الجولان.. استقلال رغم الاحتلال

جدار الفصل العنصري لسلخ وعزل سكان وقرى الجولان عن الوطن الأم
undefined

محمد محسن وتد-الجولان المحتل

سعت إسرائيل بعد ضمها الجولان السوري إلى بسط نفوذها فيه عبر قانون شرعته عام 1981، ينص على إقامة مجالس محلية منتخبة تابعة لسلطتها، بغية إدارة شؤون السكان وفرض الجنسية الإسرائيلية عليهم.

غير أن سكان الجولان رفضوا المشاركة في الانتخابات والتعامل مع هذه المجالس، وشكل الإضراب الشامل لسكان الجولان عام 1982 على مدى ستة أشهر، مرحلة مفصلية في العلاقة مع إسرائيل، واعتبر رافعة للنضال عبر تعزيز الانتماء للوطن سوريا.

واعتمد سكان الجولان المرجعيات الدينية والجمعيات الشعبية والأهلية لإدارة شؤونهم اليومية ومعالجة قضاياهم، مما حدا بالسلطات الإسرائيلية إلى فرض المجالس المحلية كهيئات معينة من قبلها، في محاولة لإحكام سيطرتها على السكان.

وجسد الإضراب أحد أشكال المقاومة الجماعية للسكان برفض المحتل، وتم تشكيل آليات عمل ميدانية كان لرابطة الجامعيين الدور الريادي في إطلاقها، وقد تم تطوير المزيد من آليات وأساليب المقاومة السلمية ونماذج العمل لمواجهة تحديات الاحتلال.

ويرى الأسير المحرر وئام عماشة أن الإضراب الذي نفذه السكان كان مقدمة لرفض المحتل ومواجهته، وخلق بدائل لمشاريع وأطر اجتماعية تحدد من خلالها معايير التعامل داخل المجتمع.

ما تبقى من الأراضي الزراعية للقرى العربية في الجولان المحتل (الجزيرة نت)
ما تبقى من الأراضي الزراعية للقرى العربية في الجولان المحتل (الجزيرة نت)

وأوضح عماشة في حديثه للجزيرة نت أن "الاحتكاك الأول والمباشر للسكان مع الاحتلال الإسرائيلي كان في قضايا مصادرة الأراضي ومنع التوسع، حيث كانت مقاومة الاحتلال في البداية حكرا على فئة اجتماعية صغيرة من الشباب الوطني بسبب حالة الارتهان للهزيمة، لكنه سرعان ما توسع ليشمل قطاعات أوسع عقب الحراك الشعبي الرافض لقانون الضم عام 1981".

خدمات بديلة
من جانبه يرى الناشط بجمعية "جولان" لتنمية القرى العربية أيمن أبو جبل أن المؤسسات العربية تنشط بمشاريع خدمية للسكان، كبديل عن المؤسسات الإسرائيلية التي سعت لسلخ الجولان فور احتلاله، ومنعت التواصل مع الوطن بفرض الحكم العسكري وتدمير كافة معالم الحكم السوري.

ويرى أبو جبل أن "إسرائيل سخرت القمع والتنكيل وموجة الاعتقالات الإدارية لضرب المقاومة بيد من حديد للسيطرة على السكان، عبر بث الخوف والرعب في صفوفهم واعتماد سياسة الترغيب والترهيب، كما دأبت على خلق قيادات محلية بديلة مهادنة تُحكم من خلالها سيطرتها وقبضتها على الأرض والإنسان".

ولفت إلى أن تراكم الوعي السياسي الوطني أخذ يتبلور ويتأطر مع تحرر المعتقلين الذين ساهموا في ترسيخ وعي اجتماعي سياسي تحوّل إلى مرجعية مناهضة ومقاومة للاحتلال.

المصدر : الجزيرة