هل ينجح الإخوان في إنقاذ ثورة مصر؟

صورة تجمع أحمد شفيق و محمد مرسي
undefined

 أنس زكي-القاهرة

ما إن أظهرت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة في مصر تصدر مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي وضمان خوضه جولة إعادة ضد الفريق أحمد شفيق آخر رئيس حكومة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، حتى بدأ الإخوان جهودا لإقامة تحالفات انتخابية، وسط تأكيد محللين أن على جميع القوى الوطنية الاتحاد للحيلولة دون عودة النظام الذي ثار عليه المصريون.

وأثار التقدم الذي حققه شفيق قلقا لدى كثير من القوى الوطنية والثورية التي اعتبرت أن نجاحه في الوصول إلى مقعد الرئاسة سيكون بمثابة قضاء على الثورة خاصة أنه كان رئيس حكومة مبارك عندما لقي عشرات المتظاهرين بميدان التحرير حتفهم حين هاجمهم بلطجية يركبون الجمال والخيول فيما عرف إعلاميا باسم موقعة الجمل.

وتسبب هذا القلق في الدفع باتجاه شعور بضرورة التوافق الوطني في مواجهة عودة فلول النظام السابق وهو ما عبرت عنه عدة قوى ثورية على الرغم مما كانت تبديه من تحفظات على أداء الإخوان وحزبهم الحرية والعدالة في الفترة الماضية سواء فيما يتعلق بالتخلي عن القوى الثورية في عدة مواقف، أو ما تراه هذه القوى من محاولات للاستئثار بالسلطة من جانب الإخوان.

جاد الله: على القوى الوطنية نسيان الخلافات (الجزيرة)
جاد الله: على القوى الوطنية نسيان الخلافات (الجزيرة)

ضرورة الاتحاد
منسق القوى الثورية المستشار د. محمد فؤاد جاد الله أكد للجزيرة نت أن على جميع القوى الوطنية في مصر نسيان كافة الخلافات وتجاوز كل الانقسامات والاتحاد خلف مرشح الثورة، للتصدي لأي محاولة لإعادة إنتاج النظام السابق خاصة أن أحد أهم أركان هذا النظام بات قريبا من الوصول إلى السلطة.

وأوضح جاد الله أن على الإخوان المسلمين تقديم طمأنات للقوى الثورية والوطنية تكون عبر ميثاق شرف معلن يضمن الالتزام بخطوات عملية تتركز خصوصا حول قضايا المواطنة والمساواة في الحقوق والحريات فضلا عن التوافق على معايير تشكيل لجنة كتابة الدستور وكذلك معايير اختيار المناصب العليا وتشكيل الحكومة الجديدة بحيث يكون على أساس المشاركة لا الاستحواذ.

وعن كون غياب حمدين صباحي ود. عبد المنعم أبو الفتوح صاحبي المركزين الثالث والرابع، عن الاجتماع الذي دعا إليه الإخوان مساء السبت، يمثل عنصرا سلبيا في جهود التوحيد، قال جاد الله إنه يعتقد أن المهم أن ينجح الإخوان في طمأنة عموم الشعب ولو حدث ذلك فستسهل مهمة مرسي في الفوز بجولة الإعادة من انتخابات الرئاسة سواء توصل إلى اتفاق مع المرشحين الخاسرين أو لا.

في الوقت نفسه، أشار منسق القوى الثورية إلى أن مسؤولية لم شمل القوى الوطنية لا تقع على عاتق الإخوان وحدهم، وإنما تشمل كذلك بقية القوى لأن إعلاء مصلحة الوطن والمواطن يجب أن يعلو على أي مصالح واعتبارات خاصة.

