الثورات بافتتاح المنتدى الإسلامي الأميركي

الشيخ حمد بن جاسم بن جبر
undefined

محمد غلام-الدوحة

طغى موضوع الثورات العربية أسبابا وتداعيات على الجلسة الافتتاحية للنسخة التاسعة من منتدى أميركا والعالم الإسلامي، الذي افتتح مساء الثلاثاء بالعاصمة القطرية الدوحة وشاركت فيه نخب أميركية وإسلامية بارزة. وعقد منتدى هذه السنة تحت شعار "أصوات جديدة.. توجهات جديدة"، في إشارة إلى الربيع العربي.

رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي استعرض في الجلسة جذور المنغصات للعلاقات الأميركية الإسلامية، لم يذهب بالثورات بعيدا عن المظلمة التاريخية للشعب الفلسطيني، وما عانى منه العرب من إحباط جراء بعض المواقف العربية الرسمية التي اعتبرت شعبيا متخاذلة بعد الحرب على غزة.

وبحسب بن جاسم فإن الجمود الذي اعترى عملية السلام في الشرق الأوسط بعدما تحولت إلى "مسار للسلام وليس السلام، وأضحت العملية برمتها مؤتمرات بعد مؤتمرات وتصويرا وهكذا إلى ما شاء الله" هو ما أصاب الناس بالإحباط، هذا إلى جانب ما حصل بغزة الذي اعتبر بحق مفجر الربيع العربي، وكذلك لجوء بعض الرؤساء إلى توريث سلطاتهم.

‪أنديك: أحداث 11 سبتمر وما تلاها‬  (الجزيرة نت)
‪أنديك: أحداث 11 سبتمر وما تلاها‬ (الجزيرة نت)

فكرة خاطئة
ولم يكتف رئيس الوزراء القطري بتحليل أسباب ظاهرة الربيع العربي، وإنما أراد ألا تسهم المواقف الأميركية حيالها مستقبلا في التباس المواقف الملتبسة أصلا، فدعا الأميركيين إلى "ترك الفكرة السابقة القائلة إن كل حكومة إسلامية معادية"، داعيا إياهم إلى التعامل مع أي حكومات تفرزها الثورات.

وأضاف "لقد جربتم كيف تدخلتم لصالح هذا الحاكم ضد شعبه، وهو ما تسبب في أضرار بالغة يصعب ترميمها". لكنه في المقابل دعا أي حكومة إسلامية تفرزها الثورات إلى الالتزام باحترام القانون الدولي، معتبرا أن تحديد مفهوم الإرهاب أولا -قبل محاربته- أحد الأولويات لبناء علاقات أميركية إسلامية قويمة.

وبخصوص الثورة السورية، دعا بن جاسم إلى تعاون إسلامي أميركي فاعل "لحل القضية سلميا ولكن بشكل حاسم"، لأن "التعامل بازدواجية بين ملف وآخر يخلق نوعا من الشكوك لدى الشارع العربي والإسلامي".

خطر الفقر
وفي جلسة الافتتاح كذلك اعتبرت رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة واجد التي حيّت ثورات العالم العربي، أن "غياب العدل يؤدي إلى خلق الفوضى وتراكم المشكلات".

وأبرزت حسينة جوانب من الفقر في بلادها والذي اعتبرته "العدو رقم واحد" لأي دولة، خاصة إذا كانت تتلمس خطاها نحو تكريس دولة القانون والعدل.

‪أوغلو: ما حدث ليس ربيعا عابرا‬ (الجزيرة نت)
‪أوغلو: ما حدث ليس ربيعا عابرا‬ (الجزيرة نت)

مسار التاريخ
من جانبه اعتبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو أن ثمة بالفعل تغييرا جذريا في العالم العربي، وأن ما حدث ليس ربيعا عابرا وإنما عملية مستمرة، مشيرا إلى ما أن حدث بعد حرق البوعزيزي نفسه "غيّر مسار التاريخ" في كل المنطقة.

ويرى المسؤول الإسلامي البارز أن التحديات التي تواجه حكومات ما بعد الثورات هي "جلب الاستقرار وإحداث تنمية حقيقية في بلدانهم والحفاظ على الكرامة الإنسانية لمواطنيهم".

ولم ينس أوغلو في نهاية كلمته أن يقول للأميركيين إن عملهم "كوسيط حقيقي" في عملية السلام بالشرق الأوسط، هو نقطة الارتكاز في أي علاقة مستقبلية بين الولايات المتحدة والمسلمين. 

آثار 11 سبتمبر 2001
وفي كلمة تقديمية قبل ذلك، كان مارتن إنديك مدير مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط بمؤسسة بروكنغز في الولايات المتحدة والتي تنظم هذه الندوة سنويا بالتعاون مع قطر، قد استعرض فكرة المنتدى نفسها التي برزت بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وما تلاها من غزو للعراق ومن شكوك متبادلة بين أميركا والعالم الإسلامي.

وفي ندوة لاحقة شارك فيها كل من وزير العدل الموريتاني الأسبق عبد الله بن بية وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات واليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام لدورها في إلهاب الثورة اليمنية، لم تغب الثورات العربية ولا مآلاتها عن النقاشات.

فبينما اعتبرها بين بية "جرافات يجب توجيهها"، وصفتها كرمان بأنها صحوة عالمية ستعم العالم بأكمله، أما عريقات فدعا إلى أن تكون ملهمة لتحرير فلسطين.

ويناقش المؤتمر -فضلا عن قضايا تتعلق بالتغيير السياسي- مسائل مصيرية، كالصراع على المياه وتطوير العمل الخيري الإسلامي وغيرهما.

المصدر : الجزيرة