اتهام إيران بعرقلة المبادرة الخليجية باليمن

تظاهرة لجماعة الحوثي في صعدة معارضة لاتفاق التسوية وفقا للمبادرة الخليجية
undefined

عبده عايش- صنعاء

قال محللون سياسيون إن التدخل الإيراني في اليمن، صار يشمل أطرافا معارضة في شمال البلاد وجنوبه، وتزايد مؤخرا عقب توقيع المبادرة الخليجية نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والتي  تنحى بموجبها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح عن السلطة، استجابة للثورة اليمنية الشعبية التي طالبت برحيله وإسقاط نظامه.

واعتبروا قيام إيران بتمويل مؤتمر في لبنان لمعارضين يمنيين عقد في 16 مايو/ أيار الجاري في بيروت وشارك به جماعة الحوثيين والحراك الجنوبي الانفصالي، بالإضافة لرموز من بقايا نظام صالح السابق، دليلا على تزايد التدخل الإيراني في اليمن، الرامي لدعم القوى الرافضة للمبادرة الخليجية.

غير أن المتحدث باسم جماعة الحوثيين محمد عبد السلام نفى أن يكونوا قد دعوا إلى مؤتمر بيروت، ولكنه قال في اتصال مع الجزيرة نت من صعدة "أي مؤتمر سيكون فيه خدمة للشعب اليمني بدون أي وصاية فهذا سيكون مقبولا، خاصة عندما يحقق مطالب وأهداف الثورة اليمنية، بغض النظر عن مكان انعقاد المؤتمر أو المستضيف أو الداعم له".

وأوضح عبد السلام أن الحوثيين يرفضون المبادرة الخليجية، ويرون أنها "لا تخدم ثورة اليمن ولا تحقق أهدافها"، وتحدث عن تنسيق "مع الحراك الجنوبي وبقية الأطراف الثورية اليمنية"، استمرارا للثورة الشعبية وللوصول إلى تحقيق أهداف الثورة.

واعتبر أن "الحديث عن تدخل إيران في اليمن هو فقط لذر الرماد في العيون ولإخفاء التدخل الحقيقي الذي تقوم به الولايات المتحدة الأميركية والسعودية في اليمن".

وأشار عبد السلام إلى أن "التدخلات الخارجية مرفوضة من حيث المبدأ" وأشار إلى أن "التدخل الأميركي السعودي واضح للعيان، فالطائرات الأميركية تقصف وتنتهك السيادة، والسفير الأميركي يقوم بدور بارز في تحريك العملية السياسية، ولا نبالغ إذا قلنا إنه المتحكم الفعلي في القرار السياسي في اليمن".

ناصر الطويل أكد أن نضال الحراك الجنوبي سلمي
ناصر الطويل أكد أن نضال الحراك الجنوبي سلمي

تدريب بإيران
هذا وكانت صحيفة غارديان كشفت الأسبوع الماضي عن تزايد التدخل الإيراني في اليمن، ونقلت عن ناشط بالحراك الجنوبي قوله إن "الكثير من شباب الحراك الجنوبي يغادرون اليمن بهدوء للتدرب في إيران".

وأشار الناشط بالحراك، وفقا للصحيفة البريطانية، إلى أن الإيرانيين يبحثون عن موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية للضغط على السعوديين، وليكونوا قريبين من مضيق باب المندب في حال نشوب حرب مع الأميركيين.

من جانبه أكد رئيس تحرير صحيفة خليج عدن عبد الرقيب الهدياني، في اتصال مع الجزيرة نت، قيام ناشطين من الحراك بالذهاب إلى إيران للتدرب، وقال "نحن نعرف بالأسماء قادة من الحراك الجنوبي في ردفان والضالع ولحج وعدن ذهبوا مرات عدة إلى إيران ولبنان، لتلقي دورات وتدريبات عسكرية وإعلامية على أيدي خبراء إيرانيين ومن حزب الله اللبناني".

وأوضح الهدياني أن دور نشطاء الحراك الجنوبي الذين تدربوا في إيران، برز خلال انتخابات الرئاسة التي جرت في 21 فبراير/ شباط الماضي، حين قاموا "بأعمال تخريبية مسلحة استهدفوا خلالها مراكز الاقتراع في عدن ومناطق في الضالع ولحج، ومنعوا بقوة السلاح الناخبين من الوصول لمراكز الانتخابات، وقطعوا الطرقات وهاجموا نقاط التفتيش وقوات الأمن".

نضال سلمي
من جانبه أكد القيادي في الحراك الجنوبي في عدن ناصر الطويل أن الحراك الجنوبي يرفض العنف، ونضاله سلمي. واعتبر أن أي تدخل إيراني سيزيد الطين بلة، ويمكن أن يحوّل الجنوب إلى منطقة صراع دولي.

السقاف طالب جميع الأطراف بالدخول في حوار دون شروط مسبقة(الجزيرة نت)
السقاف طالب جميع الأطراف بالدخول في حوار دون شروط مسبقة(الجزيرة نت)

وقال الطويل للجزيرة نت "لسنا بحاجة إلى أي دعم من أي طرف خارجي، لأنه سيشعل العنف في الجنوب، وسيفتح مشكلة كبيرة نحن في غنى عنها"، ونفى مشاركة الحراك في مؤتمر بيروت أو أي مؤتمرات خارجية "تعمل على عرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية".

ولا تقتصر الاتهامات لإيران بالتدخل في اليمن على الحوثيين في الشمال والحراك في الجنوب، بل يعتقد مراقبون أن طهران تقدم تمويلات مالية لمعارضين يمنيين وتدعم قيام أحزاب سياسية وصحف وقنوات فضائية، الهدف منها إحباط التسوية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية.

وفي هذا السياق رأى رئيس مركز دراسات المستقبل فارس السقاف أن الحوثيين والحراك الجنوبي الانفصالي وغيرهم من المتضررين من الثورة الشعبية باليمن "أصحاب مشاريع صغيرة تتناقض مع الوحدة اليمنية ومع أمن واستقرار اليمن ومع الدولة المدنية الحديثة، وهم يعملون لأجندات خارجية".

وطالب السقاف جميع الأطراف في اليمن بالدخول في الحوار الوطني بدون شروط مسبقة، وأن يطرحوا كل ما لديهم، مؤكدا أن نتائج الحوار ستوصل إلى حالة توافق بين جميع الأطراف والقوى السياسية، يعقبها قيام مؤسسات دستورية تحافظ على سيادة اليمن وتمنع التدخلات الخارجية.

المصدر : الجزيرة