‪لصغير يرى أن جولة الإعادة‬ (الجزيرة)
‪لصغير يرى أن جولة الإعادة‬ (الجزيرة)

معركة الثورة
من جانبه، فإن النائب البرلماني محمد الصغير يعتقد أن نتائج الجولة الأولى للانتخابات جعلت المعركة الحقيقية لا بشأن الرئاسة فحسب وإنما بشأن الثورة، وكونها ستنجح أو تفشل تماما بما يعيد مصر إلى الوراء، "ولذلك فإن على كل الوطنيين والثوريين والمخلصين أن يعملوا من أجل إنجاح الثورة خاصة أن الصناديق أوضحت أن قطاعا من الشعب المصري لا يساند التغيير".

وفي تصريحات للجزيرة نت، قال الصغير وهو رئيس الهيئة البرلمانية لحزب البناء والتنمية -الذراع السياسية للجماعة الإسلامية- إن التيار الإسلامي بمختلف أطيافه بات يدرك هذا الواقع ويضع هذه المصلحة نصب عينيه ولذلك فهو لن يختلف على دعم مرسي بوصفه مرشحا إسلاميا ومرشحا للثورة والتغيير في الوقت نفسه.

لكن الصغير يعتقد أن توحيد الصفوف بحاجة إلى جهد، خصوصا من جانب جماعة الإخوان التي يجب عليها العمل من أجل التوافق الوطني والتوصل إلى اتفاق مع أبي الفتوح وصباحي للوقوف صفا واحدا ضد فلول نظام مبارك، وكذلك بقية القوى الوطنية التي يجب أن تضع جانبا خلافاتها مع الإخوان وتدرك أن الوضع أصبح أكثر تعقيدا من ذي قبل.

ويقر الصغير بأن مهمة توحيد القوى الوطنية ليست سهلة رغم نبل مقصدها، ويرجع ذلك إلى أن التجربة أثبتت وجود مشكلات لدى الطرفين "فالقوى الثورية تتسم بعلو سقف مطالبها لدرجة تصل أحيانا إلى حد التعجيز، والإخوان يفتقدون المرونة أحيانا كما ظهر في أزمة لجنة الدستور".

بيد أن الطرفين لو استحضرا دماء الشهداء وتخيلا الرئيس المخلوع وهو يهنئ شفيق بالفوز بالرئاسة، فسيدركان ضرورة بل وحتمية التوصل لاتفاق وطني حسب قوله.

حرب: الكرة بملعب الإخوان (الجزيرة)
حرب: الكرة بملعب الإخوان (الجزيرة)

ملعب الإخوان
أما القيادي في ائتلاف شباب الثورة شادي الغزالي حرب، فيعتقد أن الكرة باتت بملعب الإخوان، مؤكدا للجزيرة نت أنهم القادرون على إنجاح التوافق أو إفشاله، وذلك عبر القيام بأعمال على أرض الواقع تزيل ما لدى الجماعات الثورية من تحفظات.

وفي رأي حرب فإن في مقدمة هذه الأعمال الإسراع بتشكيل لجنة دستور تعبر عن الشعب المصري كله مع التهديد بأن تكون الحكومة المقبلة ممثلة لكل القوى وحبذا لو كان رئيسها من خارج الإخوان.

ويعتقد حرب أن التوافق بين الإخوان والقوى الثورية بات حتميا "لأن مصر كلها مهددة" ويجب على كل القوى أن تكون على مستوى المسؤولية، خاصة أن الانتخابات أظهرت أن تيار الثورة يمثل أغلبية وذلك إذا نظرنا إلى مجموع ما حصل عليه صباحي وأبي الفتوح.

ويقر حرب بأن التوافق في صالح كل من الإخوان والقوى الثورية، لكنه يرى أن التنازلات يجب أن تقدم من جانب الإخوان، لأن الجانب الآخر لا يتكون من كتل حزبية يمكنها الالتزام بتنازلات أو قرارات وإنما هي قوى ثورية لا تملك أي إلزام لقواعدها الجماهيرية التي تحتاج لأفعال تقنعها بأن الإخوان لن يتخلوا مجددا عن قوى الثورة.

المصدر : الجزيرة