إخلاء جوبا لأبيي حل أم تكتيك؟

جانب من سوق أبيي
undefined
 
عماد عبد الهادي-الخرطوم

يثير إعلان دولة جنوب السودان سحب قواتها من منطقة أبيي ثم التهديد باجتياحها حال رفض السودان القيام بالحذو ذاته عدة تساؤلات بشأن الخطوة، وهل بمقدور جوبا الدخول في حرب جديدة مع الخرطوم أم أن الأمر تمهيد لتدخل أممي ظلت تطالب به حكومة سلفاكير ميارديت؟

وكانت جوبا هددت بالسيطرة عسكرياً على أبيي إذا لم تسحب الحكومة السودانية قواتها من المنطقة، محددة موعدا أقصاه 15 من مايو/أيار الجاري لسحب الجيش السوداني.

لكن الحكومة السودانية وعلى لسان الناطق باسم خارجيتها العبيد أحمد مروح قللت من التهديدات الجنوبية بالسيطرة على أبيي.

واعتبر المروح في تصريحات للصحفيين التهديدات "بأنها تأتي في سياق تضليل متعمد من حكومة الجنوب للرأي العام الدولي".

وقال إن الانسحاب من أبيي محكوم باتفاق ترتيبات انتقالية وقع العام الماضي، بحيث يحدث انسحاب متزامن للطرفين ومرَاقب من ممثلين للجانبين والقوة الدولية الموجودة بالمنطقة.

بابكر أحمد الحسن (الجزيرة نت)
بابكر أحمد الحسن (الجزيرة نت)

وعود دولية
أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم بابكر أحمد الحسن فلم يستبعد تلقي جوبا وعودا دولية أو إمدادا "ربما يكون عسكريا" لاتخاذ خطوة تصعيدية بالمنطقة.

ويعتبر في تعليقه للجزيرة نت أن جوبا لن تتجرأ على مواجهة السودان عسكريا لو لم تجد ضوءا أخضر من جهات لها نفوذها على خريطة السياسة الدولية.

ويقول إن أي سيطرة جنوبية عسكرية على أبيي "ستدفع السودان لاتخاذ خطوة مماثلة لاستعادتها" كما حدث في مايو/أيار من العام الماضي. لكنه أكد عدم موافقة المجتمع الدولي على أي عمل عسكري بالمنطقة.

ويرى أن انسحاب جوبا واتهامات السودان بشن غارات جوية على الجنوب قد حسّن من صورة الجنوب عالميا، مضيفا أنه "ومن غير المعقول أن تتخذ حكومة سلفاكير من الإجراءات ما يغضب حلفاءها".

قرارات الشرعية
أما الخبير الدبلوماسي الأمين عبد اللطيف فيرى أن جوبا تحاول تجريم الخرطوم بإعلانها تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

ولا يستبعد أن يستفز موقف الخرطوم الأمم المتحدة المنادية بانسحاب قوات السودان من المنطقة "وتعمل بالتالي على اتخاذ قرارات تحت الفصل السابع ضد حكومة الرئيس عمر البشير ".

ويقول للجزيرة نت إن جوبا ومن خلفها بعض الجهات "ستعمل على جر الحكومة السودانية لاتخاذ موقف يضعها في مواجهة حقيقية مع المجتمع الدولي".

لكنه اعتبر أن انقسام المجتمع الدولي بشأن الحقائق على الأرض "ربما لن يمكن الأطراف المؤيدة لجوبا من تحقيق كامل انتصاراتها على الخرطوم بفرض قوات أممية" في الشريط الحدودي بين الدولتين.

الأمين عبد اللطيف: جوبا ربما تعمل على جر الخرطوم لمواجهة دولية (الجزيرة نت)
الأمين عبد اللطيف: جوبا ربما تعمل على جر الخرطوم لمواجهة دولية (الجزيرة نت)

ومن جهته تساءل الكاتب والمحلل السياسي محمد علي سعيد عن أسباب مطالبات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بسحب السودان لقواته، متجاوزة الاتفاق بين الخرطوم وجوبا حول تشكيل وحدة إدارية لإدارة المنطقة.

وتوقع أن يكون سعي المجتمع الدولي لسحب قوات السودان قبل تنفيذ بروتوكول المنطقة "محاولة لفرض رؤى جديدة قد تحول الكفة لصالح جوبا".

واستبعد لجوء جوبا لخيار المواجهة مهما كانت الأسباب "إلا إذا ما تلقت دعما فعليا من جهات معادية للخرطوم وتسعى للإطاحة بنظام الحكم فيها".

لكنه أشار إلى عدم قدرة جوبا على تجاوز القوات الإثيوبية بالمنطقة ومهاجمة القوات السودانية التي لن تقف مكتوفة الأيدي ضد أي اعتداء، متوقعا إجراءات دولية بحق السودان.

المصدر : الجزيرة