قتال غدامس واستمرار الانفلات الأمني بليبيا

قوات الثوار في بنغازي،والتعليق كالتالي:مسؤولية قوات ثوار ليبيا محاربة الانفصال
undefined

خالد المهير-طرابلس

لا يزال الوضع الأمني المهتز وعدم قدرة السلطات الليبية الجديدة على فرض النظام والاستقرار على جغرافيا البلاد يشكل العقبة الكبرى أمام الانتقال السياسي الذي بدأت أولى ملامحه بانتخابات المؤتمر الوطني.

وكانت آخر هذه المظاهر سلسلة هجمات بالقذائف الصاروخية على مدينة غدامس المعروفة "بجوهرة الصحراء" الواقعة في الجزء الغربي من ليبيا، من قبل مجموعات الطوارق المؤيدة لنظام العقيد الراحل معمر القذافي.

وتزامن الهجوم مع انتخاب مائتي عضو بالمؤتمر الوطني، الأمر الذي رأى فيه عضو المجلس الوطني الانتقالي عن غدامس علي المانع مؤشرات خطيرة لعرقلة أول استحقاق دستوري.

وأضاف للجزيرة نت أن المهاجمين من عناصر النظام السابق يهدفون لزعزعة الوضع الأمني، مؤكدا أن أحداث الاقتتال الأخيرة في مدن سبها والكفرة ومرزق ومؤخرا غدامس تدل على أن المخطط واحد.

وأضاف أن رئيس هذه العناصر عيسى تللي -المتهم بتهريب عائلة القذافي إلى الجزائر- مطلوب في انتهاكات سابقة أثناء هجوم كتائب القذافي على مدن مصراتة ورأس لانوف.

ونقل المانع عتاب أهل غدامس على المجلس الانتقالي والحكومة لعدم تحركهم حتى الآن، متوقعا مزيدا من الهجمات مع احتقان الوضع في المدينة الحدودية.

أزواد ليبيا
وتحدثت قيادات ائتلاف ثورة 17 فبراير في غدامس لوسيلة إعلام محلية عن رفع شعارات دولة أزواد في شمال مالي في عدة أماكن، لكن المانع لم يؤكد صراحة هذه الروايات، لافتا إلى العثور على بطاقات هوية أزواد مع قتلى الطوارق.

ويقول متابعون إن القذافي كان يخطط في تسعينيات القرن الماضي لإعلان منطقة كونفدرالية في شمال النيجر لفرض نفوذه في منطقة سياسية وثقافية وسياحية "حساسة"، وادخر مجموعات من المهاجرين الطوارق لأيام عصيبة كان يراها آتية على ليبيا، على أمل تحقيق حلمه في تحالف "أفريقي قذافي انفصالي" بالجنوب تحت أي ضغط أو ثورة شعبية.

أوفنايت الكوني قال إن ربط قضية طوارق ليبيا بدولة أزواد بشمال مالي
أوفنايت الكوني قال إن ربط قضية طوارق ليبيا بدولة أزواد بشمال مالي "أكذوبة كبيرة" (الجزيرة)

غير أن المحلل السياسي أوفنايت الكوني يرفض بشكل قاطع ربط أحداث غدامس بين الطوارق وبين بقية القبائل بالتاريخ، وأضاف المحلل الذي ينحدر من الطوارق للجزيرة نت أن تعايشهم في غدامس يرجع إلى نحو مائة عام.

وأكد أن الأحداث الأخيرة سببها قتال بعض الأفراد من الطوارق إلى جانب من كانوا يعتقدون أنه الأصح، في إشارة إلى القذافي، كاشفا تعرض أفراد من قبيلته إلى القتل والحرق على يد الثوار في قضية "لا ناقة لهم فيها ولا جمل".

وخلص إلى أن ربط قضيتهم بدولة أزواد في شمال مالي "أكذوبة كبرى"، وأوضح أن أي طرف يحاول إلغاء هوية الآخر يعلق التطورات على شماعة "أزواد"، نافيا علاقة طوارق ليبيا بالدولة الأزوادية.

ويصف الوضع الحالي بالخطير، متحدثا عن عملية إخراج نساء وأطفال وشيوخ أمس من بيوتهم، ونبه إلى تداعيات ليست في الحسبان مع استمرار الانتهاكات، ودعا الحكومة الجديدة إلى نزع السلاح من كافة الأطراف المتحاربة، محذرا من "أجندة خفية" دون كشفه عن المزيد من المعلومات.

أجندة خارجية
من جهته حمل الناشط السياسي في اتحاد "ثوار ليبيا" عبد الهادي شماطة المجلس والحكومة المسؤولية عمّا سماه "الفشل الذريع" في تأمين مثل هذه المناطق البعيدة.

بدوره اتهم الباحث في شؤون الجنوب عز الدين أهليل الأطراف المعتدية بتنفيذ أجندة خارجية لزعزعة استقرار جنوب ليبيا.

وذكر في تصريح للجزيرة نت أن أطرافا بدول محاذية للحدود الليبية في الجزائر والنيجر وتشاد تحركُ لعبة سياسية في المناطق الحدودية قد تكون من دون علم تلك الحكومات.

وسأل عن دور وزارة الدفاع، التي قال إن عليها مسؤولية محاربة خطر تقسيم ليبيا إلى عدة دول، داعيا القادة الجدد إلى عدم وضع التطورات الخطيرة على "شماعة القبلية".

ويشير الصحفي الليبي صالح السرار إلى مشاكل متجذرة بين سكان غدامس، في مقدمتها دعم القذافي لصالح استمرار حكمه على مدى 42 عاما الماضية، مؤكدا أن بعض القبائل -دون إشارة إلى الطوارق- دخلت في تحالف معه مع انطلاق الثورة التي أطاحت به.

المصدر : الجزيرة