حشد التأييد يشغل الإخوان

Muslim Brotherhood Egyptian presidential candidate Mohammed Mursi (2nd L) talks with an aid during a press conference in Cairo on May 26, 2012. The Muslim Brotherhood today urged Egyptians to rally behind their presidential candidate in an almost certain run-off with rival Ahmed Shafiq, warning the country would be in danger if fallen dictator Hosni Mubarak's premier wins
undefined

أنس زكي-القاهرة

بعد أن أكدت النتائج الرسمية لانتخابات الرئاسة المصرية ما أوضحته المؤشرات الأولية من تقدم مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، وخوضه جولة إعادة في مواجهة أحمد شفيق، يبدو مرشح الإخوان أمام مهمة حشد تأييد القوى والثورية والوطنية لمواجهة شفيق الذي كان رئيسا لأخرى الحكومات في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وعلى مدى اليومين الماضيين بدأ الإخوان سلسلة من الجهود على طريق بناء تحالفات تعزز فرص مرشحهم مرسي في الوصول إلى مقعد الرئاسة، وعقد مرسي لقاء مع عدد من ممثلي القوى السياسية السبت لكن غاب عنه مرشحو الرئاسة، وخصوصا صاحبيْ المركزين الثالث والرابع حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح.

ويؤكد محللون تحدثوا للجزيرة نت أن معظم القوى الثورية والوطنية لن تتقبل أبدا فكرة تأييد شفيق الذي كان مقربا من مبارك، وعمل وزيرا ثم رئيسا للوزراء معه على مدى نحو عشر سنوات، لكنهم يؤكدون -في الوقت نفسه- أن هذه القوى لن تقدم "شيكا على بياض" للإخوان، ولن يدعموا مرشحهم إلا إذا حصلوا على تعهدات واضحة تعالج بعض المخاوف التي تشعر بها هذه القوى إزاء فوز الإخوان بالرئاسة، بعد حصولهم على أكثرية مجلسيْ البرلمان.

‪سيف عبد الفتاح: الإخوان لن يحصلوا على التأييد مجانا‬ (الجزيرة)
‪سيف عبد الفتاح: الإخوان لن يحصلوا على التأييد مجانا‬ (الجزيرة)

حقائق
وحسب أستاذ العلوم السياسية سيف عبد الفتاح، فإن الإخوان لن ينجحوا في إبرام التحالفات التي يتوقون إليها ما لم يدركوا عدة حقائق، أولاها تراجع قوتهم التصويتية حيث حصل مرسي على نحو 5.7 ملايين صوت، مقارنة بنحو 11 مليون صوت حصل عليها مرشحو الإخوان في انتخابات مجلس الشعب التي جرت قبل عدة أشهر.

ويضيف عبد الفتاح أن الفارق بين مرسي وشفيق ليس كبيرا، وهو ما يعني أن الأخير يمكنه الفوز بجولة الإعادة إذا انضم له مؤيدو عمرو موسى الذي احتل المركز الخامس.

وحسب عبد الفتاح، فإن الإخوان أمام خريطة معقدة ويجب أن يدركوا أنهم لن يحصلوا على تأييد مجاني، ولذا يجب عليهم الاستعدادات لتفاهمات مع القوى الوطنية تشمل عدة نقاط، بينها القبول بإسناد الحكومة المقبلة إلى شخصية من خارج الإخوان، وتعيين نائب أو أكثر للرئيس من هذه القوى، فضلا عن الالتزام بألا يتم عقد أي اتفاق مع العسكر إلا بشكل جماعي ومعلن.

ويرى عبد الفتاح أن الإخوان "بحاجة إلى تقديم خطاب جديد، يصاحبه سلوك سياسي جديد، خصوصا أن أداءهم في الفترة السابقة لم يكن ناجحا سواء في المجالين السياسي أو البرلماني". 
 
كما يرى أن خيار "تعاون القوى الوطنية والثورية مع شفيق ليس مطروحا، وإذا فاز الأخير فالشعب سيتصدى له، لأن شفيق ليس مكانه سدة الحكم وإنما السجن جزاءً لمشاركته الرئيسية في الفساد الذي اقترفه النظام السابق".

‪محمد زارع: على الإخوان تدارك الأخطاء‬ (الجزيرة)
‪محمد زارع: على الإخوان تدارك الأخطاء‬ (الجزيرة)

تدارك
أما الناشط الحقوقي، محمد زارع فيؤكد أن "على الإخوان أولا الاقتناع بأنهم ارتكبوا أخطاء خلال الفترة الانتقالية الماضية، في مقدمتها محاولاتهم الانفراد بالسلطة، وعليهم قبل تبني برنامج للنهضة أن يتبنوا برنامجا للمّ الشمل مع كل طوائف وتيارات المجتمع المصري".

كما انتقد زارع الأداء الإعلامي لجماعة الإخوان، وقال إن "عليها أن تعيد النظر في الكثير من الشخصيات التي تتحدث باسمها"، متهما بعضهم بـ"التعالي وعدم الحنكة، مما يجلب على الجماعة انتقادات لم تكن في حاجة لها".

وفي الوقت نفسه، أكد زارع أن حسن النية أمر ضروري في إبرام التحالفات بين الإخوان والقوى الوطنية، مضيفا أن "على هذه القوى أن تدرك أن الإخوان هم الفصيل القادر على تقديم الثورة المصرية بشكل محترم، ومحاولتهم للمّ الشمل ستنعكس إيجابيا على الاستقرار في مصر، وتقف حائط صد أمام الثورة المضادة التي ظهر مؤخرا أن عناصر كثيرة تشارك فيها ولا تتورع عن استخدام كل الأساليب الممكنة".

وعلى الجانب الآخر، يرى زارع أن شفيق "يحاول الإيحاء بأن وراءه مؤيدين كثرا، ونجاحه سيشعل ثورة جديدة". مؤكدا "خطأ من يراهن على أن الجيش يمكنه أن يتدخل من أجل قمع ثورة جديدة على غرار ما فعل في أحداث العباسية مؤخرا".

ومن جانبه، بدا أستاذ العلوم السياسية والنائب السابق جمال زهران متشائما بشأن احتمال نجاح الإخوان في إبرام اتفاق يجمع القوى الثورية والوطنية، واتهم الإخوان بأنهم "يتعاملون باستعلاء، ويعتمدون المراوغة من أجل توزيع الأدوار وتحقيق المكاسب".

وقال إنه اتفق مع ممثلي بعض القوى على أن "الحل الأمثل يكون في صياغة مطالب صعبة للإخوان من أجل التوافق، وإذا قبلوها فخيرا فعلوا، وإذا لم يقبلوا فسيكون الحل هو المقاطعة الشعبية ومحاولة إفشال الانتخابات والطعن فيها، لأننا لا يمكن أن نعطي أصواتنا لشفيق ممثل النظام السابق".

المصدر : الجزيرة