رومني وفرص الوصول إلى البيت الأبيض

Las Vegas, Nevada, UNITED STATES : LAS VEGAS, NV - MAY 29: Republican presidential candidate, former Massachusetts Gov. Mitt Romney speaks during a campaign rally at Somers Furniture on May 29, 2012 in Las Vegas, Nevada. Mitt Romney is holding campaign event and attending a fundraiser hosted by Donald Trump in Las Vegas. Justin Sullivan/Getty Images/AFP== FOR NEWSPAPERS, INTERNET, TELCOS & TELEVISION USE ONLY ==
undefined

بكسبه ثقة الناخبين لتمثيل الحزب الجمهوري، يكون مت رومني قد خطا أولى خطواته في سباق الرئاسة الذي سيخوضه في منافسة الرئيس الحالي باراك أوباما، وبين التركيز على الملف الاقتصادي وانتقاد أسلوب أوباما في الإدارة يسعى رومني إلى تجاوز النقائص والانتقادات الموجهة إليه.

رومني الذي يقدم نفسه على أنه "مفرط في محافظته"، يأمل في الفوز بقيادة البيت الأبيض من خلال التركيز بشكل مكثف على صفته المحافظة المتشددة تلك.

وفي ظل التأثيرات المتلاحقة للأزمة المالية، يراهن رومني على الملف الاقتصادي، ويرى مراقبون أنه سيركز على ما يصفه "بمقاربة خاطئة من جانب أوباما للاقتصاد".

فالمرشح الجمهوري يرى أن أسلوب إدارة أوباما للاقتصاد "يؤدي لجعل حياتنا تدار من قبل البيروقراطيين ومجالس الإدارات.. كما أنه طريق سيقودنا حتماً لبطالة مزمنة، وديون باهظة، وأجور راكدة".

وفي هذا السياق ترى صحيفة تلغراف أن فرص رومني تتزايد موازاة مع تراجع شعبية أوباما بسبب تزايد تشاؤم الناخبين بشأن الوضع الاقتصادي، فالبطالة مازالت مرتفعة، والدين خارج السيطرة. ووفقا لاستطلاع أجري مؤخرا فإن 33% فقط من الأميركيين يتوقعون تحسن الاقتصاد في الأشهر المقبلة.

استهداف أوباما

وإضافة إلى الملف الاقتصادي سعى رومني إلى مهاجمة أسلوب إدارة أوباما لشؤون البيت الأبيض، فهو يرى أن أوباما تولى الرئاسة من دون خبرة في عالم الأعمال، وبخبرة ضئيلة في عالم الإدارة التنفيذية.

في المقابل فإن حملة رومني تقدم مرشحها على أنه مليونير عصامي يتمتع بالخبرة العملية الكافية، وتتوافر فيه الصفات والمؤهلات الكافية لاستعادة عظمة أميركا، على العكس من أوباما الذي فشل في ذلك، كما يرى هؤلاء.

ومما قد يدعم موقف رومني في هذه النقطة استطلاع نشرته صحيفة واشنطن بوست و"إي بي سي" خلال الأسبوع الجاري قدر عدد الأميركيين الذين يعارضون طريقة أوباما في الحكم بـ 49% مقابل 47% من المؤيدين. علما أن 55% من المستجوبين أبدوا معارضتهم لأسلوب أوباما في إدارة الملفات الاقتصادية.

ويعتقد مراقبون أن تجاهل أوباما للأمور الاجتماعية مثل الإجهاض ووسائل منع الحمل والرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية -التي يعتقد أنها لا تحظى بشعبية بين الناخبين المترددين- تقف وراء انخفاض شعبيته، وهو ما يدفع رومني لإدراج تلك الاهتمامات ضمن أولوياته.

متاعب رومني
في المقابل يواجه رومني عددا من الملاحظات التي قد تحد من فرصه في السباق الرئاسي، فعلى الصعيد الإنساني لا يعتبر رومني من أصحاب الشخصيات الودودة المحبوبة التي يمكن للأميركي العادي أن يقترب منها ويتصل بها، وهو في هذا يختلف عن شخصية أوباما الذي استغل تلك الصفات لمصلحته.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن 52% من الأميركيين يرون أن أوباما يملك مزايا شخصية أفضل من رومني ليكون رئيسا، بينما عبر 38% فقط عن تفضيلهم لرومني في هذا المجال. وفي استطلاع لوول ستريت جورنال و"إن بي سي" عبر 49% عن رأي "إيجابي جدا" أو "إيجابي بعض الشيء" بشأن رئيسهم، في حين لم تتجاوز النسبة 34% لرومني.

وإضافة إلى ذلك فإن الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه المرشح ينظر إليه على أنه نادٍ للأغنياء، في وقت تفاقمت فيه الفجوة بين الأغنياء والفقراء بالولايات المتحدة، وهو ما يزيد من مخاوف الفقراء من السياسات التي سيعتمدها رومني عند وصوله لسدة الحكم.

ويواجه الجمهوريون انتقادات أيضا لعجزهم في التواصل مع الأقليات، فعلى الرغم من تعاظم دور الأميركيين من أصل لاتيني إسباني بالولايات المتأرجحة مثل فلوريدا ونيفادا ونيومكسيو، وتزايد قدرتهم على حسم أي سباق انتخابي لمصلحة مرشح دون الآخر، فإن رومني لم يبذل القدر الكافي من الجهد الذي كان يمكن أن يعزز هذه الصلة، بل ما حدث في الواقع هو أنه ساهم في إقصائهم عنه من خلال الموقف المتشدد الذي يتبناه من قضية الهجرة.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات