للشيخ الزنداني من قبل إعلام نظام صالح السابق، الذي لا يزال جزء كبير منه موجودا ضمن أجهزة الدولة ووسائلها الإعلامية.

وفيما يتعلق بالكيفية التي يمكن للزنداني رفع اسمه من قائمة الإرهاب، قال البكيري مثلما تم إدراج اسمه بدافع وعمل سياسي بحت، فلن يتم رفع اسمه أيضا إلا بطريقة سياسية، وأن تقوم بهذا الأمر السلطات اليمنية، بالتعاون مع أي من الدول الصديقة الدائمة في مجلس الأمن، أو أن تتخذ المطالبة برفع اسمه طرقا قانونية وهذه الخطوة قد تستغرق وقتا أطول.

المصدر : الجزيرة