تداعيات الحكم على "نسمة" التونسية

المحكمة غرمت مدير "نسمة" بخطية مالية - خميس بن بريك
undefined

خميس بن بريك-تونس

تباينت الآراء في تونس بين مؤيد ورافض للحكم القضائي بتغريم قناة نسمة التلفزيونية الخاصة في القضية المتعلقة ببث الفيلم الإيراني "بيرسيبوليس" أو "بلاد فارس" الذي أثار جدلا واسعا لتضمنه مشاهد اعتبرت مسيئة للذات الإلهية.

وأصدرت المحكمة الابتدائية بتونس أمس الخميس حكما بتغريم مدير القناة نبيل القروي بـ2400 دينار تونسي (1559 دولارا).

كما قرّرت المحكمة تغريم نادية جمال رئيسة جمعية "صوت وصورة" التي قامت بدبلجة الفيلم إلى اللهجة العامية التونسية، وهادي بوغنيم المسؤول بقسم البرامج بالقناة، بدفع 1200 دينار  (778 دولارا) لكل واحد منهما.

سيف الدين مخلوف عبر عن ارتياحه لإدانة نسمة(الجزيرة)
سيف الدين مخلوف عبر عن ارتياحه لإدانة نسمة(الجزيرة)

ارتياح
وعبّر سيف الدين مخلوف، أحد المحامين الذين حركوا الدعوى ضدّ القناة، عن ارتياحه لإدانتها قائلا للجزيرة نت إن الهدف هو مبدأ الإدانة، وأعرب عن ارتياحه لما سماه حياد القاضي.

وبرر مخلوف عدم صدور حكم بسجن مدير نسمة بقوله "لا توجد نصوص قانونية في تونس تجرّم التعدي على الذات الإلهية".

وقال إنّه يجب إعادة النظر في المنظومة القانونية حتى لا يسمح لوسائل الإعلام بالتعدي على المقدسات والمسّ بالأخلاقيات العامّة "تحت راية حرية التعبير"، على حدّ تعبيره.

وأثار عرض قناة نسمة الفيلم "بيرسيبوليس" المحظور بإيران، قبيل الانتخابات ببضعة أيام في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي غضبا عارما في أوساط الإسلاميين، لتضمنه مشاهد تجسد الذات الإلهية.

وإثر شكاوى من محامين ومواطنين، قررت النيابة فتح تحقيق قضائي يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حول إقدام نسمة على بث الفيلم، الذي تسبب في اندلاع أعمال عنف بالعاصمة.

ووجهت تهمة "النيل من الشعائر الدينية" و"عرض شريط أجنبي على العموم من شأنه تعكير صفو النظام العام والنيل من الأخلاق الحميدة" إلى كل من مدير القناة والمسؤول في قسم البرامج بالقناة التلفزيونية والمسؤولة عن دبلجة الفيلم إلى اللهجة العامية.

من جهته عبر عاطف، أحد الشبان الذين تظاهروا أمام المحكمة الابتدائية بتونس، عن سخطه من صدور حكم قضائي "مخفف لا يوازي حجم الجرم الذي اقترفته القناة" التي يشارك رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني في رأس مالها.

وقال عاطف للجزيرة نت إن تغريم مدير القناة بمبلغ مالي بسيط رغم الإساءة الكبيرة للمقدسات الإسلامية هو مهزلة وظلم لكل التونسيين.

وأضاف أن هناك نقطة استفهام كبيرة بشأن تزامن صدور الحكم مع الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق للثالث من مايو/أيار، معتبرا أنّ الحكم تأثر بالضغط الإعلامي.

شكري بلعيد انتقد قرار المحكمة وقال إنه شكل خيبة أمل (الجزيرة)
شكري بلعيد انتقد قرار المحكمة وقال إنه شكل خيبة أمل (الجزيرة)

انتقاد
في المقابل، انتقد شكري بلعيد أحد محامي الدفاع الحكم الصادر بتخطئة مدير القناة واثنين من موظفيها، قائلا إن "الحكم يشكل خيبة أمل حقيقية لأنه لا يرتكز على أي معطى قانوني".

وذكر بلعيد للجزيرة نت أنه لا يوجد أي قانون يدين ذلك، مشيرا إلى أنّ الدفاع سيستأنف القضية للطعن في الحكم خلال  الأيام القادمة.

وتابع القول "كنا ننتظر في اليوم العالمي لحرية الصحافة حكما يعزز حرية التعبير المستهدفة والتي يقع الاعتداء عليها كل يوم، لكننا أصبنا بخيبة أمل".

بدوره، رفض منجي الخضراوي وهو عضو بنقابة الصحفيين التونسيين إدانة نسمة، قائلا "نحن نتألم لأنه للمرة الأولى منذ الثورة نحتفل بعيد الصحافة بصدور حكم ضد مؤسسة إعلامية".

ويرى أنه كان من الأفضل مناقشة الأمر خارج أروقة المحاكم، لافتا إلى أنه "رغم أن التقاضي مظهر من مظاهر التحضر لكن مقاضاة الآراء ووسائل الإعلام فيه رمزية للدفع نحو التضييق على حرية التعبير".

المصدر : الجزيرة