شبان أردنيون يخوضون معركة الأمعاء الخاوية

ناشطون وشبان مضربون عن الطعام في خيمة الطعام مساء امس
undefined

محمد النجار–عمان

بعيون حائرة تنظر أمهات وزوجات أسرى أردنيين في السجون الإسرائيلية إلى نحو 35 شابا بدؤوا إضرابا مفتوحا عن الطعام مساء أمس الثلاثاء تضامنا مع آلاف الأسرى في السجون الإسرائيية الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية منذ 22 يوما.

ويسيطر الحزن على وجه الخمسينية والدة الأسير مرعي أبو سعيدة المحكوم خمسة مؤبدات والذي وصلت عائلته أنباء عن تعرضه لمحاولة اغتيال داخل معتقله تمثل بضربه بشكل مبرح رغم إضرابه عن الطعام الذي أدى لانهيار قواه الجسدية.

تقول أم مرعي التي تشارك ابنها الإضراب المفتوح عن الطعام قدر استطاعتها "أشكر هؤلاء الشباب المتضامنين معنا لأن هؤلاء يخففون شيئا من ألمنا ويردون على صرخة أم تصرخ منذ مدة وا معتصماه".

وتضيف ردا على سؤال عن كيف عاشت أيام إضراب الأسرى "كيف أعيش وابني مضرب عن الطعام وتعرض لمحاولة اغتيال (..) ألا يوجد عند المسؤولين الصامتين أمهات، أو أبناء".

وكانت أم مرعي قد قالت لوزير الخارجية الأردني ناصر جودة خلال اعتصام أمام الوزارة نهاية الشهر الجاري وهي تبكي "والله اني ما بانام الليل".

لكنها اليوم تقول "صوتي لم يصل للوزير على ما يبدو فلم أتلق أي خبر عن ابني، على الأقل أطالبه بإرسال لجنة طبية تتحقق من حالة ابني وبقية الأسرى الذين تعرضوا للضرب".

خيمة للتضامن
ويصطف الشبان الذين باتوا ليلتهم الأولى أمس الاثنين في خيمة أمام مجمع النقابات المهنية، تحولت لمناسبة تواصل يومي مع الأسرى ومعاناتهم.

35 شابا سجلوا أسماءهم في مدخل الخيمة
35 شابا سجلوا أسماءهم في مدخل الخيمة

وعلقت على باب الخيمة لافتة من القماش كتب فيها "سجل اسمك واضرب عن الطعام"، وإلى غاية مساء أمس سجلت على اللافتة أسماء 35 شابا وفتاة.

وداخل الخيمة جلس إلى جانب الشبان والد الأسير عبد الله البرغوثي -صاحب أعلى محكومية في السجون الإسرائيلية (67 مؤبدا)- والذي يعيش في العزل الانفرادي منذ اعتقاله عام 2003.

"كل الأسرى عبد الله والخيمة لكل الأسرى" قال والد البرغوثي الذي تجاوز السبعين من عمره ولم ير ابنه منذ 13 عاما. ووضع ابنه المضرب عن الطعام منذ نحو شهر شرطا بأن يتمكن من رؤية والديه كأحد شروطه لفك الإضراب عن الطعام أو الشهادة كما جاء في رسالة وصلت لنقابة المهندسين في عمان الشهر الماضي.

وفي ذات الخيمة تجتمع الأسيرة المحررة أسماء حامد زوجة الأسير إبراهيم حامد الذي يتوقع الحكم عليه بثمانين مؤبدا، وزوجة الأسير علاء حماد وأمهات وعائلات وأطفال بعض الأسرى.

وسيلة ضغط
وأعلن الشبان -وغالبيتهم طلبة جامعيون- أنهم سيخوضون الإضراب كوسيلة ضغط على الحكومة الأردنية التي اتهموها بإهمال قضية 22 أسيرا أردنيا في السجون الإسرائيلية.

وقال الطالب الجامعي خير الدين الجابري للجزيرة نت إن هذا الإضراب المفتوح عن الطعام يأتي بعد أن دخل إضراب الأسرى في سجون الاحتلال يومه الـ21 وسط ما سماه تجاهلا عربيا وإسلاميا ودوليا لقضيتهم العادلة.

‪أمهات وأقارب الأسرى أشادوا بمبادرة الناشطين‬ أمهات وأقارب الأسرى أشادوا بمبادرة الناشطين
‪أمهات وأقارب الأسرى أشادوا بمبادرة الناشطين‬ أمهات وأقارب الأسرى أشادوا بمبادرة الناشطين

وبحسب الجابري فإن الشبان المضربين "يريدون الضغط على الحكومة الأردنية التي تربطها بدولة الاحتلال اتفاقيات سلام دون أن تؤدي للإفراج أو التخفيف عن الأسرى الأردنيين".

واتهم الحكومة بالتزام الصمت حيال إضراب الأسرى والأخبار عن تعرضهم للضرب ومحاولات اغتيال، بخلاف الموقف الشعبي الذي قال إنه متضامن مع الأسرى وإضرابهم.

وتحدث الجابري عن محاولات لنقل فكرة التضامن مع الأسرى عبر الإضراب عن الطعام في عواصم عربية أخرى، وذلك عبر التواصل مع نشطاء من كل الدول للوصول إلى حالة من الضغط عبر التضامن الواسع مع الأسرى.

الموقف الرسمي
وكانت الحكومة أكدت على لسان وزير الخارجية ناصر جودة قبل أيام أنها تعمل بشكل يومي من مركزها في عمان ومن السفارة الأردنية بتل أبيب على التواصل مع الأسرى والاطمئنان على أوضاعهم.

كما أعلنت الوزارة أول أمس أن السكرتير الثاني في السفارة بتل أبيب زار الخميس الماضي الأسير عبد الله البرغوثي في سجن الرملة للاطمئنان على وضعه الصحي والاستماع إلى مطالبه.

وجاءت الزيارة -وفق بيان صحفي للوزارة- "في إطار الجهود المبذولة للاطمئنان على المواطنين الأردنيين أينما كانوا ومتابعة أوضاعهم من خلال جميع القنوات المتاحة حتى ضمان عودتهم إلى أهلهم وبلدهم".

ويشهد الأردن فعاليات تضامنية يومية مع الأسرى المضربين عن الطعام، وتستعد أحزاب وحراكات شعبية لإحياء قضية الأسرى في مسيرات الجمعة المقبلة التي أطلق عليها "جمعة الأسرى".

المصدر : الجزيرة